موريتانيا: الرئيس السابق يحاضر عن إنجازاته أمام الجاليات في بوردو الفرنسية

9
موريتانيا: الرئيس السابق يحاضر عن إنجازاته أمام الجاليات في بوردو الفرنسية
موريتانيا: الرئيس السابق يحاضر عن إنجازاته أمام الجاليات في بوردو الفرنسية

أفريقيا برس – موريتانيا. تابع المدونون والسياسيون الموريتانيون، اليوم، بالتعليق الساخر، الناقم أحياناً، وبالتضامن أحياناً أخرى، تصريحات خرج بها الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز عن صمته أمس في مدينة بوردو الفرنسية، بعد أسبوعين من وصوله لفرنسا من أجل فحوص طبية.

ودافع ولد عبد العزيز في هذه التصريحات، التي جاءت في سياق محاضرة ألقاها أمس في بوردو، أمام أفراد من الجاليات الموريتانية في أوروبا، عن فترة حكمه لموريتانيا التي دامت عشر سنوات (2009-2019)، والتي يسميها خصومه “عشرية الفساد”.

وقارن ولد عبد العزيز، في عرضه، بين إنجازات نظامه في مختلف المجالات وما آلت إليه الأمور بعده في ظل رئاسة خلفه محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدا أن “الواقع الموريتاني تدهور بعده بكثير جدا”.

وقال: “إن النظام الحاكم يمنعه من الحديث داخل موريتانيا منذ ثلاث سنوات، ضمن ما أكد الرئيس السابق “أنه تراجع كبير للحريات في موريتانيا خلال الفترة الأخيرة”.

وانتقد الرئيس السابق ما سماه “تعجل حكومة الرئيس الغزواني في تنظيم الانتخابات في ظل إقصاء بعض الأحزاب السياسية، ومع عدم انتهاء عملية تجديد بطاقات التعريف”، وهو ما أكد الرئيس السابق أنه “أمر خطير، سيقود إلى الإقصاء والتزوير”.

وبخصوص رفع الدعم عن أسعار المحروقات، قال الرئيس السابق “لقد واجهنا في السابق أزمة مماثلة وتمت حماية المواطن من ارتفاع الأسعار”، واصفاً ارتفاع أسعار الوقود “بأنه مجحف وغير مبرر”.

وعن التهم الموجهة له بنهب المال العام قال الرئيس السابق: “ثروتي ليس فيها فلس واحد مأخوذ من الخزانة العامة، ولو فرضنا أنني سآخذ شيئا من خزانة فسيكون معي حتما كافة المسؤولين”.

وأضاف بنبرة تهديد “إذا حوكمت بسبب اتهامي بنهب المال العام فسيكون معي الكثيرون في ذلك”.

وتعرض الرئيس السابق، خلال حديثه، لمقاطعة عدد من معارضيه الذين انتقدوا أداء نظامه، كما اندلعت نقاشات ساخنة بين الحاضرين مما اضطر الشرطة الفرنسية للتدخل لفض النشاط وإنهاء المحاضرة قبل انتهاء الوقت المخصص للجلسة.

ومن التعليقات التي نشرها المدونون ما كتبه الإعلامي عبد الله المختار، مدير الوكالة الموريتانية للصحافة، الذي قال “أعاد ولد عبد العزيز نفس الحديث عما يعتبره إنجازات العشرية، ولم يقارنها طبعًا بما ترك من مديونية على كاهل الأجيال”.

وأضاف: “كان رهين الماضي، ولم يخبرنا عن مستقبله الذي لم يستشرفه بعد؛ هرجٌ ومرج وارتباك، وسعيٌ من فخامته لتبييض وضع قانوني لا غبار عليه”.

وأضاف ولد المختار: “السؤال الذي أنهى اللقاء، طرحه أحد أفراد الجالية بصوت جهوري وبلسان عربي مبين، وهو: السيد الرئيس، قبل انتخابكم عام 2009 قلتم إنكم لا تملكون أي شيء، وعند انتهاء مأموريتكم الثانية صرحتم بأنكم لا تملكون، وزاد “كان أستر لفخامته عدم لقاء أنصاره من الجالية إذ لا يعقل أن من فقد المؤازرة داخل الديار يمكن أن يكون له أنصار خارج الديار، كان يسعه الصمت”.

وعلق مفتش الدولة السابق محمد الجيلاني قائلا: “سيدي الرئيس، ننتظر منك أن تقدم تفسيرات لما اتهمك به الادعاء العام:

بم تفسر كل الأملاك التي لديك والتي تحفظ عليها القضاء، وبما تفسر الثراء الفاحش لذويك وأبنائك وزوجتك؟

سيدي الرئيس، إن أي تعبير خارج الرد على هذه الاستفسارات يعد هرطقة لا فائدة منها”.

أما المدون البارز الإعلامي حبيب الله أحمد فقد قدم ملاحظات على الظهور الإعلامي للرئيس السابق، مؤكدا أنه “حاول الظهور بأن صحته تحسنت، لكنه لم يستطع إخفاء ملامح الإرهاق، كما كان مهادناً أليفاً طوال حديثه الذي غابت عنه نبرة التحدي والصدامية”.

وقال: “لم يوجه عزيز أية رسالة سياسية لرفيقه غزواني، وتحاشى الخوض في الكثير من الملفات “الملغمة” بينهما، وقد حافظ رغم احتقان القاعة والأجواء المشحونة على أهم ما يميزه وهو الهدوء وطغيان الكاريزما والحضور الشخصي المسيطر”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس