موريتانيا ومذبحة الفجر: انتقاد الموقف الدولي واحتجاج هز السفارة الأمريكية واعتقال قيادي طلابي واتفاق لإعمار غزة وقافلة إغاثية

9
موريتانيا ومذبحة الفجر: انتقاد الموقف الدولي واحتجاج هز السفارة الأمريكية واعتقال قيادي طلابي واتفاق لإعمار غزة وقافلة إغاثية
موريتانيا ومذبحة الفجر: انتقاد الموقف الدولي واحتجاج هز السفارة الأمريكية واعتقال قيادي طلابي واتفاق لإعمار غزة وقافلة إغاثية

أفريقيا برس – موريتانيا. قابل الموريتانيون بالغضب والتنديد والاستنكار، أخبار مذبحة الفجر التي اقترفها العدو الصهيوني صباح السبت، في حربه المتواصلة على السكان الفلسطينيين أهل الأرض، والتي استشهد فيها عشرات من المدنيين العزل كانوا يحتمون داخل مدرسة بمدينة غزة.

وتواصلت، يومي السبت والأحد أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط، الوقفة الاحتجاجية الكبرى التي تقودها المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهــيوني وللدفاع عن القضايا العادلة، بمشاركة المئات من سكان العاصمة نواكشوط، الذين التحقوا بها بطريقة عفوية.

وعندما اقتربت التظاهرة من بوابة السفارة الأمريكية الواقعة منذ أشهر تحت ضغط الموريتانيين المتظاهرين المحتجين على الدعم الأمريكي المتنوع لقوات الاحتلال، قامت الوحدة الأمنية الموريتانية التي تحرس السفارة بتفريق المحتجين.

وأعلنت المبادرة الطلابية “أن الشرطة الموريتانية أقدمت على استخدام القوة لتفريق الجماهير في الوقفة الاحتجاجية المنددة بالمٰــجـازر الإسرائيلية في غزة أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط واعتقلت حتى الآن، وفقاً للمبادرة، كلاً من الشيخ ولد محمد، نائب رئيس المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيـوني، ومحمد الناجي، الناشط في صفوفها”.

واستنكرت المبادرة ما سمته “المنع والقمع غير المبرر المتصاعد منذ أسابيع للأنشطة التضامنية مع القضية الفلسطينية”، داعية “الجماهير للالتحاق بالاحتجاجات المتواصلة أمام السفارة الأمريكية”.

غير أن مصدراً أمنياً موريتانياً أكد أن الشرطة لن تتعرض للمتظاهرين ما دام تظاهرهم بعيداً عن مقر السفارة، غير أن محاولات بعضهم اقتحام بوابة السفارة، فرض على الشرطة القيام بواجبها في حماية مبنى البعثة الدبلوماسية الأمريكية.

وفي هذه الأثناء، انتقد المدونون والكتاب الموريتانيون المواقف العربية والدولية إزاء ما يجري في غزة من قتل وتدمير متواصل؛ حيث انتقد الإعلامي البارز الهيبة الشيخ سيداتي “اكتفاء كل الأطراف الدولية المعنية بملف الحرب، بإعلانات وبيانات لمنح المحتل وقتاً إضافياً للقتل”.

وقال: “يدعو الوسطاء الأطراف لجولة جديدة بعد أسبوع، بعدها مباشرة تصريح من أمريكا راعي المفاوضات وراعي وداعم المحتل، يؤكد أنه لا يُتوقع إمضاء اتفاق الخميس المقبل، وهذا يعني أنهم، عن وعي، يمنحون الجلاد الغاصب أسبوعاً إضافياً، بل أسابيع، لمواصلة القتل والإبادة”.

وأضاف سيداتي: “ما يسمى ظلماً محكمة العدل الدولية وضعت على الصامت وأصبحت وسيلة لدى الدول لتكرار عبارة تترد كل أسبوع على لسان وزراء خارجية الدول التي اكتشفت هزال هذه المحكمة، وهي عبارة “قررنا الالتحاق بدعوى جنوب إفريقيا”، وهي عبارة سمجة، تزعج أكثر مما تفيد، شأنها شأن عبارات القلق وضبط النفس”.

ويرى المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي “أن إنقاذ أهل غزة من حملة الإبادة المستمرة، وآخرها مذبحة الفجر ليست مستحيلة، ولا حتى صعبة، لكنها تحتاج اقتصاداً في الأقوال، وبذلاً من الأفعال، واتّباعاً لاستراتيجيات عملية فعالة”.

وزاد: “أهم خطوات الإنقاذ الممكنة والمتعينة اليوم هي انخراط فلسطينيِّي 48 في انتفاضة شعبية نصرة لإخوانهم في غزة تهزّ الأرض تحت أقدام الغزاة، ففلسطينيو 48 يشكلون خُمس سكان إسرائيل، و80٪ منهم مسلمون، وفي وسعهم فعلُ الكثير إذا تحلّوا بالشجاعة والاستعداد للتضحية”.

وقال: “الخطوة الأخرى تتمثل في حراك جماهيري هادر في مصر والأردن، يخيف الصهاينة والأمريكيين على مصائر حلفائهم العرب، ويرعبهم من ضياع كنوزهم الاستراتيجية المزروعة في قلب المنطقة، ويخيفهم من تغير جوهري في البيئة الاستراتيجية المواتية لهم الآن، التي هي درعهم الحصين اليوم”.

وأضاف الشنقيطي: “الخطوة الأخرى في الإنقاذ هي تكثيف حلفاء المقاومة في إيران ولبنان واليمن عملياتهم لاستنزاف العدو، بما يشتت جهده، ويرفع عليه المخاطر؛ فكل ضغط عسكري أو اقتصادي أو بشري أو نفسي على العدو مفيد مهما يكن نوعه”.

وقال: “إذا لم تكن بحار الدماء في غزة تستحق خطوات بسيطة كهذه، وما يترتب على هذه الخطوات من تبعات وتضحيات، فلنكفَّ عن الندب، والبكاء، وفتح بيوت العزاء”.

وعلى صعيد الدعم والمؤازرة الميدانية، أعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، الأحد، عن إمضاء اتفاقية شراكة حول إعمار غزة، بينه مع الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين ممتدة على مدى خمس سنوات، من أجل بناء وحدات سكنية في غزة، ومن أجل تحسين المؤسسات التعليمية، وتطوير الخدمات الصحية، وإنشاء البنى التحتية الضرورية في القطاع”.

وأضاف الرباط في إيجار صحافي “أن هدف الاتفاقية هو تعزيز التعاون في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والبنى التحتية”، مبرزاً “أن توقيع الاتفاقية المذكورة يأتي في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها غـزة، وفي ظل ما يعرفه القطاع من دمار وجوع نتيجة حرب الإبـادة المستمرة التي يشنها الكيان الصــهيوني على أهلنا في غــزة، كما تندرج الاتفاقية ضمن جهود وتدخلات الرباط الوطني لإغاثة الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في غــــزة المحاصرة”.

وأكد الشيخان بيب، الأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، في كلمة له خلال حفل توقيع الاتفاقية “اعتزاز الرباط بهذه الشراكة التي ستسهم بشكل كبير في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده”.

وقال: “نسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف القطاعات الأساسية في غزة”.

وفي كلمة أخرى، أشاد زهير العمري، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين، “بأهمية هذه الشراكة”، مؤكداً “أن التعاون مع الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني سيسهم في تنفيذ مشاريع نوعية تحقق تأثيراً إيجابياً على المجتمع الفلسطيني”.

وقال: “تجسد هذه الاتفاقية التزام الطرفين بدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده من خلال مشاريع تنموية تسهم في تحسين جودة الحياة في فلسطين”.

وعلى صعيد ذي صلة، أعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني “أنه مستمر في أعماله الإغاثية لصالح السكان في غزة، حيث أكمل الأسبوع الماضي، توزيع خمسمئة سلة غذائية على خمسمئة أسرة نازحة في مدينة خان يونس”.

وأضاف المنتدى: “هذه الدفعة من المساعدات الغذائية المقدمة لأهلنا في غزة تدخل ضمن برنامج المنتدى الإغاثي المستمر من بداية طوفان الأقصى دعماً لأهلنا في مختلف محافظات القطاع، وهو البرنامج الذي يشمل تقديم المبالغ النقدية، والمساعدات الغذائية، والطبية، وتوفير مياه الشرب ومخيمات الإيواء، وبناء المصليات، وصيانة المستشفيات، ودعم قطاعات الأوقاف، والدفاع المدني، وغيرها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس