أفريقيا برس – موريتانيا. ضمن تعاون شهد في الأشهر الأخيرة زخما وتنوعاً، أرست الحكومتان الجزائرية والموريتانية قاعدة لتعاون صحي شامل بينهما في مختلف المجالات الاستشفائية، والصحة العامة والوقاية، والتعاون المؤسساتي، والتسيير الاستشفائي.
وتم إقرار هذا الإرساء بموجب اتفاقية أسفرت عنها زيارة أنهاها وزير الصحة الجزائري، عبد الحق سايحي، لموريتانيا.
ونصت الاتفاقية التي وقعتها مع الوزير، نظيرته الموريتانية الناها بنت مكناس، على تبادل البلدين المعلومات والوثائق والتشريعات المتعلقة بالصحة، وكذا على تبادل زيارات الخبراء للاطلاع على التجارب في مجالات التكوين وتنظيم المصالح الصحية، والمراقبة الصحية على مستوى الحدود.
وتضمنت الاتفاقية قراراً بالتنسيق بين المسؤولين الصحيين العاملين في المناطق الحدودية بهدف التكفل بمواطني البلدين، إضافة للمشاركة في المؤتمرات العلمية والطبية التي قد تنظم في كلا البلدين.
وقررت الحكومتان الجزائرية والموريتانية العمل بموجب الاتفاقية، على تعزيز التعاون في مجال المراقبة الوبائية بواسطة شبكة مشتركة لليقظة الصحية، وعبر توحيد دعامات الإعلام، وتبسيط تقنيات وطرق جمع ومعالجة وتحليل المعطيات، مع إقامة آلية مشتركة للإنذار المبكر، والتصدّي السريع للوضعيات الوبائية الطارئة، إضافة إلى تعزيز التعاون في مكافحة الأوبئة بواسطة تبادل المعلومات والتصريح المتعلق بالأمراض الإنتانية.
وأقرت الاتفاقية عملاً تعاونياً بين قطاعي الصحة، شاملاً لتبسيط المقاربات المتعلقة بالوقاية من مخاطر الأمراض غير المعدية، ومكافحة المعضلات الاجتماعية المرتبطة بالمسلكيات المعرضة للخطر كالتدخين، واستعمال الكحول، والإدمان، إلى جانب تعزيز النشاطات المتعلقة بصحة الأم والطفل، ومكافحة الأمراض التي يمكن التحكم فيها بواسطة نظافة الوسَط والبيئة، وتبادل المعلومات والتجارب فيما يتعلق بتحسين خبرات الأطر الطبية خصوصاً في مجال التبرع وزرع الأعضاء، وتحسين خبرات الأطر الفنية في البلدين تبعاً للوسائل المتوفرة.
وتضمنت كذلك إرساء تعاون بين المؤسسات الصحية الموريتانية والجزائرية، وبخاصة بين المركز الوطني الموريتاني لنقل الدم والوكالة الوطنية للدم في الجزائر، وكذا بين المعهد الوطني الموريتاني للبحوث في مجال الصحة العمومية، ومعهد باستور والمعهد الوطني للصحة العمومية في الجزائر، إضافة لتعاون في مجال زرع الأعضاء بين المجلس الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، والوكالة الوطنية لزرع الأعضاء بالجزائر.
ونصت الاتفاقية على إرساء تعاون في مجال التكوين والإدارة الاستشفائية مع المدرسة الوطنية لإدارة الصحة بالجزائر، إضافة إلى إطلاق تعاون بين مركزية شراء الأدوية والمستلزمات الطبية في موريتانيا، والصيدلية المركزية للمستشفيات بالجزائر.
وتضمنت كذلك قراراً باتفاق وزير الصحة الجزائري ونظيرته الموريتانية على تبادل زيارات الخبراء، وتبادل التجارب، وتشجيع الاتصالات المباشرة والتوأمة بين الهيئات والمؤسسات الصحية الموريتانية والجزائرية، وتبادل المعلومات وتنظيم دورات لتحسين الخبرة في مجال التنظيم والتسيير الصحي ومنظومات الإعلام الخاص بالصحة وصيانة المستشفيات.
ومنحت الاتفاقية عناية خاصة لموضوع زرع الأعضاء والأنسجة والخلايا، والعمل على تكوين الأطقم الطبية في هذا المجال مع الدعم والمتابعة والإشراف على بعثات متبادلة بين البلدين، والمشاركة في الأيام الدراسية التي تُنظم سنوياً وبالتناوب في كل من الجزائر وموريتانيا حول تسيير الأنظمة الصحية.
وقد اتفق الطرفان على إنشاء لجنة فنية مشتركة يُعهَدُ إليها بمتابعة وتقييم وتنفيذ الاتفاقية، على أن تجتمع سنوياً بالتناوب في كل من البلدين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
