المغرب: هزة ارتدادية جديدة… مخزون الدواء كاف… وفتح الطريق نحو المنطقة الأكثر تضرراً

2
المغرب: هزة ارتدادية جديدة… مخزون الدواء كاف… وفتح الطريق نحو المنطقة الأكثر تضرراً
المغرب: هزة ارتدادية جديدة… مخزون الدواء كاف… وفتح الطريق نحو المنطقة الأكثر تضرراً

أفريقيا برس – المغرب. تتواصل يوميات آثار زلزال “الحوز” في المغرب بين حرقة الألم وبصيص الأمل، حيث يرثي المكلومون شهداءهم، ويداوي آخرون جراحهم وإصاباتهم متفاوتة الخطورة، ويحاول المواطنون رسم غدٍ مشرق لإخوانهم المنكوبين من خلال التبرع بالدماء والغذاء والأغطية وغيرها.

وصباح أمس الخميس، دبّت هواجس في نفوس أهالي المنطقة المنكوبة، حينما شعروا بهزة ارتدادية خفيفة بلغت قوتها 4,8 درجات على سلم ريختر، وهي واحدة من سلسلة الهزات الارتدادية التي اعتاد عليها الناس منذ يوم السبت الماضي.

وفي حصيلة آنية إلى حدود الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2946 شخصاً، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5674 شخصاً.

وفي هذا السياق، بلغ عدد الوفيات 1684 بإقليم الحوز، و980 في إقليم تارودانت، في حين لم تُسجّل أي حالة وفاة جديدة في باقي المحافظات والأقاليم المعنية، وفق بيان لوزارة الداخلية المغربية تلقت “القدس العربي” نسخة منه. ودعا حزب “الأصالة والمعاصرة” المشارك في الحكومة “اللجنة بين الوزارية” إلى الانكباب بأقصى سرعة على ترتيب الأولويات، وإعلان مضمون البرنامج الاستعجالي الذي أمر به العاهل المغربي، ومن ثم الشروع في تقديم الدعم الكامل للضحايا، وعلى رأسه مساعدتهم في إعادة بناء منازلهم المدمرة.

وفي بيان أصدره المكتب السياسي للحزب، أثنى على قيم التضحية والتآزر والتآخي مع الضحايا وذويهم التي أبان عنها المواطنون والمواطنات، كما أشاد بما “رسموه من صور مشرقة للتضامن أبهرت العالم. ووجه الشكر إلى “مختلف الدول الصديقة والشقيقة على تضامنها النبيل تجاه بلادنا وشعبنا في هذه المحنة، وعلى عروض المساعدات الوفيرة التي وضعتها رهن إشارة السلطات المغربية”. وفي السياق نفسه، نوه بـ”الحكمة والعقلانية التي تدبر بهما بلادنا موضوع المساعدات الدولية، والتي استندت إلى مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية أفضت إلى قبول تدخلات محدودة في مجالات محصورة تظهرها الحاجة الميدانية، عوض فتح الباب أمام مساعدات وتبرعات كثيرة قد تعطي نتائج عكسية على بلادنا القوية بمؤسساتها وبتماسك شعبها”، وفق ما جاء في البيان الذي أُرسل إلى “القدس العربي”.

وتواصل السلطات العمومية جهودها للتكفل بالمصابين وإيواء المتضررين وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبّئة في الوقت نفسه كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

فك العزلة عن «إيغيل»

وأفادت وكالة الأنباء المغربية، الخميس، أن الجهود المضنية التي بذلتها مختلف السلطات منذ وقوع زلزال “الحوز” تكللت بفتح الطريق المؤدية إلى “إيغيل” المنطقة الأكثر تضرراً من هذه الكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة.

ويعدّ هذا المقطع الطرقي شرياناً رئيسياً لإيصال مختلف أشكال الدعم للسكان المتضررين، وجرى تأمين المساعدات بواسطة المروحيات التابعة للجيش المغربي في ظل تعذّر الوصول إلى المنطقة براً.

ومنذ وقوع هذه الكارثة الطبيعية، سُخّرتْ إمكانيات بشرية ولوجستية كبيرة على مستوى منطقة الحوز من أجل فتح مختلف المقاطع الطرقية التي أغلقت جراء الانهيارات الصخرية في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، التي أعاقت بشكل كبير وصول الإمدادات وفرق الإنقاذ والدعم إلى المناطق التي مسها الزلزال، ولاسيما منطقة “إيغيل”. وأكد المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بالحوز، فريندي هشام، أنه تم الوصول إلى قرية “إيغيل” وفك العزلة عنها وعن القرى المجاورة.

ونقلت الوكالة الرسمية عن المسؤول المذكور قوله إن حركة السير الكثيفة على مستوى هذا المحور الطرقي تشكل عائقاً كبيراً أمام عمل فرق التدخل، داعياً مستعملي الطريق إلى أخذ الحيطة والحذر واستخدام هذا المحور الطرقي للحالات المستعجلة حتى تتمكن هذه الفرق من القيام بواجبها في أحسن الظروف. وأشار في هذا السياق، إلى أن الوزارة الوصية عبأت لهذا الغرض ما يناهز 60 آلية على مستوى الإقليم وموارد بشرية مهمة وكوادر وتقنيين وسائقي آليات. وأكد مواصلة فرق التدخل لعمليات إزاحة الأحجار والصخور، وكذا الجهود من أجل فتح كافة الطرق لضمان سلامة مستعمليها.

وذكر مدير مديرية الأدوية والصيدلة في وزارة الصحة المغربية، عزيز مرابطي، أن مخزون الأدوية والمواد الطبية المرصود للتخفيف من آثار الزلزال كاف للغاية للتكفل بالمصابين، حيث جرى رصد 400 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضح في تصريح صحافي أنه “في مثل هذا النوع من الكوارث، يتعلق الأمر بأدوية الإنعاش والتخدير والأجهزة الطبية المستخدمة في الجراحة”. وتابع أن الأمر يتعلق كذلك بالمسكّنات ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية وأقنعة الأوكسجين وغيرها.

مبادرة شبابية

إلى ذلك، يتواصل توافد المواطنين على مراكز الدم بكثافة في مختلف المدن المغربية، من أجل التبرع بدمائهم لفائدة جرحى الزلزال. كما تتواصل عملية جمع المساعدات المتنوعة من الأغطية والمواد الغذائية التي توجه نحو المناطق المنكوبة، وحرصت السلطات أيضاً على توفير الخيام لإيواء المتضررين مؤقتاً، حتى لا يظلوا يلتحفون السماء ليل نهار، وذلك في انتظار الشروع في بناء منازل خاصة لهم.

وبثت القناة الأولى المغربية تقريراً عن مبادرة أطلقتها مجموعة من الشباب، تمثلت في نقل معدات تقنية لتوفير الطاقة الشمسية في إحدى القرى المتضررة الواقعة وسط الجبال، حيث أصبح الناس يعيشون وسط الخيام والظلام.

على صعيد آخر، تواصل القوات المسلحة الملكية، عن طريق فرقها الطبية، جهودها لعلاج المصابين والتخفيف من معاناتهم، في مستشفيات ميدانية خصصت لهذا الغرض.

وقرر البرلمان المغربي بمجلسيه “النواب” و”المستشارين”، إحداث لجنة من أجل مواكبة كافة المستجدات المتعلقة بتداعيات الزلزال، وكذا اعتماد صيغة لمساهمة أعضاء المجلسين في المجهود التضامني مع ضحايا الكارثة ومن أجل إعادة بناء المناطق المنكوبة.

وأعلن الفنان الكوميدي المغربي جاد المالح، ذو الجنسية الفرنسية، أنه سينظم حفلاً في باريس يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث سيجري التبرع بجميع عائداته إلى الصندوق الخاص لتدبير آثار الزلزال الذي أنشأته الحكومة المغربية. وسيشارك في الحفل الفنانان الكوميديان رضوان بوغربة ورومان فرايسيني، وكتب الفنان الكوميدي على شبكات التواصل الاجتماعي: “كلنا متّحدون ومتضامنون”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس