أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” ذو التوجه الإسلامي بموريتانيا استعداده للحوار مع نظام الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، الذي كان قد استقبل منذ تنصيبه قبل أربعة أشهر جميع رؤساء الأحزاب السياسية لحثها على المشاركة في الحوار الوطني.
وقال رئيس الحزب محمد محمود ولد سيدي، إن “الحزب مستعد للحوار من موقعه في قيادة المعارضة”، وبذلك يكون أول حزب معارض يعلن مشاركته بشكل علني في الحوار الوطني.
وأضاف خلال مهرجان جماهيري نظمه الحزب في وقت متأخر من مساء السبت بالعاصمة نواكشوط: “الحزب يتشرف أن يكون شريكا استراتيجيا في الإصلاح من موقعه في قيادة المعارضة، نحن مستعدون لمشروع موريتاني يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم… يتكامل فيه الإصلاح بين قوى السلطة وقوى المعارضة”.
ورحب رئيس الحزب بانفتاح النظام على المعارضة، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، وقال “نرحب بالنفس الانفتاحي الجديد للحكومة على المعارضة، ونسعى إلى إخراج وثيقة تحدد رؤية الحزب لمستقبل الإصلاح السياسي”، وأكد أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية يأمل أن “يكون الحوار شاملا للتعاون في إيجاد رؤية موحدة وشاملة لهذا البلد”.
وأشار ولد سيدي إلى أنهم في الحزب ليسوا راضين تماما عن الوتيرة التي يسير بها الإصلاح، وهم حريصون على أن يجد المجتمع الموريتاني ما يحتاجه من إصلاح على جميع المستويات، منتقدا “عدم ملاحقة الفاسدين وأكلة المال العام، والوقوف في وجه الشرذمة التي أفسدت البلد ونهبت خيراته”.
وقد أثارت اللقاءات التي يجريها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالمعارضين الرئيسيين في البلاد، جدلا واسعا في أوساط المعارضة والأغلبية على حد سواء، خاصة أن من بين من التقى بهم الرئيس منافسيه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والذين رفضوا الاعتراف بنجاحه فيها.
ورغم أن لقاءات الرئيس الغزواني بالمعارضين خلقت جوا من الارتياح، وسمحت بمناقشة بعض المواضيع الملحة وتقريب وجهات النظر حول قضايا تشغل الموريتانيين وعلى رأسها مخاوفهم من عودة رموز الفساد، إلا أن الكثيرين سواء في المعارضة أو الأغلبية انتقدوا هذه اللقاءات واعتبروها تملقا غير مبرر نحو الطرف الآخر.
ويسعى الرئيس الحالي ولد الغزواني إلى التخلص من خصوم الماضي وعداوات تركها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في فترة حكمه التي تعتبر واحدة من أسخن فترات الحكم في تاريخ موريتانيا.