أفريقيا برس – المغرب. في خطوة مفاجئة، قرر الاتحاد الأوروبي إلغاء دعوة تمويل بقيمة 3 ملايين يورو كانت مخصصة لدعم مشاريع تهدف إلى صون التراث اليهودي في المغرب، وذلك بعد أربعة أيام فقط من اندلاع الحرب في غزة، وفق ما أفادت به صحيفة “إسرائيل هيوم”، نقلا عن مصادر مغربية.
التمويل، الذي أُعلن عنه في شتنبر2023، كان موجها إلى مبادرات مجتمعية تعنى بصيانة المقابر اليهودية القديمة، وتعزيز البرامج الثقافية، وتسليط الضوء على التاريخ المشترك بين المسلمين واليهود في المملكة.
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية نُشرت الأربعاء، فقد تلقى عدد من المتقدمين الذين تجاوزوا المراحل الأولية من عملية الانتقاء رسائل رسمية تُبلغهم بإلغاء المشروع، دون تقديم أي مبررات لهذا القرار.
وأكدت مصادر مغربية أن المشاريع المقترحة “لم تكن ذات صلة بالصراع في غزة أو بالسياسات الإسرائيلية، بل كانت تهدف حصرا إلى حماية الثقافة اليهودية المغربية”. لكن مراقبين اعتبروا أن توقيت الإلغاء “ليس بريئا”، إذ جاء متزامنا مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتبدل مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وعلق أحد هؤلاء المراقبين بالقول “الرسالة واضحة: الهوية اليهودية أُقحمت في السياسة، وأصبحت ضحية لها”.
وقد أثار القرار موجة انتقادات من قبل قادة الجالية اليهودية في المغرب، الذين اتهموا الاتحاد الأوروبي بـ”الخلط بين الانتماء الديني والصراعات الجيوسياسية”، معتبرين ما حدث “تجاهلا للتاريخ وتعبيرا عن تمييز غير مبرر”. وأضافت المصادر “هذا القرار يعاقب مجتمعات لا علاقة لها بالنزاع، ويقوّض جهود الحفاظ على الذاكرة والعدالة الثقافية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس
