أفريقيا برس – المغرب. استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، نظيره الغواتيمالي كارلوس راميرو مارتينيز ألفارادو، اليوم الخميس بالرباط، حيث أجمعت التصريحات الرسمية على قوة الشراكة بين البلدين، وتطلعها إلى آفاق أكثر إشراقا في إطار رؤية استراتيجية موحدة.
وأكد بوريطة، في ندوة صحفية مشتركة أعقبت المباحثات، أن العلاقات المغربية الغواتيمالية « قوية وواعدة »، وتستند إلى أسس متينة قوامها الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر بشأن مختلف القضايا الدولية.
وشدد على أن «صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الغواتيمالي برناردو أريفالو دي ليون يؤمنان بأن البعد الجغرافي لا يشكل عائقا أمام بناء علاقات جنوب-جنوب نموذجية».
#الصحراء_المغربية: موقف جمهورية غواتيمالا، كما عبر عنه وزير العلاقات الخارجية السيد كارلوس راميرو مارتينيز ألفارادو، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت لقاءه، اليوم بالرباط، مع السيد الوزير ناصر بوريطة pic.twitter.com/XaAnuiBLtO
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) July 3, 2025
من جهته، نوه الوزير الغواتيمالي بمتانة الروابط الثنائية، مشيرا إلى أن البلدين لا تربطهما فقط علاقات صداقة تاريخية، بل أيضا « رؤية استراتيجية تتطلع إلى المستقبل، قائمة على الحوار السياسي والتعاون الفاعل ». وأبرز أهمية تعزيز التعاون في مجالات ذات أولوية كالأمن والهجرة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي.
وعلى مستوى التعاون السياسي والدبلوماسي، تم الاتفاق بين الوزيرين على تفعيل آلية الحوار السياسي بشكل سنوي، بالتناوب بين البلدين، كأداة لتعميق التنسيق حول الملفات الإقليمية والدولية. كما جرى الاتفاق على تسريع مسار توقيع اتفاقية حماية الاستثمارات، وتعزيز التعاون القطاعي في مجالات متعددة.
وفي السياق ذاته، أعلن بوريطة عن التحضير لتنظيم أسبوع اقتصادي مغربي في غواتيمالا قبل نهاية السنة الجارية، وكذا منتدى اقتصادي بمناسبة الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية سنة 2026، بهدف تشجيع رجال الأعمال وتعزيز البعد الاقتصادي للعلاقات الثنائية.
ولم تغب قضية الصحراء المغربية عن أجندة اللقاء، حيث جدد الوزير الغواتيمالي التأكيد على دعم بلاده الثابت للوحدة الترابية للمغرب، واصفا مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من المملكة سنة 2007 بـ« الحل الوحيد الجدي والموثوق والواقعي » لإنهاء النزاع المفتعل. كما ذكّر بكون غواتيمالا من أوائل دول أمريكا الوسطى التي فتحت قنصلية بمدينة الداخلة في دجنبر 2022، في خطوة تعكس التزامها العملي بموقفها.
وفي ختام اللقاء، ثمن بوريطة باسم المملكة المغربية المسار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس أريفالو في غواتيمالا، مؤكدا استعداد الرباط لمواكبة هذه الدينامية من خلال مشاريع تنموية ومبادرات تعاون ثنائي، بما يعكس روح الشراكة المتجددة بين البلدين.
زيارة وزير خارجية غواتيمالا للمغرب شكلت إذن محطة جديدة في مسار علاقة تتقوى يوما بعد يوم، وتؤسس لتحالف سياسي واقتصادي وثقافي جنوب-جنوب، يعكس تحولات عميقة في التوازنات الدولية وشروط الشراكات العادلة بين الدول.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس