
أفريقيا برس – موريتانيا. يوما بعد يوم يتواصل في موريتانيا بحماس متجدد، نشاط مؤازرة الشعب الفلسطيني في غزة وفي رفح وفي باقي الأراضي المحتلة.
وحفل الأسبوع المنصرم بنشاطات على مستويات عدة، حيث نظم الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني مـــسيرة كبرى تحت شعار “موريتانيا تلبي نداء المقاومة”، شارك فيها الآلاف من مناصري القضية الفلسطينية الرافضين للحرب الصهيونية على غزة، ولاجتياح رفح وللسيطرة الصهيونية على الجانب الفلسطيني من معبرها.
وأكد خطباء المسيرة “على تضامن الشعب الموريتاني المطلق وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة، وعلى دعم المبادرات الداعية لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الهمجي الصهيوني على غزة”.
وشدد الخطباء على “وقوف المتظاهرين وهم من مختلف الأعمار، ضد اجتياح رفح من قبل العدو”، مجددين دعوتهم “للمساندة الفعالة والمؤثرة، ولفضح جرائم الكيان من تقتيل ودمار وإبادة وحصار”.
وشدد خطباء المسيرة “على الرفض الشعبي لجميع اتفاقيات وتفاهمات التطبيع التي وقعتها أو أرستها حكومات عربية مع العدو سالكة طخيانة القضية وخذلانها في منعطف تاريخي حاسم”.
وتابعت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني تنظيمها لاعتصامات ليلية أمام السفارة الأمريكية مناصرة للأهل في غزة ورافضة لجرائم الإبادة والتجويع وإسنادا للمقاومة.
كما واصلت تنظيمها لسلاسل الاحتجاج البشرية أمام السفارة الأمريكية معلنة “أنها إنكار لمجازر الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غزة ونصرة للمقاومة وفرضا لطرد سفراء الدول الراعية والداعمة له”.
وأعلنت المبادرة الطلابية عن تنظيم اعتصامات أمام السفارة الأمريكية “قياما بواجب النصرة، واستنكارا لما يحدث في غزة ولاقتحام رفح من قبل العدو الصهيوني الغاشم وداعميه”.
وعلى مستوى الداخل الفلسطيني، أعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني عن “تمويل عملية كبرى لترميم وإصلاح وتهيئة مخابز شمال غزة لكي تستأنف توفيرها للخبز لصالح السكان، بعد أن دمرتها قوات الاحتلال الظالمة ضمن حربها المجنونة التي تشنها منذ أشهر ضد الشعب الفلسطيني على أرضه وفوق أديم وطنه”.
وفي إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه الموريتانيون كبارا وصغارا لمناصرة الأهالي في غزة، تبرع الطفل الموريتاني صلاح الدين سيداتي (12 سنة) لسكان قطــاع غــزة، بجائزة قدمت له بمناسبة إكماله حفظ القرآن الكريم؛ وقام بتسليم مبلغ الجائزة لممثل الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني بمدينة نواذيبو شمال غرب موريتانيا لإرسالها لمصرفيها في غزة.
وفي جانب المؤازرة الثقافية، نظمت جمعية “ثابت” الثقافية الموريتانية، ندوة فكرية تحت عنوان “لا صوت يعلو فوق صوت طوفان الأقصى”؛ كما نظم منتدى “أكاديميون من أجل الأقصى”، ندوة بعنوان: “فلسطين الأرض المقدسة”.
وقد ألقيت خلال الندوة محاضرتان، أولاهما بعنوان “القدس ومكانته في الإسلام”، والثانية بعنوان ” غـزة ومكانتها في التراث الاسلامي”.
وأبرز المحاضرون “أهمية نضال الشعب الفلسطيني المستمر منذ عقود لنيل حقوقه المشروعة، ما شكل نقطة تحول في المواقف الدولية الرسمية والشعبية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تستدعي البناء عليها واستثمارها؛ وصولا إلى إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة”.
وتحدث المحاضرون عن الأبعاد والتحولات الاستراتيجية ما بعد معركة طوفان الأقصى، مؤكدين “أن أحداث السابع من تشرين الأول، وما تبعها من حرب عدوانية على غزة وعموم فلسطين، كشفت نوايا الاحتلال الصهيوني بقيادة اليمين المتطرف، وتنكره للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وأوضح المحاضرون “أن هذه الأحداث التي شهدها قطاع غزة وتداعياتها المستمرة، أعادت إلى الواجهة من جديد مسألة الاصطفاف في المواقف الدولية المبنية على المصالح المشتركة، والتي لا تراعي الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني”.
وأشار المتدخلون في الندوات إلى “إن أحداث عملية طوفان الأقصى أيقظت أنبل المشاعر الوطنية والقومية والإنسانية، وأعادت قضية فلسطين والقدس لتصبح اليوم بوصلة الأمة كلها، فيما أسهمت ردة الفعل العالمية على بشاعة جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية إلى حد كبير بإعادة الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية بعد أن كادت تتلاشى من ذاكرة العالم”.
وأكد المحاضرون “أن عملية طوفان الأقصى وتداعياتها المستمرة، شكلت تحولا نوعيا مهما في مسار الصراع، وأبرزت قدرة الشعب الفلسطيني على اجتراح أدوات تعزز صموده وعصيانه على الانكسار، وقدرات تفاجئ الاحتلال الإسرائيلي”.
وشدد المتدخلون التأكيد على “أن توجه الأمة اليوم يجب أن يقوم على أساس إنهاء الاحتلال الصهيوني، وتثبيت لا رجعة فيه لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعودة اللاجئين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس