
أفريقيا برس – المغرب. دعا حزب “التقدم والاشتراكية” المغربي المعارض إلى اعتماد خطة شمولية واسعة وعاجلة، تحوّل فاجعة زلزال “الحوز” إلى فرصة، من خلال تحقيق قفزةٍ تنموية في المناطق المتضررة. وأوضح أنه يتطلع إلى أن تتواصل الجهود العمومية، بالوتيرة والنجاعة نفسهما، فيما يأتي من مراحل لاحقة، خصوصاً باستحضار قرب موسم الشتاء المعروف بصعوباته الكبيرة في المناطق الجبلية.
إلى ذلك، أعلنت هيئات من المجتمع المدني في المغرب عن اعتزامها تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة فرنسا في الرباط، الجمعة المقبل، احتجاجاً على الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد أن تعمّد توجيه خطابه مباشرةً إلى المغاربة، في محاولة اعتبرها متتبعون محليون “مراوغة” وبـ”نية سيئة” للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية.
ودعت المنظمات المؤطرة لهذه المبادرة “كل الهيئات السياسية والنقابية وعموم الشعب المغربي ومغاربة العالم” إلى “الخروج بكثافة في كل بقاع العالم”، من أجل “الرد على استفزازات رئيس الدولة الفرنسية الذي سعى بأسلوبه غير الحضاري بمحاولته زعزعة استقرار وطننا”، داعياً في الوقت ذاته إلى “تقوية الجبهة الداخلية وبمزيد من الحذر واليقظة لإفشال خطط ماكرون” وفق ما جاء في بيان اطلعت عليه “القدس العربي”.
كما حثّ البيان الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والمجتمع المدني على التعبئة بمقاطعة المنتجات الفرنسية”، إلى جانب توظيف كل إمكانيات الضغط على الرئيس الفرنسي للاعتذار للعاهل المغربي محمد السادس.
المنظمات المعنية بالدعوة لهذه الخطوة الاحتجاجية الشعبية هي “المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية” و”المرصد الوطني للشباب الملكي والإعلام” و”المجلس الوطني لمتطوعي المسيرة الخضراء” وجمعيات المجتمع المدني.
وأعلنت منظمات المجتمع المدني في بيانها عن رفضها التام “من شمال المغرب إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه لترهات ماكرون”.
وتابع البيان بالتأكيد على أن الشعب المغربي موحد وراء عاهله محمد السادس، “وهو الوحيد الذي يخاطب شعبه الوفي”، مشددة على أن “محاولة الرئيس الفرنسي مخاطبة المغاربة يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي المغربي”.
وجددت المنظمات رفض الشعب المغربي “بشكل قطعي محاولات ماكرون تسييس الكارثة الطبيعية التي بادر فيها الشعب المغربي، بمبادرات عفوية أبهرت العالم بالتضامن الكبير مع إخوانهم المتضررين من آثار الزلزال”، مبرزة أن العاهل المغربي محمد السادس تعامل مع الكارثة الطبيعية بحنكة تجسدت في “إعطاء تعليماته بإسعاف المتضررين وانتشال الجثث وإيواء المتضررين”، كما وجّه بـ “فتح ورش بناء مساكن للمتضررين”.
في سياق متصل، سجّل حزب “التقدم والاشتراكية” المعارض استهجانه لما أسماه “بعض المواقف الشاردة والحملات المغرضة التي تتوجه إلى بلادنا وتماسكها الوطني الراسخ، بالاعتماد على تزييف الوقائع وتهويل الأوضاع وتبخيس المجهودات الوطنية المبذولة”. وقال إنه “سيواصل إسهامه الفعّال، إلى جانب كل الفعاليات الوطنية الغيورة، في التصدي للتهجمات الدنيئة على المغرب مهما كان مصدرها وكيفما كان شكلها”.
وفي بيان أصدره الحزب عقب اجتماع مكتبه السياسي، مساء الثلاثاء، أثنى على “الجهود الفعّالة التي بُذلت وتُبذَلُ من خلال تعبئة كافة مكونات الدولة وإمكانياتها في عمليات المرحلة الاستعجالية الأولى من معركة مواجهة زلزال الحوز بتداعياته المدمّرة، ولا سيما على مستوى الإغاثة، والتكفل الطبي بالجرحى، وإعادة فتح الطرق المتضررة والمسالك وعرة الولوج، والإيواء المؤقت للأسر، وتوزيع المؤن والمساعدات الأساسية، وتقديم الخدمات العمومية، والشروع في استئناف التلاميذ للتحصيل الدراسي”.
كما حيّا انطلاق عمليات الإحصاء وإجراء الخبرة التقنية لتقييم وتصنيف الأضرار التي أحدثها الزلزال، بأفق إعادة البناء والإعمار. وأضاف البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي” أن حزب “التقدم والاشتراكية” يتطلع إلى أن تتواصل الجهود العمومية، بنفس الوتيرة والنجاعة، فيما يأتي من مراحل لاحقة، خصوصاً باستحضار قرب موسم الشتاء المعروف بصعوباته الكبيرة في المناطق الجبلية من المغرب.
ودعا الحزب نفسه إلى تفعيل قانون إحداث نظام تغطية عواقب الوقائع الكارثية وصندوق التضامن ضدها، لأجل تعزيز مساعدة المناطق المنكوبة وساكنتها في تَحَمُّلِ الأعباء الفادحة لهذه الكارثة الطبيعية.
وأشاد المكتب السياسي للحزب الاشتراكي نفسه بـ”الحملة التضامنية الشعبية منقطعة النظير التي أبهرت العالم، وساهم فيها، بشكلٍ عارم وتلقائي، عموم المواطنات والمواطنين، من داخل المغرب وخارجه”.
ودعا إلى ضرورة إدراج كافة الخطوات والإجراءات ذات الصلة ضمن خطة شموليّة واسعة وعاجلة، تُحَوِّلُ هذه الفاجعة إلى فرصة، من خلال تحقيق قفزةٍ تنموية للأقاليم التي أصابها الزلزال، ومعها جميع المناطق الجبلية، بهدف تحقيق كرامة الإنسان، ومعالجة مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي والتفاوت المجالي الصارخ. وفي هذا الإطار، شَكّل المكتب السياسي فريق عمل من أجل تقديم تصوّر مستعجل ودقيق يتضمن مقترحاتٍ عملية للحزب في الموضوع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس