أفريقيا برس – المغرب. شوشت احتجاجات لشباب موريتانيين مقيمين في أمريكا معارضين لنظام الرئيس الغزواني، وما أعلن بخصوص اعتداء أحد حراسه على المدون الموريتاني المعارض سيدي اكماش، على الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الرئيس ولد الغزواني في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، التي توجه إليها مشاركاً في القمة الأمريكية الإفريقية، ووسعها بإجراء لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وآخرين في الأمم المتحدة وهيئات دولية.
ونظم عدد من النشطاء الشباب الموريتانيين المعارضين، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام فندق «ريتز كرلتون» في واشنطن، محل إقامة الرئيس محمد ولد الغزواني، حيث رفعوا شعارات تندد بالتضييق على الحريات، وتطالب بإسقاط قانون الرموز.
كما طالب النشطاء المعارضون في شعاراتهم ومداخلاتهم عبر مكبرات صوت محمولة يدوياً بمحاسبة المفسدين وإقامة دولة القانون والمساواة، وشددوا التأكيد على أن الدم الموريتاني ليس رخيصاً، في إشارة إلى حوادث قتل موريتانيين خلال الأسابيع الأخيرة من طرف ما قيل «إنها طائرات مغربية مسيرة».
ووثق بعض النشطاء المعارضين المقيمين بالولايات المتحدة لحظات احتجاجهم على مسؤولين موريتانيين أثناء خروجهم من الفندق، وكان من بينهم وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، الذي اتهموه بمضايقة الحريات خلال توليه وزارة الداخلية، كما احتج بعضهم على وزير الخارجية السابق، مدير الديوان الرئاسي الحالي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ولم يرد المسؤولون على ما وجه إليهم من اتهامات وعبارات نابية، وتابعوا سيرهم باتجاه السيارات التي ستقلهم.
غير أن موقع «تقدمي» الموريتاني المستقل أكد «أن السلطات الأمنية الأمريكية باشرت التحقيق في دعوى بالاعتداء الجسدي تقدم بها المدون الموريتاني سيدي ولد كماش ضد الحرسي عالي ولد علوات، عضو الفريق الأمني المرافق للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني».
ونقل الموقع عن مصادر من الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة قولها «إن السلطات الأمنية الأمريكية تحقق فيما إذا كان ولد علوات يتوفر على حصانة دبلوماسية قبل اعتقاله، وأنها تنتظر تأكيداً من الخارجية الأمريكية بهذا الخصوص».
ونسبت مصادر الموقع لمحقق في الشرطة الأمريكية تأكيده على «حصول الشرطة الأمريكية على توثيق بالاعتداء على المدون سيدي اكماش من كاميرات الشارع».
وكتب سيدي ولد اكماش على صفحته على الفيسبوك: «المحققون اتصلوا بي الآن وأخبروني أنهم ينتظرون قيام المدعي العام برفع الحصانة عن المقدم علي ولد علواته ليعتقلوه».
وقد تم الاعتداء محل الدعوى، يضيف الموقع، خلال مظاهرة قام بها نشطاء موريتانيون ضد الوفد الموريتاني المشارك في القمة الأمريكية الإفريقية المنعقدة في نيويورك، والتي يشارك فيها الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني.
وفي رد على تظاهرات المعارضين، نظم مناصرون للرئيس محمد ولد الغزواني وقفة مؤيدة له الأربعاء، أمام مقر إقامته في فندق «ريتز كرلتون» في واشنطن حيث يقيم خلال مشاركته في القمة الأمريكية الإفريقية، وقد رفعوا شعارات مؤيدة لولد الغزواني وحكومته، كما حمل بعضهم شعارات حزب «الإنصاف» الحاكم.
هذا وحظي الرئيس الغزواني خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة بحفاوة أمريكية كبيرة، حيث كرمته الأكاديمية الأمريكية للإنجاز بمنحه جائزة القيادة المتميزة لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وذلك في حفل نظمته الأكاديمية بحضور أعضاء في الكونغرس الأمريكي، ومستشارين في البيت الأبيض، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز.
وفي إطار هذه الحفاوة الكبيرة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء، أن مؤسسة تحدي الألفية اختارت موريتانيا «لبرنامج تمويل» جديد، لدعم الإصلاحات الحكومية التي من شأنها الحد من الفقر من خلال دفع للنمو الاقتصادي.
وحسب إيجاز للسفارة الأمريكية بنواكشوط، فقد وقع اختيار المؤسسة على موريتانيا وثلاث دول أخرى هي غامبيا وتوغو والسنغال، للاستفادة من برامج جديدة ضمن نشاطات المؤسسة.
وضمن هذه الحفاوة، أكدت نائبة الممثلة التجارية الأمريكية سارا بيانكي، أن الولايات المتحدة تعترف بالتقدم الذي حققته حكومة الرئيس في التصدي للعمالة القسرية»، مشيرة إلى «زيادة الحكومة الموريتانية للتمويل المخصص لمحاكم محاربة آثار العبودية».
وقالت بيانكي خلال لقاء جمعها الثلاثاء في واشنطن مع وزير الشؤون الاقتصادية الموريتاني عثمان ممادو كان، «إن الولايات المتحدة تتطلع إلى مواصلة العمل عن كثب مع موريتانيا لإيجاد طرق لدعم التقدم الحالي والمستمر في مجال محاربة العمالة القسرية».
واتفق الوزير الموريتاني مع المسؤولة الأمريكية على مواصلة التنسيق بشأن محاربة العمالة القسرية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس
