موريتانيا: مقابلات للغزواني يفتح فيها ملفات حساسة في ذكرى رئاسته الثانية

11
موريتانيا: مقابلات للغزواني يفتح فيها ملفات حساسة في ذكرى رئاسته الثانية
موريتانيا: مقابلات للغزواني يفتح فيها ملفات حساسة في ذكرى رئاسته الثانية

أفريقيا برسموريتانيا. فتح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني مع حلول ذكرى رئاسته الثانية، أبرز ملفات حكمه وأكثر قضايا عهده حساسية وذلك في مقابلات مشتركة بين “فرانس 24” وإذاعة فرنسا، حظيت باهتمام كبير.

وتحدث الرئيس الموريتاني في هذه المقابلات التي تتبعها المدونون من مناظير مختلفة بين معجبين ومنتقدين، عن علاقته بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، نافيا “أن يكون ملف الرئيس السابق ملفا سياسيا”، مضيفا أن “قضية الرئيس السابق بدأت بتحقيق برلماني ووصلت في النهاية إلى القضاء، وأنه أخذ على نفسه العهد بعدم التدخل في القضاء”.

وعن محاولة الرئيس السابق السيطرة على الحزب، التي تلاها إطلاق التحقيق البرلماني في عشرية حكمه، قال الرئيس الغزواني “إن أطر الحزب ومناضليه هم الذين رفضوا محاولة السيطرة على الحزب وأنه هو نفسه حاول تهدئة الوضع”.

ونال جواب الغزواني على سؤال يتعلق بما إذا كان على علم بالفساد الذي مارسه الرئيس السابق، وصديقه الخاص لأربعة عقود، إعجاب الجميع وبخاصة قول الغزواني: “لقد كنت مشغولا بأشياء أخرى…لا لم أكن أظن أن هذا سيحدث لا .لا. لا.. لا.. لم أكن أعتقد أننا سنصل إلى هذا الوضع…لكي أكون واضحا معكم فاجأتني أشياء كثيرة. دعوا أعيني تتحدث دعوهما فإنهما عيناي على الأقل … لا لم أخنه … اسألوه هو(عزيز) هل خانني؟”.

وعن علاقته مع المعارضة، وقدرته على إسكات كل من قابله من قادتها، قال الرئيس الغزواني: “أنا أرى أن شيطنة المعارضة غير مفيدة، كما أعتقد أنه غير المناسب أن يبقى أي شخص معارض على قارعة الطريق”.

وأضاف: “الاختلاف يكمن في البرامج السياسية ويمكن أن نبقي على هذا الاختلاف، لكن يبقى التواصل بيننا قائما”.

ونفى الرئيس الغزواني بشدة “أن يكون الفساد منتشرا في ظل حكمه”، لكنه تدارك ليقول: “مع ذلك لا يمكن أن أقول إن الفساد غير موجود”.

وفي أول تعليق له على قانون حماية الرموز المثير للجدل، شدد التأكيد “على أنه لا مساس بالحريات، وأنه يحق لأي مواطن أن ينتقد أي شأن سياسي”.

وتابع محاولاً مسح تخوفات الصحافيين والمدونين من إكراهات قانون حماية الرموز: “ينبغي أن يكون المواطن مطمئنا، وفعلا من واجبي أن أطمئنه، بأنه لا مساس بالحرية، وسيظل مستوى الحريات في البلد كما كان عليه، بل إنه سوف يتحسن”.

وفي حديث عن ثروات موريتانيا، ورداً على سؤال حول عدم وصولها للمحتاجين، أكد الغزواني “أن موريتانيا تمتلك ثروات بالفعل، لكن لا بد من العمل من أجل استغلال هذه الثروات والاستفادة منها”.

وتحدث الرئيس الغزواني عن موضوعات دولية بينها جوابه على سؤال حول القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخرا، فأكد “ثقته في اختيارات الرئيس وخبرته الدستورية التي لا يمكن معها أن يتصرف خارج القانون”.

ونفى الرئيس الموريتاني وجود أي حوار بين موريتانيا والجماعات المسلحة الناشطة في الساحل الإفريقي، وذلك في رده على سؤال يتعلق بالأصوات المطالبة في مالي وبوركينافاسو بالحوار مع هذه الجماعات.

وفي رد على سؤال مرتبط بقوة “برخان” وانسحاب الوحدات الفرنسية من مدينة تومبكتو المالية، وتأثيرات ذلك على تحرك الجماعات المسلحة، أوضح الرئيس الموريتاني “أن هذا الإجراء من شأنه أن يقلص نسبة التحكم في الوضعية”، مؤكدا في ذات الوقت “تعويل مجموعة دول الساحل الخمس على الدعم الفرنسي الذي يعود لسنوات عدة مضت”.

وبمجرد أن انتهت مقابلات الرئيس الغزواني مع فرانس 24 وراديو فرانسا، بدأ كبار المدونين الموريتانيين التعليق على أداء الرئيس خلالها، فانتقد المدون النشط محمد محفوظ ولد أحمد أجوبة الرئيس قائلا: “أداء الارتجال كان ضعيفا، والأفكار غائبة، أو مسدودة الاسترسال”.

وأضاف: “ساعد الأداء السيئ للمحاوِر في ذلك؛ فكان يطرح سؤالا ناقصا ويكمله بمقاطعة الرئيس؛ فيساعده بذلك تارة ويربكه تارة، يبدو أن قراءة المكتوب أسهل وأفضل، أما المقابلة الفرنجية فكانت أفضل قليلا، وكثيرا أحيانا”، حسب تعبيره.

وكتب المدون البارز عبد الرحمن ودادي: “من يوم أن أصبحت أتابع مقابلات الرؤساء الموريتانيين مع الصحافة العربية وأنا أقطر خجلا لضعفهم الشديد في اللغة العربية، علما ان مستوى معظمهم في الفرنسية ضعيف جدا ولكن ينقذهم جهل معظم الموريتانيين بها، وفي أحيان كثيرة كان المستوى يتجاوز الضعف ليصل للفضيحة، حتى أن بعض عبارات الرؤساء أصبحت مجالا للتندر والتنكيت”.

وقال: “مقابلة ولد الغزواني لا مجال لمقارنتها لغة ولا مضمونا بكل ما سبق، تدرك أن الرجل متعلم وأفكاره واضحة، ولم تصدر منه كلمة واحدة خارج السياق ونجح في تجنب كل الفخاخ في أسئلة محاوره وبخاصة ما يتعلق بولد عبد العزيز، حيث أبان أن العوامل الشخصية لا مكان لها في هذا الموضوع: فالملف بيد القضاء، والبرلمان هو من شكل لجنة التحقيق، ولم يدخل الرئيس الغزواني في مهاترات تعودناها يتهجم الرؤساء على من سبقهم”.

وكتب الإعلامي محمد المنى: “رغم بعض الملاحظات هنا وهناك، فإن مقابلة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع فرانس24 و«ار اف أي»، أظهرت بشكل عام، ولأول مرة منذ عقود، رئيساً موريتانياً قادراً على التحدث إلى الإعلام الدولي بلغة مفهومة وأفكار واضحة ومواقف لا يمكن وصفها بالسطحية أو السذاجة”.

وقال: “نعلم أنه كثيراً ما يقوم العديد من وسائل الإعلام بـ«تغشيش» ضيوفها، لاسيما من كبار المسؤولين، فتسرب لهم الأسئلة قبل مواجهتهم بها مباشرةً على الهواء، تماماً كما تسمح لهم الصحافة بتقديم إجابات مكتوبة ومحررة بعناية فائقة من جانب معاونيهم”.

وكان تقييم المدون النشط إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا لأجوبة الرئيس الغزواني طريفا، حيث كتب معلقا: “تجاوز صاحبنا الامتحان بسهولة ودهاء حين الحديث عن المتاركة مع التنظيمات المسلحة في الساحل، وعن الفدية التي تشاع منذ مقتل أسامة بن لادن، وعن الانسحاب الفرنسي المعلن والحالة التونسية”.

وقال: “استطاع ولد الغزواني باستدعاءاته لجيش الصحافة الفرنسية منذ عشرة أيام التي بدأت بمجلة جون أفريك وانتهت بالتلفزيون الفرنسي شبه العمومي، أن يخلد بشكل ذكي ذكرى تنصيبه الثانية قبل الدخول في العطلة الحكومية السنوية؛ وأن يمرر أكثر من رسالة إلى الداخل والخارج”.