موريتانيا: الغزواني يتوعد المفسدين ويقول إنه لن يقبل أي تقصير أو فساد

10
موريتانيا: الغزواني يتوعد المفسدين ويقول إنه لن يقبل أي تقصير أو فساد
موريتانيا: الغزواني يتوعد المفسدين ويقول إنه لن يقبل أي تقصير أو فساد

أفريقيا برس – موريتانيا. أشهر الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني، في الذكرى الرابعة لتوليه السلطة، سيفه ضد الفساد والمفسدين، وسط لغط شديد داخل الرأي العام حول انتشار غير مسبوق لسوء التسيير ونهب المال العام وضعف إدارة مرافق الدولة.

وجاء ذلك خلال اجتماع له مع الأمناء العامين للوزارات هدد فيه لأول مرة منذ وصوله للسلطة عام 2019، “بعدم التغاضي عن أي تقصير أو اختلال في العمل”، وشدد فيه على “ضرورة تفعيل العمل وتحسين الأداء، وعلى إلزامية اتخاذ الإجراءات المناسبة للقضاء على الظواهر المتنافية مع أخلاقيات الإدارة واحترام المال العام”.

وقال “إن منحه الصلاحيات الكاملة للوزراء قد فهم خطأ وإنه لا يعني إلقاء الحبل على الغارب ليقوم كل واحد بما يحلو له”. وقوبلت هذه التهديدات الدالة على عدم ارتياح الرئيس لأداء حكومته، بترحيب كبير في أوساط الرأي العام الموريتاني، وطالب ساسة ومدونون بمواصلة هذا النهج وبإشهار العصا، وبإقالة المفسدين.

وأكد الغزواني للأمناء العامين للوزارات “أن وظائفهم تجعلهم مسؤولين بشكل مباشر عن التسيير المالي والإداري لقطاعاتهم، لذلك “أردت التحدث إليكم بشكل مباشر، والقناعة كانت وما زالت هي أن تحقيق الأهداف التنموية والإنجازات المستدامة والتحول المجتمعي العميق لا يمكن بلوغها من دون عمل مؤسسي بعيد عن الفردانية والشخصنة، وهو ما يتطلب مساهمة الجميع كل من موقعه وفي إطار صلاحياته”.

وأضاف “أنه قرر منذ اليوم الأول أن يمنح لكل وزير صلاحياته الكاملة، ودعاهم لمنح الصلاحيات لمعاونيهم”، مؤكداً أنه “بقدر ما لن يكون هنالك تراجع عن هذا القرار، فإنه لن يقبل استغلاله لأهداف وأغراض أخرى تؤدي إلى التفريط في مصالح المواطنين الحيوية وتبذير مقدرات البلد خدمة لمصالح شخصية ضيقة”.

وقال: “لن يكون هناك بعد اليوم أي تسامح مع أي اختلال، فالصلاحيات والإمكانيات أعطيت لخدمة المواطن ولإنجاز المشاريع في الوقت، ومن استغلها في غير ذلك ستسحب منه الثقة، وسيسأل عن أي تفريط”.

وأكد الغزواني “أنه ليس من المقبول انتظار أن تأتي المفتشية العامة للدولة أو يقام بزيارة ميدانية للتأكد من حدوث خروقات أو تفريط”، مضيفاً “أن الأجهزة الرقابية الداخلية والمتابعة اليومية للمصالح يجب أن تكون كفيلة باكتشاف غالبية الاختلالات قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى خسائر أكبر كان يمكن تلافيها”. وتحدث عن أهمية استحداث قطاع وزاري مكلف بالتحول الرقمي وعصرنة الإدارة، داعياً “للاستفادة مما أحدثته ثورة الرقمنة في العمل اليومي للإدارة ولتبسيط الإجراءات، وتسخير كل ما هو ممكن لإدخال الرقمنة في صلب العمل اليومي للإدارة، وضرورة رقمنة الإجراءات الخاصة بالحصول على خدمات بسيطة مثل: دفع فاتورة الماء والكهرباء، وضريبة السيارة والحصول على شهادة البراءة من الضرائب أو شهادة تبريز أو شهادة صحية”.

وجاءت هذه التطورات في خضم احتفاء حزب “الإنصاف” الحاكم بحصيلة أربع سنوات من ولاية الرئيس الغزواني، يقابله انتقاد أطياف المعارضة لهذه الحصيلة. واختلفت تقييمات الساسة والمدونين لأداء نظام الرئيس، غير أنهم اتفقوا على أن الغزواني لم يستغل الظروف المناسبة والعوامل الداعمة التي توفرت له يوم وصوله للسلطة وفي مقدمتها المهادنة والمتاركة التي قابلته بها المعارضة.

ويقول الإعلامي البارز الهيبة الشيخ سيداتي في تقييم لسنوات حكم الغزواني الأربع: “لا يوجد من خدم غزواني خلال فترة حكمه أكثر مما خدمه السياسيون، معارضة قبل الموالاة: فجميع معارضيه، دون استثناء، تعاطوا معه بإيجابية لم يتعاطوا بها مع نظام قبله، بل إن بعضهم أشاد وبرر ودافع أكثر من الموالين أنفسهم، وبعضهم أعلن أنه وجد الصديق الذي كان يبحث عنه، وأكثرهم راديكالية تفهم وسكت ولم ينتقد”.

“هذا الهدوء السياسي غير المسبوق في تاريخ علاقة المعارضة بالأنظمة هو أهم ما ميز حكم غزواني، يضيف سيداتي، وإن كان له من تفسير فهو استماعه لهم وفتح باب مكتبه وهاتفه أمام أغلب قادة المعارضة”.

وأضاف: “نجح ولد الغزواني باتصاله المباشر والعلني مع المعارضة، في تحييدها والتقليل من حضورها في المشهد السياسي، فالرسائل التي كانت تحتاج مواقف صاخبة لتوصلها لرأس النظام عبر عدة أجهزة أصبحت توصلها عبر رسالة واتساب أو لقاء شخصي مباشر، وبعض مقترحاتها تنفذ بالشكل الذي أرادت، ولأن الصراع يتطلب وجود توتر وتجاذب بين طرفين وجدت المعارضة نفسها أمام وضع سياسي تبدو فيه حلبة النضال مغلقة أو على الأقل فارغة من مظاهر التحدي”.

وزاد: “رغم الأعذار التي لا يخلو بعضها من وجاهة مثل كورونا، والحرب الأوكرانية التي يقدمها المدافعون عن حصيلة حكم غزواني لتبرير ضعف الإنجاز بل وترديه في بعض القطاعات، تبقى هناك حقيقة ماثلة لا يمكن إنكارها وهي أن أغلب المسيرين الذين اعتمد عليهم طيلة السنوات الأربع الماضية خذلوا الرجل بقصور أدائهم وسوء تصرفهم، فنهبوا دون رقيب، وعندما ظهرت نتائج تقييم الأداء وتقارير التفتيش المالي بدت الفجوة واسعة بين وعود الرئيس وآمال المواطنين من جهة، والإنجازات التي تحققت فعلياً وسلوك المسيرين من جهة أخرى”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس