أفريقيا برس – المغرب. مع التحولات التي شهدها عالم العمل، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19 التي أجبرت ملايين الأشخاص على العمل من منازلهم، تصاعد الاهتمام بنمط العمل عن بعد أثناء السفر بشكل ملحوظ. اليوم، بات الكثيرون يعرفون أنفسهم كـ”رحالة رقميين”، حيث يكفي جهاز كمبيوتر محمول واتصال موثوق بالإنترنت لتحويل أي مكان إلى مكتب متنقل — بما في ذلك المغرب، الذي أصبح يبرز بشكل متزايد ضمن قوائم أفضل الوجهات المفضلة والميسورة للرحالة الرقميين حول العالم.
تُعد مدن مثل مراكش، الصويرة، وطنجة من أبرز الوجهات المفضلة للرحالة الرقميين. وفي عام 2024، حجزت مدينتان مغربيتان مكانهما ضمن قائمة أفضل عشر وجهات للعمل عن بعد في إفريقيا، وفق تصنيف لمجلة “بيزنس إنسايدر أفريقيا”.
من خلال رصد التعليقات والنصائح المنشورة على المنتديات والمدونات والمواقع الإلكترونية، قام “يابلادي” بجمع قائمة بأبرز الأسباب التي تجعل من المغرب وجهة مفضلة للرحالة الرقميين.
المغرب: موقع استراتيجي
يعد القرب الجغرافي من أوروبا واحدا من الأسباب العديدة التي تجعل المغرب وجهة مميزة للعمال عن بعد ومحبي السفر. فالمملكة تقع على أعتاب القارة الأوروبية، حيث تعتبر طنجة أقرب نقطة عبور إلى إسبانيا عبر العبارات.
بفضل الرحلات الجوية المباشرة التي تربطه بعدد من المدن الأوروبية، يعد المغرب خيارا أقرب بكثير مقارنة بوجهات شهيرة أخرى للرحالة الرقميين مثل تايلاند. ويمنح هذا القرب مزايا إضافية، خصوصا فيما يتعلق بمواعيد العمل، إذ يعتمد المغرب توقيت (GMT+1) طوال العام، بما يتماشى مع ساعات العمل السائدة في معظم العواصم الأوروبية.
في مدونتها، تحدثت الرحالة الرقمية لورا بوب عن تجربتها في المغرب، مشيرة إلى أن “التوقيت مثالي لمن يعمل وفق ساعات العمل الأوروبية”. وحتى بالنسبة للموظفين المرتبطين بساعات العمل الأمريكية، يبقى المغرب خيارا ملائما، إذ يسبق نيويورك بفارق زمني يبلغ خمس ساعات فقط.
يعد الموقع المركزي للمغرب عامل جذب إضافي للرحالة الرقميين الذين يتطلعون لاستكشاف وجهات أخرى مثل شواطئ دهب في مصر أو تينيريف في جزر الكناري. كما أن المناخ يشكل ميزة كبيرة، إذ يتمتع المغرب بأشعة الشمس معظم أيام السنة، ويوفر طقسا أكثر اعتدالا مقارنة بشتاء أوروبا القارس.
تكلفة معيشة معقولة
لا يعتبر الرحالة الرقميون سياحًا تقليديين، إذ يميلون إلى الإقامة لفترات طويلة قد تمتد لأشهر أو حتى لعام كامل، مما يجعل تكلفة المعيشة عاملا حاسما في اختياراتهم. ورغم تفاوت التكاليف بين المدن الكبرى، البلدات الصغيرة، والقرى، تبقى نفقات العيش في المغرب أقل بكثير مقارنة بأوروبا أو بغيرها من الوجهات الشهيرة للرحالة الرقميين.
كتبت المدونة hopelesslynomantic عن تجربة الرحالة الرقميين في المغرب، قائلة “المطاعم السريعة، التي تنتشر في جميع أنحاء المغرب، تقدم وجبات بأسعار معقولة. ورغم أن الأسعار منخفضة، فهذا لا يعني أن الجودة متدنية؛ فقد تذوقنا بعض الأطباق الشهية في هذه المطاعم”.
يُعتبر النقل أحد العوامل الأكثر جدوى للرحالة الرقميين، خاصة للتنقل بين المدن والقرى المغربية. كما أن السكن في المغرب يعد خيارا معقولا، حيث كتبت لورا بوب في مدونتها حول تجربتها كرحالة رقمية في المملكة “يمكنك العيش بشكل مريح في المغرب بحوالي 1500-2000 دولار أمريكي شهريا، خصوصا إذا كنت تقيم خارج المدن الكبرى، مثل فاس والصويرة”.
ذكرت عائلة بريطانية مكونة من أربعة أفراد، قضت وقتا كرحالة رقميين في مدينة الصويرة، أن تكلفة منزلهم المكون من غرفتي نوم كانت حوالي 800 جنيه إسترليني شهريا. قالت الأم في مدونتها التي تروي تجربتهم “يمكنك العثور على خيارات أرخص، لكن بما أننا عائلة مكونة من أربعة أفراد، كنا بحاجة إلى مساحة أكبر”.
تعتبر مساحات العيش المشترك، التي صممت خصيصا للرحالة الرقميين ذوي الميزانية المحدودة، بالإضافة إلى مساحات العمل المشترك التي توفر اتصالا جيدا بالإنترنت، من العوامل التي تجعل المغرب وجهة أكثر جاذبية ومعقولية للمستقرين الرقميين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس