أفريقيا برس – المغرب. التقطت عدد من الكاميرات اختراق نيزك للغلاف الجوّي للأرض في مظهر مهيب مساء السبت 18 مايو/أيار الجاري، ونتج عنه ظهور وميض شديد باللون الأزرق المخضر، أنار السماء بشدّة سطوعه، كما لو أنّ المشهد من أعمال الخيال العلمي.
وأكدت وكالة الفضاء الأوروبية أنّها تمكنت من رصد النيزك عن طريق التلسكوب الخاص بها في مدينة كاسيريس الإسبانية، وأشارت الوكالة إلى أنّ النيزك ليس إلا قطعة “هربت” من مذنب كان يسير بسرعة قياسية تبلغ نحو 161 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة أعلى بنحو 65 مرّة من السرعة القصوى لطائرة مقاتلة من طراز إف 16.
وأضافت الوكالة أنّه من المرجح أنّ النيزك الأزرق الملتهب احترق فوق المحيط الأطلسي بعد مروره من سماء كل من أسبانيا والبرتغال على ارتفاع 60 كيلومترا فوق سطح البحر.
☄️😍 ESA’s fireball camera in Cáceres, Spain, spotted this stunning meteor last night!
Our Planetary Defence Office are currently analysing the size and trajectory of the object to assess the chance that any material made it to the surface.
Credit: ESA/PDO/AMS82 – AllSky7 pic.twitter.com/gSU4unncQW
— ESA Operations (@esaoperations) May 19, 2024
وفي تغريدة لها على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، علّقت وكالة الفضاء الأوروبية بأنّ مكتب الدفاع الكوكبي التابع لها يعمل حاليا على تحليل حجم ومسار النيزك لمعرفة ما إذا كان ثمّة أيّ مواد وصلت إلى سطح الأرض.
ويرجع أصل النيازك أو الشهب التي تمرّ في سماء الأرض إلى الأجرام الكونية الأكبر مثل المذنبات أو الكويكبات أو القمر أو حتّى الكواكب الأخرى، وعند اختراقها للغلاف الجوّي بسرعات عالية، فإن الاحتكاك الشديد مع جزيئات الهواء يجعلها تتوهج بسطوع عالٍ، فينتج عنه مسار متوهّج يظهر لثوان معدودة قبل أن يتوارى.
ونظرا لأحجامها، فإنّ نحو 95% من تلك النيازك لا تصمد أمام شدّة الاحتكاك لتشق طريقها نحو سطح الأرض، فتتعرّض للتفتت في الغلاف الجوّي، ويتحوّل النيزك إلى غبار أو جزيئات صغيرة.
ويمكن معرفة التركيب الكيميائي للنيزك بواسطة تحليل اللون الساطع منه إثر التفاعل الكيميائي الحاصل عند الاحتكاك، فيشير الوميض الأزرق أو الأخضر الساطع إلى احتراق عنصر المغنيسيوم، وتُستخدم الشركات الترفيهية ذات الحيلة لصناعة ألوان مختلفة من الألعاب النارية.
كما يدرك العلماء بأنّ ثمّة نوعا من النيازك يُطلق عليها البالاسيت، وتحظى باهتمام عال بسبب ما تحتويه على المغنيسيوم وتتميّز ببلورات معدنية كبيرة ذات لون أخضر زيتوني تُدعى “أوليفين” أو الزبرجد الزيتوني، وهو ما يجعل هذا النيزك تحت مجهر الدراسة والتنقيب.
ولا يدرك العلماء بعد أصل البلاسيتات وكيفية تكوينها، فيعتقد البعض أنّها تتشكّل عندما تذوب الكويكبات تحت ظروف خاصة، فيتسبب باندفاع المواد المعدنية ذات الكثافة العالية نحو اللُب وتنصهر معا. وتشير فرضية أخرى إلى أنّ البلاسيتات تنشأ عند الحد الفاصل بين النواة المعدنية للكويكب وغطاء السيليكات الغني بالأوليفين.
وقد توفر المعلومات المستنبطة من تركيب النيازك البالاسيتية في فهم حقائق تاريخية عن النظام الشمسي الذي يبلغ عمره نحو 4.5 مليارات سنة، فهذه النيازك خيوط رفيعة للغوص في أعماق التاريخ والحقب الغابرة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس