موريتانيا: حملة كبرى لجمع التبرعات لأهالي غزة عبر تسيير قافلات إفطار وافتتاح مخيمات لإيواء النازحين

2
موريتانيا: حملة كبرى لجمع التبرعات لأهالي غزة عبر تسيير قافلات إفطار وافتتاح مخيمات لإيواء النازحين
موريتانيا: حملة كبرى لجمع التبرعات لأهالي غزة عبر تسيير قافلات إفطار وافتتاح مخيمات لإيواء النازحين

أفريقيا برس – موريتانيا. كان أمس الإثنين مستهلاً لشهر رمضان في موريتانيا، حيث تغيرت أنماط الحياة وانقلبت رأساً على عقب، واندفع الجميع نحو التبتل والتعبد واستذكار الآخرة.

لكن رمضان هذا العام يختلف عن سابقيه، فهو هذا العام، في موريتانيا، رمضان خاص بحملة كبرى لجمع التبرعات من أجل إغاثة الأهالي في غزة عبر تسيير قافلات إفطار وافتتاح مخيمات لإيواء النازحين.

ويتولى الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، والمنتدى الإسلامي الموريتاني، الجانب الأكبر في النشاط الإغاثي الرمضاني الخاص بالأهالي في غزة.

ويصادف رمضان هذا العام أزمة غلاء وتضخم في موريتانيا، منهكة لميزانيات أسر شعب يعيش أكثر من 56.9 بالمئة منه في حالة فقر متعدد الأبعاد.

وجاء شهر الصيام ليعيد للواجهة التجاذب المعهود في وجهات النظر حول مدى نجاعة الخطط الحكومية والاستعدادات الخاصة لاستقبال شهر رمضان، خاصة فيما يتعلق بتوفير السلع بأسعار ملائمة.

وأعلنت حكومة الرئيس الغزواني، الأسبوع الماضي، عن تفاصيل خطة رمضان التي تهدف بالأساس إلى تموين السوق المحلية باحتياجاتها من المواد الغذائية الأساسية.

وتضم المواد الأساسية المشمولة في هذه الخطة الأرز والسكر والزيوت النباتية والحليب المجفف والحليب المركب والبطاطس والبصل والسمك والتمور بالإضافة إلى اللحوم الحمراء لأول مرة.

ودعا الرئيس الغزواني، في تغريدة على صفحته على منصة “إكس”، المواطنين لاستلهام القيم الرمضانية النبيلة وتجسيدها من خلال التسامح والتضامن والعمل الجاد لتحقيق الصالح العام، كما أكد وزراء الطاقة والتجارة توفر الغاز المنزلي، وتوفر المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة.

وطمأنت الحكومة الصائمين بأن العراقيل التي شهدها، مؤخراً، توريد الخضراوات المغربية بسبب زيادة الضرائب الجمركية، لن تؤثر على الأسواق الموريتانية، حيث اتخذت التدابير لتوفير الخضراوات خلال الشهر الكريم.

ومن بين السلع الأكثر استهلاكاً في شهر رمضان التمور التي تستوردها موريتانيا من تونس والجزائر، ومنتجات الألبان، وكذلك يزداد استهلاك الخبز والدجاج والفواكه واللحوم. وتسمى الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان، حسب التقاليد الموريتانية، “عشراية الخيل” لكونها تمرّ سريعاً غير منهكة للصائمين، فيما تسمى الأيام العشرة الثانية من الشهر “عشراية الإبل”، لكونها تنسحب من دورة الزمن متثاقلة، أما الأيام العشرة الأخيرة فيسمونها “عشراية الخيل” لكونها مملة ومنهكة للصائمين.

وفي شهر رمضان يتحول الموريتانيون للدين والتدين، ولصلاة التراويح في الجوامع، حيث تتخلى الإذاعات والقنوات عن برامجها الترفيهية وتستبدلها بقراءة القرآن والمواعظ وحلقات لاستضافة العلماء في برامج مباشرة مع المستمعين والمشاهدين.

ورغم ارتفاع معدل الفقر في موريتانيا (٪40)، فالوجبات الرمضانية مكلفة يبذل فيها المال بسخاء، فالأغنياء يبذخون والفقراء يتحملون الديون ليجدوا وجبات غالية مناسبة للطموحات لا للجيوب.

وتتصدر الحريرة المغربية بمذاقها اللذيذ، وجبات رمضان في غالبية الموائد الرمضانية على مستوى المدن الموريتانية.

ولم يكن الموريتانيون، قبل عقدين من الزمن، حيث كانت حياة البداوة غالبة، يعرفون الأكلات المتنوعة المعروفة اليوم، فقد كانت المستهلكات في رمضان تقتصر على التمر والحليب الممزوج بالماء والسكر والمعروف محلياً بمسمى “الزريق”، إضافة لكاسات الشاي الأخضر التي يدمن عليها الجميع.

وكانت الوجبة الرئيسية في رمضان هي وجبة العيش، وهي عصيدة تصنع من دقيق الدخن ويخلط عليها الحليب والملح والسكر، أما اليوم فقد تأثرت الموائد الموريتانية بالموائد المغربية، وبما تعرضه القنوات التلفزية من وجبات وفنون طبخ.

وتستلهم النساء الموريتانيات إعداد الوجبات مما تعرضه القنوات التلفزيونية ومنهن من تأخذ مقادير الوجبات وطرق إعدادها من “يوتيوب”. وساهمت شبكات التواصل، يتقدمها تطبيق “واتساب”، في تبادل المعلومات حول الوجبات، حيث تنشط المجموعات “الواتسابية” في تبادل المقادير والصور عن الوجبات وعن أدوات المطبخ وفوائدها وأسعارها، وهو ما يسهل على الكثيرات منهن مشاوير التسوق في ليالي رمضان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس