المغاربة يسترجعون ذكرى زلزال “الحوز” وشهادات لـ”القدس العربي” من عين المكان

7
المغاربة يسترجعون ذكرى زلزال “الحوز” وشهادات لـ”القدس العربي” من عين المكان
المغاربة يسترجعون ذكرى زلزال “الحوز” وشهادات لـ”القدس العربي” من عين المكان

أفريقيا برس – المغرب. يسترجع المغاربة هذه الأيام، بألم، الذكرى الأولى لـ”زلزال الحوز” الذي أودى بحياة قرابة 3000 من سكان قرى جبال الأطلس، وخلف أكثر من 6000 جريح، وتتعدد الأسئلة حول مآل وأوضاع السكان المتضررين ومنازلهم ممن خَصَّصت لهم الدولة تعويضات مالية ومكنتهم من الحصول على تراخيص إعادة البناء مرفقة بالمساعدة التقنية بشكل مجاني، من أجل إعادة بناء وتأهيل منازلهم المتهدمة أو المتضررة، زيادة على إعادة بناء المدارس خاصة وأن الدخول المدرسي حان وقته.

وفي وقت قدمت الحكومة تقريرا إيجابيا حول تقدم أشغال إعادة الإعمار في المنطقة المتضررة بسبب الزلزال، وأكدت أن برنامج البناء والتأهيل يعرف تقدما إيجابيا على مستوى مختلف القطاعات، أشار ناشطون مدنيون وجمعويون من منطقة الحوز إلى أن تأهيل المنطقة المتضررة من الزلزال يسير ببطء، وأن عددا من الأسر ما زالت تقطن في الخيام البلاستيكية التي لم تقها حر الصيف ولا أمطار العواصف الرعدية التي تجتاح البلاد، فيما لم تتوصل أسر أخرى بأي تعويض مالي لحدود الساعة.

لجنة وزارية

وعقدت لجنة وزارية مكلفة بـ”برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز” يرأسها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اجتماعها الـ 11، وكشفت أن 57.805 أسرة استفادت من مبلغ عشرين ألف درهم مغربي (حوالي ألفي دولار أمريكي) كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها، وأشارت إلى استفادة 97 في المائة من الأسر المتضررة من الدعم، حيث توصلت 20.763 أسرة بالدفعة الثانية، واستفادت 8.813 أسرة من الدفعة الثالثة و939 أسرة من الدفعة الرابعة والأخيرة.

كما أشادت رئاسة الحكومة بنجاح قرابة ألف أسرة في إنهاء أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، حيث أكدت اللجنة على ضرورة حث باقي الأسر المتضررة على تسريع أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، حتى يتسنى لها الاستفادة من باقي دفعات الدعم. فيما سجلت اللجنة الوزارية حصول 63.862 أسرة على مبلغ 2.500 درهم (حوالي 250 دولارا) المخصصة كدعم شهري لفائدة الأسر التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا. وأبرزت أنه تم حاليا صرف دعم 11 شهرا من أصل 12 شهرا من هذه ‏المساعدات بقيمة إجمالية تبلغ 1.6 مليار درهم.

الناشط المدني منتصر إثري، انتقد ضمن حديثه لـ “القدس العربي”، ما أسماه “الواقع المُر” الذي أكدته أرقام ومعطيات اللجنة الوزارية نفسها، “التي أكدت رسميا أن المنازل التي يمكن اعتبارها منتهية هي ألف منزل، مقابل عدد تراخيص البناء التي أصدرتها المصالح المختصة والتي بلغت 55.142 ترخيصا لإعادة البناء”، وفق تعبير المتحدث.

وشكَّك الناشط الجمعوي ابن المنطقة، في دقة الإحصائيات المقدمة من طرف اللجنة الوزارية خصوصا ما يتعلق منها ببناء ألف منزل، وقال: “هذا التصريح الرسمي يكفي ليُظهِر مدى تقدم الأشغال في المناطق المنكوبة، أي أنه بعد عام كامل تم تشييد أقل من 20 في المائة من المنازل المهدمة، والواقع أنه لم تُشيَّد حتى 5 بالمائة من المنازل” بحسب تقدير الناشط الجمعوي.

ويرى منتصر إثري أن “الوضع ما يزال على حاله والحقيقة على الأرض تدحض كل هذا الأمر”، وأكد أن “الظروف المؤلمة والقاسية” في ظل التغيرات المناخية هي نفسها، وأن العيش داخل الخيام البلاستيكية المتناثرة والمنتشرة في القُرى “واقع محزن”، بالإضافة إلى “حرمان الكثير من الأسر، من تعويضات الدولة بالرغم من أن المنازل المنهارة كليا لا تزال تغلق الطرقات الضيقة في القرى، بحجة أن أصحاب البيوت غير مقيمين بصفة دائمة في القرى بسبب أن بطائق التعريف الخاصة بهم تضم عناوين في المدن”.

وطيلة العام المنصرم، نظّم سكان القرى المتضررة من الزلزال وقفات احتجاجية تنديدا بعدم توصلهم بالدعم المالي المخصص للأسر لإعادة بناء منازلهم المتضررة، وهو ما ردت عليه السلطات المغربية المختصة بأن من بين الأسر المحتجة من لا تقطن في النفوذ الترابي للقرى المتضررة، أو أن منازلهم لا تحتاج إلى إعادة التأهيل والإصلاح، وفق تقارير اللجان المتخصصة المكونة من خبراء ومهندسين وسلطات، أو أنها لا تستجيب لشروط الاستفادة من التعويضات المالية.

خيام من البلاستيك

الناشط في المجتمع المدني محمد واكريم، ابن قرية “إمكدال” الواقعة بمنطقة الحوز، أكد لـ”القدس العربي” أن عملية بناء البيوت المتهدمة بسبب الزلزال تسير بشكل بطيء، ولفت إلى أن عمليات الحصول على الدعم المالي بطيئة بدورها، وأوضح أنه “في حال استمر الحصول على دفعات الدعم المالي من أجل البناء فلن تكتمل البيوت إلا بعد أربع أو خمس سنوات”، مؤكدا أن عددا كبيرا من أصحاب البيوت المتضررة لجأوا إلى الاستدانة من أجل إصلاح بيوتهم والاستقرار بها سريعا.

وتأسف محمد واكريم على حال عدد من الأسر المتضررة التي ما تزال تقطن في خيام من البلاستيك، مؤكدا أن “أوضاعهم المعيشية مؤسفة وغير صحية، وأن الشيوخ منهم والأطفال يعانون الأمرين. كما أن عددا كبيرا منهم أصيب بمرض الربو والأمراض التنفسية بسبب البلاستيك ودرجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف. فيما يعانون حاليا من مياه الأمطار والوحل بسبب العواصف الرعدية التي تشهدها جبال المنطقة”.

وعلى أبواب الدخول المدرسي الجاري، أكد الناشط الجمعوي لـ “القدس العربي”، أن السلطات قامت بهدم بناية مدرسة القرية شهر تموز/ يوليو الماضي، فيما يتوقع أن يتابع تلاميذ القرية دراستهم في “الأقسام المفككة”، إلى حين إعادة بناء المدرسة.

وأشار واكريم إلى تساؤلات يطرحها سكان القرى المتضررة، متعلقة بقيمة الدعم المالي المخصص لأصحاب البيوت المهدمة والبالغة 140.000 درهم (حوالي 14000 دولار)، وإن كانت القيمة نفسها أم تم خفضها إلى 80.000 درهم (حوالي 8000 دولار)، محذرا من مغبة التلاعب في قيمة المساعدات المالية المخصصة من طرف الدولة للمتضررين ومن تجار الأزمات والكوارث الطبيعية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس