يبدو أنَّ خطر “داعش” الذي يعيشُ اندحاراً غير مسْبوق مازالَ قائماً ويثيرُ مخاوفَ المغرب؛ فقد أكّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، بواشنطن، أن “تهديدات هذه المجموعات الجهادية ما تزال قائمة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم بسبب المرونة التي يتمتع بها مقاتلوها ومناصروها الذين يقدر عددهم في مناطق النزاع بحوالي 20 ألفا”.
وخلالَ كلمة لهُ في الجلسة الثانية للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة “داعش”، التي انعقدت بواشنطن بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوردَ المسؤول الحكومي المغربي أنَّ “المغرب استطاع أن يرسي، تحت قيادة الملك محمد السادس، مقاربة متفردة ومشهودا بها للوقاية ومكافحة التعصب والتطرف العنيف”، محذراً من ظهور “نسخ” شبيهة لـ”داعش”، من خلال مجموعات موالية في أزيد من 25 دولة حول العالم، 12 منها تنشط في شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وفي وقت تحظى فيه المقاربة المغربية لمحاربة خطر الإرهاب بإشادة دولية عالية، أبرز بوريطة أن هذه المقاربة تتمحور حول سلسلة من التدابير التي أثبتت أهميتها، موضحاً أن الاستراتيجية المغربية ترتكز على التكوين الملائم للأئمة والمرشدين والمرشدات من أجل نشر القيم الأصيلة للإسلام الوسطي ومكافحة انتشار الأيديولوجيات المتطرفة.
وفي هذا السياق عبّر كبيرُ الدبلوماسيين المغاربة عن التزام الرباط، بصفتها الرئيس المشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بشكل راسخ، بمواصلة تطوير وبناء قدرات المجتمع المدني لتمكينه من التصدي لعودة “داعش” أو أي مجموعة أخرى تتقاسم التصورات المتطرفة والعنيفة نفسها، مبرزاً أن “المغرب يعملُ على تفكيك الخطاب المتطرف من خلال الإعلام السمعي البصري، وكذا شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت”.
كذا ومن جهة أخرى، لفت ذات الوزير الانتباه إلى أن “الأولوية بالنسبة للمغرب تظل هي التنسيق الأفضل مع البرامج الأخرى متعددة الأطراف من أجل تشجيع إعمال الممارسات الجيدة التي طورها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لمناهضة التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرف العنيف”، جاء هذا قبل أن يؤكد بشدة على أن المغرب “يمنع انتشار التطرف العنيف في السجون ويعملُ على إعادة تأهيل وإدماج السجناء من خلال برنامج خاص يدعى مصالحة”.