دُشّن في مدينة سلا المشروع التأريخي الذي أنتجته «مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثّقافة»، الذي يهدف إلى المساهمة في إبراز محطات من الذاكرة عند الأجيال الشّابة، وتعميق الشّعور بالانتماء للوطن.
وتجدر الاشارة الى أن هذا المشروع الذي افتتحه ولي العهد الأمير الحسن، ويحمل عنوان «من الاحتلال إلى الاستقلال»، بالنص والصورة، يعرض المحطات المهمة من تاريخ المغرب ابتداء من سنة 1906 في مؤتمر الجزيرة الخضراء، وصولاً إلى سنة 1956 باستقلال البلاد. وتم وضع المشهد بصفة قارة على حيطان المؤسسة لتمكين من يراه من الزائرين من معرفة أفضل لأهم الوقائع التاريخية المعاصرة للمملكة، والموسومة بكفاح مستمر لشعب بكامله في سبيل استرجاع حريته، وبالتناغم بين العرش والحركة الوطنية في العمل من أجل هذا المبتغى.
وبهذه المناسبة، توجّه ولي العهد الحسن، إلى قاعة النّدوات في المؤسسة، حيث ألقى رئيس المؤسسة، خالد القادري، كلمة أكد خلالها أنّ الاعتناء بالذّاكرة الجماعية، والعمل على نقلها إلى الأجيال الشّابة، يعتبر ضرورياً للحفاظ على الهوية الجماعية وصونها، والحرص على تماسك النسيج الاجتماعي، معتبراً أنّ نقل الذّاكرة بكيفية نظرية مجردة قد تعتريه بعض الصعوبة، مما يستحسن الاعتماد على وقائع تاريخية بارزة ومؤسسات ومعلمات دالة وشخصيات وازنة متميّزة لتيسير تملك هذه الذاكرة. وأشار إلى أنّ فترة الاستعمار جديرة بالبحث والدراسة والتأمل، لكونها «فترة كفاح لشعب بأكمله: كفاح متصل في كل ربوع البلاد من شمالها إلى جنوبها، في جبالها وحواضرها، بكل أصناف السّلاح، بالبندقية والفكر والقلم (…)، بالتحام قوي قلّ نظيره عند الأمم بين عرش أبي وشعب متوثب للحرية والتقدم».
وفي هذا الصدد ذكر المحاضر بالدور المحوري الذي اضطلعت به التربية والتعليم والعمل الثّقافي في بروز الوعي والإدراك الوطني، والجهود المبذولة من قبل الرّعيل الأول من الوطنيين والمساندة المستمرة للملك الراحل محمد الخامس، والدور الريادي لولي العهد آنذاك المولى الحسن والأميرة عائشة، مما مكّن من استنفار القوى الحية في البلاد وبلوغ التعبئة الشّاملة التي بفضلها حُقّق الاستقلال.