أفريقيا برس – المغرب. يحتضن المغرب 7500 مليونير، مما يجعله من بين الأسواق الخمسة الأولى للثروة في إفريقيا إلى جانب جنوب إفريقيا، ومصر، ونيجيريا، وكينيا. جاء ذلك في تقرير الثروة في إفريقيا لعام 2025 الذي نُشر مؤخرًا، والذي يقوم بإحصاء وتحليل عدد المليونيرات والمليارديرات عبر القارة، مع متابعة توزيع ونمو الثروة الخاصة حسب الدول والمدن.
برز المغرب كواحد من المراكز الأسرع نموًا في الثروة في إفريقيا، حيث زاد عدد المليونيرات فيه بنسبة 40% خلال العقد الماضي. يعزو التقرير، الذي نشرته شركة Henley & Partners بالتعاون مع New World Wealth، هذا الازدهار إلى الاستقرار السياسي في المغرب، وقطاعاته التصديرية القوية، وتوجهه نحو الطاقة الخضراء والتكنولوجيا.
قال أندرو أمويلز، رئيس الأبحاث في New World Wealth: “مع تراجع جاذبية الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بين النخبة العالمية، هناك إمكانية لأن تصبح إفريقيا وجهة رئيسية لرجال الأعمال الأثرياء. هناك بالفعل علامات على ذلك، حيث من المتوقع أن يشهد المغرب، وموريشيوس، وناميبيا، وسيشل تدفقات كبيرة للثروة هذا العام”.
المغرب في السياق الشمال إفريقي
تواصل شمال إفريقيا هيمنتها على مشهد الثروة الخاصة في القارة، حيث تمثل المغرب ومصر والجزائر نسبة كبيرة من مليونيرات القارة. وبينما تتصدر مصر القائمة بـ 14800 مليونير، فإن المكاسب المستمرة للمغرب تتناقض مع تراجع الجزائر بنسبة 23% وجمود ليبيا. وقد عزز دور المغرب كجسر بين أوروبا وإفريقيا، إلى جانب سياساته التجارية النشطة واستثماراته في البنية التحتية، من جاذبيته للمستثمرين المحليين والأجانب.
عبر القارة، تحتضن إفريقيا 25 مليارديرًا،، و122500 مليونير، وهو ما يشكل قفزة ملحوظة مقارنة بنهاية القرن العشرين، عندما كانت القارة تضم فقط عددًا قليلاً من المليارديرات. ومن المتوقع أن ينمو عدد المليونيرات في إفريقيا بنسبة 65% خلال العقد المقبل، متجاوزًا نسبيًا أوروبا والولايات المتحدة.
تظل جنوب إفريقيا الرائدة في مجال الثروة، حيث تضم 41100 مليونير، أي ما يعادل 34% من إجمالي القارة. ومع ذلك، فإن موريشيوس (+63%)، ورواندا (+48%)، والمغرب (+40%) من بين الأسواق الأسرع نموًا، مما يشير إلى تحول في خلق الثروة عبر القارة.
تظل المراكز الكبرى للثروة مثل جوهانسبرغ، وكيب تاون، والقاهرة، ونيروبي مهيمنة، لكن مراكش أصبحت الآن ضمن النقاط الساخنة الناشئة في إفريقيا. وشهدت المدينة الحمراء زيادة بنسبة 67% في عدد سكانها ذوي الدخل المرتفع خلال السنوات العشر الماضية.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن الطبقة المتنامية من المليونيرات في إفريقيا تمثل فرصًا وتحديات على حد سواء. وقال جان بول فابري، كبير الاقتصاديين في Henley & Partners: “إن صعود طبقة المليونيرات في إفريقيا هو إشارة واختبار في آن واحد. فهو يشير إلى أنه رغم التحديات، يتم خلق الثروة والاحتفاظ بها في الأسواق الرئيسية. لكنه يختبر أيضًا قدرة القارة على تحويل نمو الثروة الخاصة إلى تحول اقتصادي شامل”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس