موريتانيا: التحقيقات متواصلة في عملية فرار السجناء والأمن يعتقل مدبرها

13
موريتانيا: التحقيقات متواصلة في عملية فرار السجناء والأمن يعتقل مدبرها
موريتانيا: التحقيقات متواصلة في عملية فرار السجناء والأمن يعتقل مدبرها

أفريقيا برس – موريتانيا. لم ينته لحد الآن كما كان متوقعا، مسلسل التحقيق الخاص بقضية السجناء الموريتانيين المتطرفين الأربعة الذين فروا مستهل الشهر الجاري من السجن المركزي في نواكشوط، مع أن قوات الأمن الموريتانية تمكنت من اللحاق بهم في عملية قُتِل فيها ثلاثة منهم واعتقل الرابع، وفقد الدرك الوطني فيها أحد عناصره.

فقد أعلنت الشرطة الموريتانية الأحد عن توقيف الشخص الذي دبر عملية فرار أربعة سجناء من السجن المركزي في نواكشوط يوم الخامس من مارس الجاري.

وأضافت الشرطة في بيانها “نفذت إحدى فرق البحث التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني فجر اليوم، عملية مداهمة لمنزل يقع في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية بعد عمليات تتبع مكثفة”.

“وتمكنت الفرقة، يضيف البيان، من اعتقال المطلوب أمنيا الملقب محمد تي والمكنى أبو أسامة مدبر عملية فرار أربعة سجناء مدانين في قضايا إرهابية من السجن المركزي في نواكشوط مساء يوم 5 مارس 2023”.

وأكدت الشرطة “أن البحث يتواصل مع المعني حول ظروف وملابسات الحادثة ومشاركته فيها وستم إحالته إلى القضاء فور انتهاء البحث”.

وإضافة لما أكدته الشرطة في بيانها بخصوص مواصلتها التحقيق في ملابسات وخفايا هذه الحادثة المثيرة، فقد حققت الشرطة مع قياديين في التيار السلفي الموريتاني أحدهما هو السجين السابق أعمر محمد صالح المشهور بـ”أبي قتادة الشنقيطي”، والثاني هو الشيخ محمد سالم المجلسي.

ونددت خولة الخليل زوجة أعمر محمد صالح في تصريح أخير لها “باقتحام الأمن الموريتاني منزلها، وتكسير أبوابه، وتفتيش أغراضها الخاصة، واعتقال زوجها”.

وقالت بنت الخليل في تصريح لوكالة “الأخبار” الموريتانية “إن زوجها الذي أعاد الأمن اعتقاله، مريض ومصاب بالتهاب الرئة ويحتاج لأدويته”، نافية “أن تكون له أية علاقات غير معروفة أو اتصالات مشبوهة، لكونها على اطلاع بجميع اتصالاته سواء عبر الواتساب أو الماسنجر”.

وطالبت بنت الخليل “السلطات الأمنية بالكشف عن مكان احتجاز زوجها وتمكينه من أدويته التي يحتاجها، وإطلاق سراحه بشكل فوري، حيث أنه هو القائم على بناته، كما أنه متقدم في السن، ويعاني من عدة أمراض”.

أما الشيخ محمد سالم المجلسي فقد أطلق سراحه بعد يوم كامل من التحقيق وفقا لما أكده هو نفسه في تدوينة على صفحته.

وقال “سئلتُ عن موقفي من أحداث السِّجن فذكرتُ أنَّه لا داعي لسؤال مثلي عنها، وأنَّ موقفي الشرعي منها هو الرَّفض، وهو موقف كلِّ داعٍ يَرجو أن تبقى ساحةُ دعوتِه آمنة، وأنَّ من المعلوم أنَّ تغييرَ المنكر إذا أدَّى إلى منكرٍ أكبرَ منه فهو منكرٌ محرَّم، فكيف بما فيه إزهاقٌ للأرواح ومفاسده لا تُحصى”.

وأضاف “منتصف الليل وبعدَ خروجي من غرفة التَّحقيق بساعَتَين استدعاني ضابط المداومة، وذكر لي أنَّ سببَ اعتقالي هو تكرُّر ذكرِ اسمي على ألسنة بعض المعتَقلين (في حادثة فرار السجناء)، وأنَّهم بعد أن استجوبوني سيُطلقون سبيلي، وطلب منِّي العودة في اليوم الموالي لأخذ محجوزاتي”.

وزاد “أرجو ألَّا يتكرَّر أو تَتكرَّر أسباب اعتقالي، كما أرجو ألا يكون مما تُلهي به السلطات الناس، وتُغطِّي به فشَلها في كثير من النَّواحي؛ ولو سَلِم مشهد الاعتقال من الجنود المسلَّحين المقنَّعين في تشكيل عسكري أمام البيت وفي مداخل طرقه لما أثار الأمر ما أثاره من مخاوف الأهل والجيران والأحبَّة”.

وفي سياق متصل، طالب الشيخ محفوظ الوالد الملقب بـ”أبي حفص الموريتاني”، وهو مفتٍ سابق لتنظيم القاعدة ومستشار سابق لزعميها أسامة بن لادن، في بيان على صفحته “بوجوب قصر مسؤولية حادث هروب السجناء على من قام به، والتحذير من التعميم، وتحميل المسؤولية عنه للإسلام، أو حملته، والعاملين له من أهل الصدق والاستقامة”.

وعن تأثير هذه الحادثة على العلاقات بين موريتانيا والتنظيمات المسلحة في الساحل، قال ولد الوالد “من السابق لأوانه معرفة تداعيات الحادث على وضعية (المتاركة) القائمة على الجبهة الشرقية، مع أن الطرفين يدركان تماما أن مصلحتهما في استمرارها، والمحافظة عليها”.

واعتبر أبو حفص الموريتاني “أن الفرار من السجن أمر عادي جدا، ويحصل في جميع سجون العالم، وعادي أن يسعى سجين محكوم عليه بالإعدام، أو ينتظر الحكم به، إلى الهروب من السجن، وعادي أن يجد فرصة لذلك في ظل الاسترخاء الأمني في السجن، الذي له أسبابه الحالية المعروفة”.

وقال “إن الحادثة كانت حادثة معزولة، وليست جزءا من مخطط أوسع، يستهدف أمن موريتانيا”، مضيفا قوله “أظن أن ما تحدثت عنه بعض الأوساط من وجود (مخطط، وعناصر دعم، وخلايا…) كانت مهمته محصورة في تسهيل عملية الهروب فقط”.

ووصف أبو حفص “تعاطي السلطة الرسمية الموريتانية مع الحدث، بأنه كان “جيدا من بعض النواحي على الأقل، ومنها على سبيل المثال، أنها لم تقم بردة فعل سلبية تجاه الساحة الإسلامية العامة التي استنكرت الحادث في الجملة، ومنها تبرئة السلفيين الحقيقيين من الحادث، وحصر المسؤولية عنه فيمن قاموا به”.

وقال “إن الغالبية الساحقة من هؤلاء السجناء صححوا أخطاءهم، وراجعوا أفكارهم، وتابوا من أعمالهم السابقة، وقد أعلنوا ذلك خلال الحوار الذي تم معهم خلال شهر رمضان الماضي، حيث لم يرفض الحوار إلا بضعة أفراد، بينهم ثلاثة من الذين فروا في هذه العملية، والرابع كان رافضا للحوار بداية، وانضم إليه بعد ذلك”.

وأوضح “أن نتائج حوار رمضان الماضي كانت ناجحة ومثمرة، وقد سلمت لرئيس الجمهورية، مع مطالبة بالعفو عن كل من لم يعد يشكل خطرا فكريا، أو أمنيا، مصحوبة بتوصيات بوجوب استكمال تحكيم الشريعة، وإقامة الدين، وتحقيق العدل في جميع مجالات الحياة في البلاد”، مؤكدا قوله “إن الرئيس الغزواني وعد مشكورا بتلبية تلك الطلبات، والعمل على تحقيق تلك التوصيات، وما زلنا ننتظر الوفاء ببقية تلك الوعود، والتعهدات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس