“لغز وفاة في إيطاليا” تعبير ردده الكثيرون في إيطاليا في الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي والطبقة السياسية بعد الغموض الذي غطى وفاة عارضة الأزياء إيمان الفاضلي، الشابة المغربية التي تعتبر من الشهود البارزين في قضية الاستغلال الجنسي من طرف رئيس الحكومة الإيطالية السابق سيلفيو بيرلوسكوني لفتيات صغار، أبرزهن المغربية “روبي”.
وتوفيت إيمان الفاضلي في الأول من مارس بعد أكثر من شهر من العلاج في المستشفى، وقد أبلغت أطباءها وأفراد عائلاتها بتعرضها لعملية تسمم، وهو ما جعل النيابة العامة في ميلانو تفتح تحقيقا لاسيما وأن التحاليل الطبية الأولية أظهرت وجود مواد غير عادية في دمها.
وتجدر الاشارة الى أن التقرير الطبي لم يحسم الى الساعة في طبيعة الوفاة، وهناك انتظار وترقب للنتائج، بين رأي يقول بالتسمم ورأي آخر يؤكد فرضية الموت الطبيعية وأن وجود مواد في دمها يعود الى مرض تطور في صمت في جسمها حتى أدى بها الى الوفاة.
هذا ويشكل هذا الملف الشغل الشاغل في إيطاليا فإيمان البالغة من العمر 34 سنة، تعتبر شاهدة في ملف اتهام بيرلوسكوني سنة 2012 باستغلال المغربية روبي، عندما كانت قاصرا في حفلات جنسية مائعة. وهي القضية التي هددت مستقبل بيرلوسكوني بالسجن، وبالتالي حضرت نظرية المؤامرة بقوة أي اغتيال الشاهد. الأمر الذي جعل بيرلوسكوني ينفي، لكن القضاء يحقق في كل المؤشرات.
وحريّ بالذكر أن تصريحات سعاد السباعي، النائبة السابقة في البرلمان الإيطالي، فاجأت الجميع في حوار أجرته معها ريبوبليكا منذ يومين قائلة: “بيرلوسكوني لا علاقة له بالتسمم بل يحب في تجاه آخر، في أوساط دبلوماسية رفيعة عملت معها إيمان، وتعرضت لما تعرضت خوفا من كشف ما تعرفه من حقائق”.
وفي انتظار التقرير الطبي، يعيش الإيطاليون على إيقاع هذا الحدث الذي يشبه أفلام الاغتيال التي تتراوح بين الدافع السياسي والعاطفي بل وحتى الموت الطبيعية. وكتبت أكثر من معلق على أن ملف إيمان الفاضلي يشبه روايات أغاثا كريستي، رائدة الرواية البوليسية.