أفريقيا برس – المغرب. دعا رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، إلى وقف الحرب في غزة، كمدخل أساسي لتسوية مشكلات منطقة الشرق الأوسط، في أفق سياسي كفيل بإقرار سلام عادل ودائم، جوهره حل الدولتين.
وخلال اجتماع قمة رؤساء البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقد في مدينة مالقا الإسبانية، ألقى المسؤول المغربي، الخميس، كلمة أوضح فيها أن من يدفع ثمن الأوضاع المتدهورة هي الشعوب، وبأن الضحية الأكبر لذلك، هو الشعب الفلسطيني، وبأن أصل معضلات المنطقة هو القضية الفلسطينية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا
أن المدخل إلى تسوية مشكلات المنطقة هو وقف الحرب في غزة أساسا، وهي أولوية عاجلة كما ظل يؤكد على ذلك العاهل المغربي محمد السادس، وأضاف أن هذا المدخل يفتح أفقا سياسيا كفيلا بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، وجوهره حل الدولتين، بما يقطع الطريق على التطرف، وعلى استغلال النزاعات من أجل مصالح قُطْرية، وبما يفتح الطريق للتعايش والتعاون والتنمية المشتركة، وتوجيه مُقَدَّرَات وثروات المنطقة نحو التنمية والازدهار والحياة الكريمة، وفق تعبير رئيس مجلس النواب المغربي.
واستطرد قائلا «الواقع أنه دون تمكين الشعب الفلسطيني بقيادة مؤسساته المعترف بها دوليا من حقوقه المشروعة في الاستقلال وبناء دولته الوطنية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، فإن المنطقة ستظل رهينة العنف والتعصب والتشدد وعدم الاستقرار». وتابع «مخطئ من يعتقد أن التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية ستظل حبيسة المنطقة. فالأمر يتعلق بإقليم، بمثابة شريان من شرايين الاقتصاد العالمي بثرواته الاستراتيجية وموقعه وممراته البحرية، مما يجعل استقرار المنطقة يرهن إلى حد كبير الاستقرار الاقتصادي العالمي.
واستحضر رشيد الطالبي العالمي، في كلمته التي اطلعت عليها «القدس العربي» حجم التحديات والمعضلات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية، والأوضاع الدولية المفتوحة على كل التداعيات والاحتمالات المقلقة، مشيرا إلى مركزية قضايا ونزاعات وأزمات الحوض الأرومتوسطي في النظام الدولي. وقال في هذا الخصوص: «بعد أن ساد الاعتقاد بأن العالم ولج عهدًا جديدًا من التعايش، وأنه ودّع الحرب الباردة والثنائية القطبية، وأن منطقتنا المتوسطية باتت على أعتاب سلام تاريخي مع مؤتمر مدريد، واتفاقات أوسلو، عاد منطق الحرب، وأساليب العنف والعنف المضاد، وطَفَتْ على السطح الضغائنُ كاتِمةُ الصورة، للأسف، لتَجْثُمَ على شرق المتوسط، عَاصِفَة بكل مكاسب السلم والتفاوض والحوار».
وأردف المسؤول المغربي قائلا «لطالما شَخَّصْنَا في خطاباتنا ومباحثاتنا، وفي الوثائقَ الصادرة عن جمعيتنا البرلمانية التحديات التي تواجه منطقتنا ومعضلاتها: النزاعات والحروب، في شرق المتوسط وفي خلفيته، والهجرات واللجوء، والاختلالات المناخية، وأزمة الطاقة، والغداء والهوة بين الشمال والجنوب من حيث الثروات والتكنولوجيا. وفي دورة جمعيتنا الثامنة عشرة، وسنة تأسيسها الواحدة والعشرين، نجد أنفسنا، كمؤسسات، ودول، وشعوب، وكرأي عام، وأساسًا كنخب، أمام وضع متفجر، على عدة جبهات مع كل الكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية والمالية المترتبة عن وضع كهذا».
على صعيد مستجدات التفاعل الشعبي في المغرب مع مستجدات الحرب على غزة، دعت «الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع» إلى تنظيم مسيرات ووقفات شعبية حاشدة في مختلف مدن المملكة، يوم الأحد 29 حزيران/ يونيو، تعبيرًا عن الغضب الشعبي تجاه ما وصفته بـ»التمادي الصهيو-أمريكي في العدوان على الشعوب المستضعفة»، وفقاً لبيان صادر عن السكرتارية الوطنية للجبهة، أوردته صحيفة «الحياة اليومية».
وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي استجابةً لتصاعد الجرائم المرتكبة من طرف الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المسيرات تشكل مناسبة للتأكيد على الدعم الشعبي الثابت للمقاومة الفلسطينية، وللتنديد بكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي سياق التحضير لهذه التعبئة الشعبية، دعت الجبهة سكان مدينة الدار البيضاء إلى المشاركة المكثفة في المسيرة المزمع تنظيمها في منطقة الحي الحسني، مشددة على أهمية الانخراط في التعبير الجماعي عن الرفض الشعبي للعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ولقوى الاستعمار.
وأوضحت أن العدوان المتواصل على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، إلى جانب ما وصفته بـ»العدوان المشترك» ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يكشف مجدداً طبيعة التحالف الصهيوني-الأمريكي الاستعماري وعداءه السافر لتحرر الشعوب.
كما دعت «الجبهة المغربية» مختلف القوى السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية، وكافة المواطنات والمواطنين، إلى المشاركة الواسعة في هذه “المحطة النضالية” تعبيراً عن الوفاء لدماء الشهداء وانتصاراً لقضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس