“التلسكوب الكبير جدا” يرصد كوكبا وليدا يلتهم مهده الغباري

1
"التلسكوب الكبير جدا" يرصد كوكبا وليدا يلتهم مهده الغباري

أفريقيا برس – المغرب. في صورة مدهشة التقطها التلسكوب الكبير جدا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، يظهر ما يشبه تموجا في الفضاء، قد تظن أنه ناتج عن انفجار ما، لكنه في الحقيقة مشهد نادر لكوكب وليد يلتهم الغاز والغبار في طريقه داخل قرص غباري يحيط بنجمه المضيف.

التلسكوب الكبير جدا هو أحد أعظم مشاريع الرصد الفلكي الحديثة، يقع على جبل بارانال في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، وهي من أنقى بقاع العالم للرصد الفلكي، ويتألف من 4 تلسكوبات رئيسية، قطر كل مرآة منها 8.2 أمتار، إضافة إلى 4 تلسكوبات مساعدة بقطر 1.8 متر.

وبحسب بيان صادر من منصة المرصد الأوروبي الجنوبي، فالصورة الجديدة تعد أول رصد واضح لكوكب وليد داخل قرص نجمي ذي حلقات متعددة.

أقراص الكواكب

هذه الأقراص، التي تعرف بالأقراص الكوكبية الأولية، تتكون من الغاز والغبار وتحيط بالنجوم الفتية، وغالبا ما تظهر حلقات يعتقد العلماء أنها علامة على وجود كواكب وليدة تشق فجواتها أثناء نموها.

تنشأ الكواكب في هذه الأقراص الغبارية حول النجوم. في البداية، تبدأ جسيمات دقيقة في القرص الغازي بالغبار بالدوران والتصادم، ثم بفعل الجاذبية، تتجمع هذه الجسيمات تدريجيا لتشكل كتلا أكبر.

هذه الكتل تسحب المزيد من المادة إليها، لتتحول إلى أجنة كوكبية، ومع الوقت يتكون كوكب وليد يواصل “سرقة” مادته من القرص حتى يكتمل نموه، ومن ثم فإنه يبدو كأنه ينظّف مداره على مدى ملايين السنوات.

قدرات دقيقة

الكوكب المكتشف، الذي أُطلق عليه اسم “ويسبيت 2 ب”، تبلغ كتلته نحو 5 أضعاف كتلة المشتري، ويدور حول نجم أصغر عمرا من شمسنا.

الاكتشاف تم بقيادة ريشيل فان كابيلفين من جامعة لايدن الهولندية وبالتعاون مع فريق دولي من جامعة غالواي الأيرلندية وجامعة أريزونا الأميركية.

واستخدم الباحثون أداة “سفير” على التلسكوب الكبير جدا، والتي تعمل على حجب ضوء النجم المركزي وتصحيح تشوهات الغلاف الجوي لتقديم صور فائقة الدقة.

وفي الوقت نفسه، رصد نظام “ماجاو-إكس” على تلسكوب ماجلان في تشيلي انبعاثات من غاز الهيدروجين المتساقط على الكوكب، مما يؤكد أنه ما زال في طور التغذي على مادته المحيطة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس