موريتانيا تقف شامخة مع غزة: مهرجانات تخلد 600 يوم من الحصار

0
موريتانيا تقف شامخة مع غزة: مهرجانات تخلد 600 يوم من الحصار
موريتانيا تقف شامخة مع غزة: مهرجانات تخلد 600 يوم من الحصار

أفريقيا برس – موريتانيا. تتواصل مظاهر التضامن الموريتاني الراسخ مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، متجسدة في حراك شعبي وإغاثي واسع، يؤكد عمق الارتباط الوجداني والإنساني بين الشعبين.

فقد كان للهيئات الشعبية الموريتانية حضورها الأمامي في القافلة المغاربية لفك الحصار، فيما تتوالى التبرعات السخية، وتتوالى المواقف المبدئية الرافضة للعدوان والداعمة للحق الفلسطيني.

وتزاحم آلاف الموريتانيين فجر الأربعاء بمطار نواكشوط لتوديع الوفد الموريتاني المشارك في القافلة البرية المغاربية الهادفة لفك الحصار عن غزة، وهو الوفد الذي يضم كلاً من الدكتور محمد الأمين المصطفى نائب رئيس المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة، والنائب البرلماني المرتضى اطفيل، والإعلامي البارز محمد فال الشيخ.

وأعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الذي يقود مؤسسة المعارضة الموريتانية، في بيان له الأربعاء «أنه يتابع باهتمام بالغ الحراك الشعبي والإنساني العالمي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة مع أهلنا في قطاع غزة المحاصر».

وأشار الحزب «إلى القوافل البرية والبحرية التي يشارك فيها نشطاء ومناصرون من مختلف دول العالم»، معتبرًا «أنها تعبير عن رفض العدوان والحصار الجائر المفروض على القطاع منذ سنوات».

وثمّن الحزب ما سماه «الوعي الإنساني المتزايد بخطورة الحالة في غزة»، مشيدًا بـ»كافة الجهود التي تسهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتقديم يد العون له في وجه آلة الحرب والدمار الصهيونية الغاشمة».

وأدان الحزب «العمل غير القانوني الذي أقدم عليه الاحتلال الصهيوني باعتراض سفينة ‹مادلين› في المياه الدولية، واحتجاز عدد من النشطاء الدوليين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة». ووصف الحزب هذه التصرفات بـ»الهمجية»، مؤكدًا أنها «تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية ولقيم التضامن الإنساني وتعبر عن الطبيعة الإجرامية للمحتل الذي دأب على تجاوز كل الخطوط الحمر.»

وجدد الحزب دعمه الكامل لمختلف المبادرات الشعبية التي تعبر عن الوقوف مع القضية الفلسطينية»، مشيدًا بـ»المشاركة الواسعة للشعوب في التعبير عن رفضها للحصار والتجويع والعدوان.»

ولم يغفل البيان تثمين «المشاركة الموريتانية في نصرة أهل غزة، سواء من خلال مبادرات الدعم المستمرة أو التعبير السياسي لكافة مكونات الطيف السياسي الوطني.»

ودعا الحزب «الحكومات العربية والإسلامية إلى تسهيل عبور القوافل الإنسانية والمبادرات السلمية، بما يسهم في كسر الحصار عن غزة ووقف العدوان»؛ كما ناشد «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد».

وفي موقف يعكس الإجماع الوطني على القضية الفلسطينية، تلقى الشعب الموريتاني بكل فخر واعتزاز الانسحاب الذي قام به مؤخراً، رئيس وأعضاء الوفد الموريتاني المشارك في المؤتمر الدولي للعمل بسويسرا، من إحدى جلسات المؤتمر، احتجاجًا على منح الكلمة لممثل الكيان الصهيوني.

وقد أشادت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة بهذا الموقف «البطولي» الذي يجسد إيمان الشعب الموريتاني بالحق الفلسطيني ورفضه المبدئي لكل تطبيع.

وبدون توقف، تتوالى الأنشطة والفعاليات الشعبية في موريتانيا دعماً لغزة؛ فاستجابةً لنداء المقاومة وتنديداً بجرائم الإبادة المستمرة، نظمت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني أمس مهرجاناً حاشداً أمام السفارة الأمريكية تحت شعار «غزة 600 يوم من الصمود والإباء»، كما نظمت وقفة احتجاجية قبل ذلك أمام السفارة الأمريكية تنديداً بجرائم الاحتلال ودعم وكلائه، ومطالبةً بطرد سفرائه الداعمين.

وعلى الصعيد الإغاثي، يواصل الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني جهوده الدؤوبة في قطاع غزة، حيث يقوم بتوزيع وجبات طعام جاهزة على الأسر النازحة، وذلك بعد أن اختتم عمليات توزيع كسوة عيد الأضحى 1446 على الأطفال، إلى جانب توزيع صهاريج المياه الصالحة للشرب ضمن الحملة الكبرى لسقاية غزة. كما ساهم الرباط في توفير الإسعافات والعلاجات الأولية للمصابين والجرحى داخل النقطة الطبية التي شيدها بتبرعات الموريتانيين.

وتبرز مشاهد العطاء والكرم الشعبي الموريتاني بشكل لافت، حيث شهدت الأيام الماضية العديد من المبادرات التبرعية الملهمة، بينها تبرع أساتذة ثانوية الامتياز بالعاصمة نواكشوط بمبلغ 500 ألف أوقية قديمة لأهل غزة، وتقديم أطفال قبيلة البوصاديين الأنصار «عيدية» بلغت 10 ملايين و111 ألف أوقية قديمة لإخوتهم في غزة.

ومن بين هذه التبرعات السخية، تقديم قرية الگارح التابعة لمقاطعة بنشاب شمال موريتانيا مبلغ 3 ملايين و35 ألف أوقية قديمة للشعب الفلسطيني، وكذا تبرع أساتذة وطلاب ثانوية عرفات جنوب العاصمة بمبلغ 300 ألف أوقية قديمة.

وسجل المنتدى الإسلامي الموريتاني كذلك مشاركة أطفال قبيلة اجمان لأطفال غزة فرحة عيدهم بمبلغ 3 ملايين أوقية قديمة، وتبرع مبادرة نساء ابريكلي بتمويل عملية كبرى لتوزيع وجبات ساخنة وصهاريج مياه شرب.

وفي سياق التضامن الموريتاني مع غزة، أنجز المنتدى الإسلامي الموريتاني حفر «بئر الرحمة والرضوان» في شمال قطاع غزة، بتمويل من جمعية «المرأة على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم»، وستوفر هذه البئر الارتوازية العميقة مياه الشرب لآلاف الأسر ولسنوات قادمة.

وتؤكد هذه الجهود المتواصلة، على كافة المستويات، أن قضية فلسطين وغزة لا تزال تحتل مكانة مركزية في قلوب الموريتانيين وضمائرهم، وأن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس مجرد شعار، بل هو فعل يومي يتجسد في بذل وعطاء لا ينقطع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس