“البيضاء للكتاب والنشر” محاولة تخطي الدوائر القريبة للعالمية

9

يُعتَبر “معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب والنشر”، الذي يُقام هذا العام بين السابع والسابع عشر من شهر فيفري الجاري، من أبرزَ التظاهرات الثقافية في المغرب التي تحتفي بـ الكتابِ ومنتجيه، من مؤلّفين وناشرين. أُطلقت التظاهرة الثقافية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتحديداً سنة 1987، تنفيذاً لتوصيات “المناظرة الوطنية الأولى للثقافة”، التي انعقدت في مدينة تارودانت سنة 1986.

هذا وإلى جانب الترويج للكتاب، يتطلع المعرض لاهداف أخرى؛ مثل الإسهام في تنشيط المجال الثقافي وتفعيله، وخصوصاً تيسير سبل اللقاء بين المشتغلين في حقل إنتاج الكتاب بين ناشرين ووكلاء وأصحاب مكتبات، سواء من المغرب أو من البلدان المشاركة. وهذا البُعد المهني لعلّه من أبرز مميّزات “معرض الدار البيضاء” لو قارنّاه بنظرائه في العالم العربي، كما أن من ثوابت المعرض تخصيص جناح لدور النشر المهتمّة بكِتاب الطفل، وذلك لمزيد من تسليط الضوء على هذا النوع المخصوص من النشر.

وحريّ بالذكر أنه كأغلب معارض الكتب في العالم، يتضمّن “معرض الدار البيضاء” تقليد استضافة بلدٍ أو مجموعة بلدان، كضيوف شرف على دوراته، ومن البلدان التي استضيفت في هذا الإطار بلدان المغرب العربي ومصر وفلسطين، وبلدان غرب أفريقيا والمجموعة الاقتصادية لوسط أفريقيا، ومن أوروبا حضرت فرنسا وإيطاليا وبلجيكا من خلال جهة والوني بروكسل، كما دُعي “مغاربة العالم” كضيوف شرف. ومن اللافت أنه في الدورة الحادية عشرة، كانت إسبانيا ضيف شرف المعرض، وهاهي تعود من جديد في الدورة الحالية.

وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى أن “معرض الدار البيضاء” تطوّر في مساره؛ حيث استقبل العديد من المثقّفين البارزين في العالم. لكنه ظل يشتكي دوماً من نواقص تمثّلت في ارتكانه إلى الدوائر القريبة من الثقافة المغربية بأبعادها الثلاثة: العربية والأفريقية والأوروبية المجاورة، فلم يستطع أن يتحوّل إلى تظاهرة عالمية تستقطب ما هو أبعد من هذا المحيط. هذا رغم محاولة راهن المنظّمون من خلالها على الانفتاحٍ نحو بلدان أميركا اللاتينية بما تمثّله الأخيرة من تنوّع واختلاف، والتي يبد انها تعرّضت لإجهاض في المهد هذه السنة.