
أفريقيا برس – موريتانيا. لم يطو الموريتانيون بعد صفحة البكاء والتأسي على فقدان الشهيد يحيى السنوار، حيث تواصل نشر قصائد رثائه إلى جانب تحليلات عن ظروف استشهاده؛ وازدادت، بالتوازي مع ذلك، سخونة الاحتجاجات أمام بوابة السفارة الأمريكية في نواكشوط.
ونظمت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني الليلة الماضية وقفة احتجاجية حاشدة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة نواكشوط، استنكارًا للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة ولبنان.
وتوافد عشرات الطلاب والنشطاء إلى الساحة المقابلة لسفارة أمريكا، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي وبالدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل.
وخلال الوقفة، ندد المشاركون بالصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتدمير، داعين المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه الجرائم.
كما ألقى عدد من قادة المبادرة الطلابية كلمات أكدوا فيها أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية بالنسبة للشعب الموريتاني، الذي كان دائمًا في طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين في الحرية والكرامة.
وأكد خطباء المبادرة “استنكارهم الشديد للدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل، مشددين على “أن هذا الدعم يعمق من معاناة الفلسطينيين ويزيد من شراسة العدوان”.
وأكد قادة المبادرة أن الوقفات الاحتجاجية ستتواصل وأنهم سيستمرون في تنظيم الأنشطة التي ترفع الوعي بقضية فلسطين وتفضح ممارسات الاحتلال في كافة المحافل الدولية.
ويعكس هذا التحرك الطلابي المتواصل منذ انطلاق طوفان الأقصى، عن جانب من التضامن الشعبي الواسع في موريتانيا مع الشعب الفلسطيني، والذي يُظهر بشكل مستمر التزامه بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي. بالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية، تواصلت الدعوات في المساجد والمجتمعات المحلية للصلاة والدعاء لأهالي غزة، مع تنظيم فعاليات دعوية وإعلامية للحديث عن أهمية دعم الفلسطينيين في ظل هذه الظروف العصيبة.
وأكد المنتدى الإسلامي الموريتاني في حلقة مخصصة لتأبين الشهيد يحيى السنوار، أنه “يذكر الأمة عامة، والمجاهدين خاصة، بما تضافرت في الدلالة عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأحداث التاريخية، من أن ابتلاء الله لعباده المؤمنين سنة ماضية قاضية وأقدار حتمية جارية، فإذا ما قوبلت بالصبر والثبات عند المصائب والمدلهمات، لم تلبث أن تنقشع كروبها وتنزاح خطوبها بالنصر والتمكين، والغلبة للإسلام والمسلمين، وذلك وعد غير مكذوب”.
وشهدت موريتانيا كذلك، تحركات تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني، خصوصًا مع أهالي قطاع غزة الذين يعانون من قصف وحصار متواصل.
وبرزت في هذا الإطار جهود متعددة للإغاثة، حيث بادر الشعب الموريتاني بتقديم المساعدات والدعم المعنوي، معبرين عن وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وشملت تلك الجهود حملات لجمع التبرعات وتوفير الإغاثات العاجلة للمساهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية عن أهالي غزة المحاصرة.
وفي إطار الجهود المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، أعلن الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني عن استمرار التبرعات والمساعدات التي يقدمها الشعب الموريتاني من مختلف الفئات والأعمار.
وفي موقف مميز، تبرع الشبل أحمد، ابن الدكتور والأخصائي كمال أحمد، بجواد أصيل لصالح المجاهدين في غزة، ليكون هذا التبرع رمزًا للعطاء والتضامن مع أهلنا المحاصرين في القطاع.
من جانب آخر، أطلق المنتدى الإسلامي الموريتاني قافلة مياه الشرب الثانية في يوم واحد، موجهة لأهلنا في شمال غزة، في خطوة تعكس التزام المنتدى بتقديم الدعم المستمر وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من نقص حاد في المياه نتيجة العدوان والحصار.
وأطلق الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا مشروع العيادة المتنقلة في قطاع غزة، بهدف تقديم الرعاية الطبية العاجلة للنازحين والمحتاجين في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها القطاع.
ويتضمن المشروع توفير الأدوية اللازمة وإجراء الفحوصات الطبية للمرضى، حيث تم توزيع آلاف الأدوية المجانية وإجراء مئات الفحوصات الطبية للمتضررين.
ويسعى المشروع إلى تقديم خدمات طبية مباشرة وسريعة للتخفيف من معاناة النازحين الذين يعيشون ظروفًا صعبة جراء العدوان المستمر.
إلى جانب هذا، أطلق الرباط الوطني مشروع توزيع الطحين في غزة، والذي يهدف إلى تلبية احتياجات الأسر المحتاجة من المواد الغذائية الأساسية، حيث تم توزيع كميات كبيرة من الطحين على العائلات في القطاع، ما ساهم في تخفيف جزء من الأعباء المعيشية عنهم في هذه الفترة العصيبة.
وتأتي هذه التبرعات والجهود ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعمه في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وبهذه الوقفات والتحركات الشعبية، يعبر الموريتانيون مجددًا عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلي ووقوفهم الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس