“نجاح الأسلحة التركية في إفريقيا: طائرات ومدرعات”

2
"نجاح الأسلحة التركية في إفريقيا: طائرات ومدرعات"

أفريقيا برس – المغرب. طائرات مسيرة وبنادق هجومية ومروحيات هجومية ودبابات ومدرعات وطائرات مقاتلة. تعرف الأسلحة ”صنع في تركيا“ نجاحا متزايدا في أفريقيا. ما يقرب من نصف الجيوش الإفريقية مجهزة الآن بطائرات تركية مسيرة (بيرقدار، أنكا، أكينجي، إلخ). وإذا كانت تركيا تعد قوة عسكرية تضم العديد من شركات عسكرية، يمكن أن يعزى نجاح أسلحتها في أفريقيا إلى عدة عوامل.

تعد تركيا الآن من بين أسواق الدفاع الرئيسية في العالم. فهي تفخر بوجود العديد من مصنعي أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك بايكار، أسيلسان، روكيتسان، إم كي إي، إس تي إم، كاليكاليب، كاتميرجيلر، سارسيلماز، إيساف، سكاي داغر، زد إس آر، هيدف ديفينس، أكداس سيلاه، وغيرها.

وصدرت تركيا أكثر من 300 منتوج دفاعي إلى نحو 180 دولة في عام 2024. وبلغت قيمة هذه الصادرات 7.2 مليار دولار في عام 2024، مقارنةً بـ1.64 مليار دولار في عام 2014، كما يتجه عدد متزايد من الدول الإفريقية إلى المعدات والذخائر التركية لتحديث وتطوير ترساناتها العسكرية.

الأسلحة التركية التي تستوردها الدول الإفريقية

تبيع تركيا تقريبا جميع أنواع الأسلحة للدول الإفريقية، بما في ذلك أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار، والبنادق الهجومية، والمركبات المدرعة، وزوارق الدوريات، والطائرات، والمروحيات، والذخيرة، والرادارات، وأنظمة إزالة الألغام…

ومع ذلك، تحتل الطائرات المسيرة مكانة بارزة بين الأسلحة التي تحصل عليها دول القارة من تركيا. واليوم، تصنع العديد من الشركات التركية طائرات مسيرة لأغراض مختلفة، من بينها بايكار (بيرقدار تي بي 2، بيرقدار أكينجي، إلخ)، والصناعات الجوية والفضائية التركية (أنكا-إس)، وسكاي داغر (طائرات مسيرة انتحارية).

Le Bayraktar TB2 est la vedette des drones turcs. Il équipe actuellement les armées de nombreux pays africains: Maroc, Mali, Burkina Faso, Ethiopie… Plus de 25 pays africains ont acquis des drones turcs.

وتحظى هذه الأجهزة بطلب كبير من الدول الأفريقية. يجب القول أن الطائرات المسيرة التركية اكتسبت شهرتها بسبب قدراتها في ساحات القتال المختلفة، سيما طائرة بيرقدار تي بي 2، التي اكتسبت شهرة كبيرة في أعقاب الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورنو كاراباخ في شتنبر ونونبر 2020. غيرت هذه الحرب وجه الحرب الحديثة من خلال إعطاء الطائرات المسيرة القتالية والانتحارية دورا أساسيا. وفيما بعد، في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لعبت الطائرات المسيرة دورا في تغيير قواعد اللعبة، وهو سلاح مكن، على سبيل المثال، من إغراق الطراد الروسي موسكفا.

ونتيجة لذلك، تجهز الجيوش في جميع أنحاء العالم نفسها بها. في القارة الإفريقية، كان المغرب من بين أوائل الدول التي حصلت عليها في عام 2021 بعد أن طلب 13 طائرة، تلاه طلب الحصول على 7 طائرات أخرى. ومنذ ذلك الحين، تضاعف عدد الزبناء الأفارقة للطائرات المسيرة التركية. اليوم، أصبحت أكثر من 25 دولة إفريقية مجهزة بهذا النوع من الطائرات التركية، وخاصة بيرقدار وأنكا أكينجي… وتؤكد تركيا الآن نفسها كمورد رئيسي لطائرات بدون طيار، متجاوزة الصين الآن على مستوى القارة.

أثبتت هذه الأسلحة فعاليتها في جميع أنحاء القارة في الاشتباكات مع الأهداف الأرضية، والمراقبة الجوية، والتأثير التكتيكي. منحت طائرات بيرقدار التركية المسيرة الجيش الإثيوبي ميزة كبيرة ضد متمردي تيغراي، وساهمت في إنهاء الحرب.

وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى امتلاكها طائرات مسيرة، ترغب بعض الدول في تطوير هذه الأجهزة محليا. لذلك، اختارت بيرقدار تطوير إنتاج وصيانة الطائرات المسيّرة في المغرب من خلال شركة تابعة لها، أطلس دينفس. ستتولى هذه الشركة تصميم وتصنيع وصيانة الطائرات المسيرة والمركبات الجوية بدون طيار.

تعد طائرة بيرقدار تي بي 2 نجمة الطائرات المسيرة التركية. وهي طائرة تعتمد عليها القوات المسلحة للعديد من الدول الإفريقية: المغرب، ومالي، وبوركينا فاسو، وإثيوبيا، وغيرها. وقد حصلت أكثر من 25 دولة أفريقية على طائرات مسيرة تركية.

أما فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة، أصبحت النيجر أول زبون أجنبي يطلب طائرة حر قوش، وهي طائرة تدريب وهجوم خفيفة بمحرك توربيني، في عام 2021.

بالإضافة إلى الطائرات المسيرة والطائرات، تستورد العديد من الدول الأفريقية أيضا بنادق هجومية تركية، أبرزها إم بي تي-76. طورت هذه البندقية الهجومية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي مزودة بذخيرة عيار 7.62×51 ملم حسب معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحظى بطلب كبير في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. تستخدم بندقية إم بي تي-76، المزودة بعشرين طلقة ومعدل إطلاق يبلغ 650 طلقة في الدقيقة، الآن من قِبل القوات المسلحة في العديد من الدول الإفريقية. وينطبق هذا الأمر على الكاميرون، التي تجهز قواتها الخاصة ببندقية إم بي تي-76. ووفقا لـ”ديفنس بوست”، تستخدم البندقية الهجومية التركية أيضا من قِبل جيوش دول أخرى، من بينها السنغال والصومال…

وإذا كانت بندقية أي كي-47 لا تزال البندقية الهجومية الأكثر انتشارا في إفريقيا، إلا أن البنادق التركية تغزو الأسواق أيضا بفضل مزاياها.

تنتج تركيا وتُصدر أيضا مجموعة واسعة من الدبابات والمدرعات، مثل كوبرا، وكوبرا 2، ودبابة ألتاي لأوتوكار، ونورول ماكينا، وكيربي وفوران… تجهز هذه المدرعات العديد من الجيوش الأفريقية، لا سيما تلك التي تحارب الإرهاب.

كما تبيع الشركات التركية سفنا وأنظمة إلكترونية وذخيرة (رصاص، وصواريخ، وقذائف…) متوافقة مع معايير حلف الناتو، وبالتالي فهي متوافقة مع الأسلحة المستوردة من دول أعضاء أخرى في الحلف (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا…).

واليوم، لا تخلو ترسانات ترسانات بعض الدول الإفريقية من أسلحة وذخيرة تركية. وفضلا عن ذلك، أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في مارس 2024 أن تركيا أصبحت رابع أكبر مورد للأسلحة إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء.

عوامل نجاح الأسلحة التركية في أفريقيا

يمكن تفسير الجاذبية المتزايدة للأسلحة التركية في الدول الإفريقية بعدة عوامل. أولا، أثبتت الأسلحة التركية فعاليتها وسهولة استخدامها في ساحات معارك متنوعة وفي بيئات مختلفة.

ثانيا، أسعار الأسلحة التركية مرضية للغاية. فعلى سبيل المثال، تباع طائرة بيرقدار تي بي 2، المجهزة بنظام بايكار لنقل الصور في الوقت الفعلي، بأقل من 5 ملايين دولار. ويعتبر هذا السعر منخفضا لهذا النوع من التكنولوجيا.

وفضلا عن ذلك، يسهم عامل مهم آخر في نجاح مبيعات الأسلحة التركية في إفريقيا، وهو سعي الدول الإفريقية إلى موردين موثوقين لتلبية احتياجاتها الأمنية. وإذا كانت بعض الدول الغربية (الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وغيرها) تفرض شروطا على بيع معداتها العسكرية إلى دول ثالثة، وخاصةً الإفريقية، لأسباب مختلفة (سياسية، وإنسانية، وغيرها)، فإن الأتراك أقل تشددا في هذا الصدد.

فعلى سبيل المثال، دأبت السلطات المالية على اتهام فرنسا برفض تزويدها بأسلحة معينة، سيما المروحيات العسكرية، لمحاربة المتمردين والجهاديين. كذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت لفترة طويلة بيع أسلحة معينة إلى نيجيريا في حربها على الإرهابيين. من ناحية أخرى، يبيع الأتراك أسلحتهم للدول دون مراعاة لأي اعتبارات سياسية أو غيرها. وهذا ما يدفع العديد من الدول الإفريقية إلى التوجه نحو تركيا بشكل متزايد.

وفضلا عن ذلك، فالأسلحة التركية تتوافق مع ذخيرة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يدفع بعض الدول التي حصلت على ترسانات من الولايات المتحدة ودول أوروبية إلى شراء الذخيرة من الأتراك.

كما أن تركيا تفرض نفسها من خلال توفير التدريب للدول التي تشتري أسلحتها.