أفريقيا برس – المغرب. عرفت ظاهرة العائلات الانتخابية حضورا قويا في الانتخابات الحالية، وبدت العديد من اللوائح تحمل أسماء تنتمي إلى الأسرة الواحدة، بل هناك لوائح في العديد من المناطق تحمل اسم أسرة واحدة، وكأن الحزب في تلك المدن بات مسجلا باسم تلك الأسرة.
وأوردت يومية “الصباح” في عددها ليوم الجمعة 3 شتنبر 2021، أن ما زاد الظاهرة انتشارا في هذه الانتخابات التي تجرى في يوم واحد، هو عجز الأحزاب عن تغطية شاملة للوائح في الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية ما اضطر العديد من الأحزاب إلى الاستنجاد بأفراد الأسرة، من أبناء وزوجات وأصهار لملء اللوائح، في ظاهرة غربية تثير الكثير من الأسئلة.
وفي الوقت الذي يرى البعض الأمر عادیا انطلاقا من أن الأمر يتعلق بحرية الانتماء إلى الحزب الواحد، خاصة إذا كان العضو زعيما سياسيا، ويسعى إلى توريث أبنائه المقعد البرلماني أو المسؤولية في الجهة او المجلس الترابي، تضيف الجريدة، يعتبر البعض الآخر الأمر مسيئا للعملية الانتخابية وللممارسة السياسية، إذ تصبح الأحزاب عاجزة عن تأطير المواطنين، وتحضير لوائح المنتخبين انطلاقا من معايير الكفاءة والاستحقاق، بعيدا عن الحاجة إلى العائلة لملء اللوائح.
وفي قراءة لبعض اللوائح التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشير اليومية، يمكن الوقوف عند هذه الظاهرة التي تسيطر فيها العائلة الواحدة على اللائحة أو يترشح جميع أفراد العائلة في دوائر مختلفة، ففي فاس أصر حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، بعد رفض منحه التزكية من قبل نزار بركة، الأمين العام للحزب، على الترشح لمنصب عمدة فاس، ما اضطره إلى الإلتحاق بحزب جبهة القوى الديمقراطية، لقيادة لائحة الزيتونة في العاصمة العلمية رفقة أفراد عائلته ومريديه من المنسحبين من الاستقلال.
وحرص شباط، تقول “الصباح” على ترشيح ابنته ريم وكبلة للائحة الجهوية للنساء، وزوجته فاطمة طارق، وكيلة للجزء الثاني في مقاطعة زواغة، كما ترشح ابنه نوفل البرلماني وكيلا لائحة بتازة، وبجهة فاس دائما، عاد امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية إلى انتخابات الجهة، وكيلا للائحة الحركة الشعبية، فيما ترشح ابنه حسن العنصر، بدائرة بولمان للمرة الثانية، وهذه المرة إلى جانب زوجته.
ورشحت حليمة العسالي، القيادية في الحركة الشعبية ابنتها زینب أمهروق، وكيلة اللائحة الجهوية باسم الحركة الشعبية ولا يقف ذلك عند الحركة الشعبية بل إن الظاهرة تكاد تخترق جميع الأحزاب مثل حزب الاستقلال، الذي رشح عائلة بكاملها في لائحة واحدة ببوجدور، ويتعلق الأمر بالاستقلالي والبرلماني عبد العزيز أبا، الذي رشح أفراد من العائلة في الانتخابات البلدية والجهوية والبرلمانية، حيث تضمن الملصق الانتخابي أسماء عزيزة أبا، وعبد العزيز أبا، وامحمد آبا، والبشير أبا، حسب المصدر نفسه.
وأشارت الجريدة إلى أن اقليم السمارة هو أيضا عرف هيمنت عائلة حنيني على ترشيحات الاستقلال، حيث ترشح مولاي خطري حنيني بالدائرة 2، ومريم حنيني بالدائرة 11، وسيدي محمد حنيني بالدائرة 1، ومولاي خطري حنيني بالدائرة 2، وللا مريم بالدائرة 5.
ولم تخل لوائح أحزاب اليسار من الظاهرة، رغم اختلاف السباق، تورد اليومية ذاتها، إذ غالبا ما تجد أفراد الأسرة الواحدة وهم مناضلون في الحزب منذ سنوات، يضطرون إلى الترشح النضالي، من أجل دعم لوائح الحزب، أمام الصعوبات التي واجهها في التغطية الشاملة للدوائر المحلية والجهوية والبرلمانية، خاصة في الشق المتعلق بالترشيح النسائي ، الذي فرض تحديا كبيرا على الأحزاب، ما أضطر أغلبها إلى ترشح نساء لا علاقة لها بالانتماء السياسي ليحل محله الانتماء إلى العائلة، في إطار دعم وكيل اللائحة والأمثلة هنا كثيرة وتشمل أفراد من أسرة واحدة يتوزعون على اللوائح في أكثر من مقاطعة ومدينة.