نداء للانضمام لمبادرة دعم أسطول الصمود المغاربي

0
نداء للانضمام لمبادرة دعم أسطول الصمود المغاربي
نداء للانضمام لمبادرة دعم أسطول الصمود المغاربي

أفريقيا برس – موريتانيا. في ظلّ استمرار العدوان والحصار الخانق على قطاع غزة، تتجدد أشكال التضامن الشعبي العربي مع أهالي القطاع المحاصرين، ويتبلور «أسطول الصمود المغاربي» كمبادرة مشتركة بين شعوب المنطقة، ساعية لكسر الحصار عبر تحرك رمزي وإنساني نحو شواطئ غزة.

وفي موريتانيا، تتواصل الحماسة الشعبية الداعمة للمقاومة على جبهات التعبئة والاحتجاج والإغاثة، إلى جانب التحضير المتواصل للمشاركة في قافلة الصمود.

وأطلق نشطاء في المجتمع المدني الموريتاني نداءً وطنيًا «من أجل الالتفاف حول مبادرة أسطول الصمود المغاربي، وضمان تمثيل فاعل وحيوي للبلاد ضمن هذا الجهد المغاربي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مواقف الشعوب الحرة لكسر جدار الصمت والتواطؤ الدولي».

ودعا نشطاء موريتانيون كافة فئات الشعب إلى الالتفاف حول مبادرة تهدف إلى دعم ومشاركة موريتانيا في «أسطول الصمود المغاربي»، الذي يجري التحضير لإطلاقه خلال الأسابيع المقبلة في اتجاه قطاع غزة، في إطار جهد شعبي لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.

وأكد النشطاء في بيان صادر عنهم أن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مع تفاقم المجاعة وتواصل العدوان، يستدعي تحركًا عاجلًا من الشعوب الحرة في ظل ما وصفوه بـ»الصمت العربي الرسمي»، وتقاعس الأنظمة عن القيام بواجب النصرة والدعم.

وشددوا على أن باب الانضمام للمبادرة لا يزال مفتوحًا أمام جميع الموريتانيين الراغبين في دعم غزة، مؤكدين أن تفاصيل إضافية ستُكشف قريبًا بشأن الخطوات العملية وآليات المشاركة.

وأضاف البيان أن «أسطول الصمود» يمثل أحد تجليات التضامن الشعبي الحقيقي مع القضية الفلسطينية.

وأعلن النائب البرلماني المرتضى ولد اطفيل، المنسق العام لمبادرة دعم ومشاركة موريتانيا في «أسطول الصمود المغاربي، عن انطلاق مشاورات موسعة مع شخصيات وطنية ونقابات مهنية وفاعلين من المجتمع المدني في موريتانيا، بهدف بلورة مشاركة موريتانية وازنة في هذا التحرك المغاربي، مشيرًا إلى أن التنسيق مستمر لإعلان هيكلة موسعة وشفافة تضم ممثلين عن مختلف المكونات الوطنية.

وجدد النائب البرلماني الموريتاني ولد اطفيل، مطالبته بالوقوف في وجه أي حراك يمكن أن يؤثر على الإجماع المنعقد في موريتانيا حول مناصرة المقاومة.

وطالب بتجميد أنشطة فريق الصداقة البرلمانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن استمرار هذا الإطار في ظل الدعم الأمريكي لما يجري في غزة يُعدّ «استفزازاً لمشاعر الضمير الإنساني» وتجاهلاً لمعاناة شعب يتعرض للموت والجوع تحت الحصار والقصف.

وعبر ولد اطفيل خلال جلسة علنية للبرلمان الموريتاني عن استغرابه من توقيت إطلاق أعمال الفريق البرلماني المشترك مع واشنطن، مشيراً إلى أن هذا القرار «يتنافى مع المسؤولية الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها ممثلو الشعب في مثل هذه اللحظة الحرجة».

وانتقد النائب عن حزب «تواصل» ذي المرجعية الإسلامية ما وصفه بـ»الصمت المريب» تجاه السياسات الأمريكية الداعمة للحرب، قائلاً إن البرلمان مطالب اليوم بموقف صريح ينسجم مع الواجب الأخلاقي والديني تجاه معاناة الفلسطينيين في غزة، مضيفاً: «لا يجوز أن نتخذ خطوات تُفهم كغطاء دبلوماسي أو أخلاقي لقوة عظمى ترعى آلة القتل والتجويع».

كما دعا ولد اطفيل أعضاء الفريق البرلماني إلى مراجعة موقفهم، واتخاذ خطوات عملية تشمل تجميد التعاون الرمزي مع الجانب الأمريكي، وتنظيم وقفات تضامنية رسمية تعبّر عن الموقف الموريتاني الشعبي الرافض للعدوان.

وأشار إلى أن الشعوب الحرة لا يمكن أن تظل صامتة أمام ما وصفه بـ «الجرائم اليومية» التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة، مطالباً البرلمان بأن يكون على قدر المسؤولية في هذه المرحلة المفصلية.

وتندرج مبادرة دعم ومشاركة موريتانيا في «أسطول الصمود المغاربي ضمن إطار مغاربي أوسع، إذ تعمل تنسيقية «قافلة الصمود المغاربية» التي تضم كلاً من تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، على تنظيم أسطول بحري بالتعاون مع عدد من المبادرات الدولية البارزة مثل «أسطول الحرية»، و»السفينة حنظلة»، إلى جانب مشاركات من ماليزيا وغيرها من الدول.

وكانت القافلة المغاربية البرية قد انطلقت في 9 يونيو الماضي من العاصمة التونسية، قبل أن تعبر إلى ليبيا عبر الحدود، متجهة نحو معبر مساعد الحدودي مع مصر، إلا أن حكومة الشرق الليبي منعت تقدمها، ما اضطر القافلة التي ضمت أكثر من 1500 ناشط إلى العودة أدراجها نحو تونس، بعد توقف في مدينة مصراتة.

ويأمل المنظمون أن يتمكن الأسطول البحري المرتقب من تجاوز العقبات التي اعترضت القافلة البرية، ليصل إلى قطاع غزة، حاملاً رسالة تضامن شعبي مغاربي، ومساعدات إنسانية تشتد الحاجة إليها.

ويعتبر القائمون على هذه المبادرة أن مشاركة موريتانيا في «أسطول الصمود المغاربي» ليست مسعى شعبياً لكسر الحصار فحسب، بل هي مع ذلك، تأكيد على أن روح التضامن العربي لا تزال حية، وقادرة على صنع الفارق حين تتراجع المواقف الرسمية وتتقدم إرادة الشعوب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس