أبرز تغييرات “تويتر” منذ تأسيسه حتى اليوم

3
أبرز تغييرات
أبرز تغييرات "تويتر" منذ تأسيسه حتى اليوم

أفريقيا برس – المغرب. منذ 17 سنة، تأسّس “تويتر” ليُحدِث ثورة هائلة في حشد الجماهير حول الأشخاص والقضايا والأحداث. تغيّر مع السنوات محافظاً على ثوابت أساسية هي محدودية عدد التغريدات، واستحقاق العلامة الزرقاء، وشعار العصفور، لكن الكثير من ذلك انمحى في عهد إيلون ماسك المثير للجدل.

في ما يلي قائمة بأبرز التغييرات الكبرى التي شهدها الموقع، من تأسيسه كـTwttr إلى ما آل إليه كـX:

2006.. عندما بدأ كل شيء

في 21 مارس/آذار 2006، تأسّس موقع Twttr على يد جاك دورسي ونواه غلاس وبيز ستون وإيفان ويليامز، وانطلق رسمياً في يوليو/تموز من ذات السنة.

وكما هو ملاحظ، لم يكن الاسم الأول للموقع هو Twitter بل Twttr، إذ كانت الموضة في ذلك الوقت أن تُسقِط الشركات حرف العلة من اسمها، مثل Flickr وTumblr وScribd، لكن الاسم صار “تويتر” رسمياً بعد فترة قصيرة.

وتأسّس الموقع ليكون منصة تدوين مصغر للمستخدمين، بحيث يكونون قادرين على إرسال رسائل نصية قصيرة إلى الأصدقاء والمعارف، بحد أقصى لعدد أحرف لا يتعدّى 140.

وبحسب صفحة “تويتر” الرسمية للمطورين، اختير العدد 140 بالضبط لأن الرسائل القصيرة في ذلك الوقت كانت محدودة بـ160 حرفاً، لذا اختير 140 كحد أقصى، مع 20 حرفاً محجوزة للتعليمات البرمجية وأسماء المستخدمين.

وأول تغريدة في تاريخ “تويتر” نُشرت في 21 مارس/آذار 2006، عند الساعة 9:30 مساءً بتوقيت المحيط الهادي، بأنامل جاك دورسي، الذي غرّد: “مجرد إعداد لـtwttr الخاص بي”.

2009.. عندما صار “تويتر” يصنع الحشود

انتظرت “تويتر حتى 2009 من أجل إجراء تغييرات كبرى شكّلت قفزة في التفاعل وحشد الناس حول القضايا والأحداث والمواضيع.

أضافت الارتباطات التشعبية إلى الوسوم، بحيث صار بالإمكان النقر على الوسم ورؤية كل من استخدم نفس الوسم حول العالم. عند هذه النقطة صار واضحاً أن مستخدم “تويتر” يمكن أن يتحول إلى جزء من حشد كبير، سواء كان للاحتفال أو النقاش أو الاحتجاج.

وهو نفس العام الذي قدّمت فيه “تويتر” إعادة التغريد. قبلها كان المستخدمون يعيدون نشر تغريدات الآخرين من خلال نسخ نص الآخر ولصقه في تغريدتهم مع إضافة حرفي RT في بداية التغريدة، ثم أضيفت إعادة التغريد فصار بإمكان تغريدة مؤثرة تحقيق مشاهدات وتفاعلات هائلة.

ولأن 2009 كان عام تغييرات كبرى، فقد قدّم الموقع خدمة العلامة الزرقاء الشهيرة للتحقق من أن حسابات الشخصيات العامة هي فعلاً تمثل أصحابها. وقد جاءت بعد شكاوى المشاهير من انتحال هوياتهم في المنصة آنذاك.

ومنذ ذلك الحين، صار حلم الملايين امتلاك العلامة الزرقاء، وكانوا يرون فيها مصدر مصداقية وموثوقية ومصلحة عامة واستحقاق، قبل أن يحولها إيلون ماسك إلى سلعة للإيجار.

2010 وما بعدها.. رحلة إبقاء “تويتر الجديد” جديداً باستمرار

في سبتمبر/أيلول 2010، أعلنت الشركة عن “تويتر الجديد”، أكبر تحديث شهدته واجهة الموقع. شهد التصميم ثورة أتاحت إمكانية مشاهدة مقاطع الفيديو والصور.

وفي العام التالي 2011، واصلت الشركة تحديث الموقع بشكل يخدم الشركات والعلامات التجارية ويسرّع أداءه، وشمل ذلك تخصيص مظهر العلامة التجارية وإبراز محتوى معين، مثل مقاطع الفيديو أو الصور. جاء ذلك بينما كان الموقع يحاول جني المزيد من الإعلانات أمام منافسين شرسين مثل “فيسبوك” و”غوغل”.

وواصلت الشركة في يونيو/حزيران 2012 الحرص على إبقاء “تويتر الجديد” جديداً، من خلال إضافةٍ جعلت الروابط في تغريدة تتحول إلى صورة أو فيديو أو معاينة للمحتوى. أدى ذلك إلى جعل المحتوى أكثر ديناميكية وجاذبية.

“تويتر” يحتضن الفيديو أكثر من أي وقت

في يناير/كانون الثاني 2013، أطلقت “تويتر” تطبيق فاين، الذي يمكن وصفه بأنه جدّ “تيك توك” الحالي، فقد كان يسمح بتصوير مقاطع بالغة القِصَر لا تزيد مدتها عن ست ثوانٍ ومشاركتها مع الجمهور، فتحوّل التطبيق إلى مصدر للمقاطع المسلية التي لا يزال الكثيرون يتذكرون حتى اليوم بعضاً من أكثرها طرافة.

وفي مواصلة لتحسين التجربة البصرية، أطلقت “تويتر” في 2014 ميزة الصور المتحركة GIF، فصارت متاحة عبر مختلف الأجهزة.

ولأن المقاطع المسجلة لا تكفي، استحوذت “تويتر” في 2015 على “بيريسكوب”، تطبيق البث المباشر، في صفقة قُدّرت قيمتها بـ50 مليون دولار على الأقل.

كل هذا بينما كانت الشركة تعزّز التفاعل بإضافة أسئلة الاستطلاع والرسائل المباشرة.

2016.. كأن “تويتر” سيصبح خطراً

فيما كانت التحديثات السابقة تثير حماس مستخدمين ورضاهم، شهدت المنصة في مارس/آذار 2016 تغييراً جذرياً أحدث حالة من الجدل الموسوم بالمخاوف.

حتى ذلك العام، كان لـ”تويتر” تايملاين بسيط، المنشورات كانت تظهر حسب الأحدث، كلما نُشرت تغريدة جديدة ظهرت في الأعلى، ثم الأقدم فالأقدم.

لكن هذا تغير في 2016 عندما طرحت “تويتر” التايملاين الخوارزمي، بحيث صارت تظهر التغريدات حسب مدى التفاعل مع حساب صاحب التغريدة.

مع السنوات، صار واضحاً أن هذه الخوارزمية جعلت مستخدمين لا يرون إلا نوعاً معيناً من التغريدات، وقد يحتجز المستخدم نفسه في فقاعة أيدولوجية يرى فيها أن العالم كله يشبهه، ما سيصنع استقطاباً حاداً يولّد ردوداً متطرفة وكارهة.

2017.. بشرى للشركة والمستخدمين

بعدما ظل الرقم مقدّساً لعشر سنوات، اختارت المنصة في 2017 زيادة عدد الأحرف المسموح به في التغريدات من 140 إلى 280 حرفاً، كما أضافت زراً يسمح بمتابعة التغريدات في تغريدة جديدة ثم أخرى، حتى بناء نص يتكون من سلسلة تغريدات مترابطة.

وحمل هذا العام البشرى لـ”تويتر”، الذي أصبح مصدر ربح أخيراً في الربع الأخير من عام 2017، مع 330 مليون مستخدم شهرياً.

وفي أوائل 2019، تحوّل “تويتر” من تتبع “المستخدمين الشهريين” إلى تتبع “المستخدمين النشطين يومياً الذين يمكن تحقيق الدخل منهم”، أي عدد المستخدمين المعرضين للإعلانات يومياً.

واعتباراً من أواخر عام 2021، كان للخدمة 217 مليون مستخدم نشط يومياً يمكن تحقيق الدخل منهم.

2020 و2021.. “تويتر” يستنسخ

ابتداءً من 2020، صار “تويتر” جريئاً في استنساخ خدمات من المنافسين، سواء تعلق الأمر بـ”فليتس” أو “سبايسز”.

وطرحت الشركة “فليتس” في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهي عبارة عن تغريدات ومحتويات أخرى مصممة لتختفي في غضون 24 ساعة، تماماً مثل “ستوريز” في “سناب شات” و”إنستغرام”، لكن الخدمة فشلت وتوقفت صيف 2021.

وفي مايو/أيار 2021، جرّبت الشركة طرح “سبايسز”، خدمة البث الصوتي الحي، التي استنسختها من تطبيق كلوب هاوس المستفيد من الملل والعزلة التي فرضها فيروس كورونا حينها.

2022.. عصر إيلون ماسك

أعلن موقع تويتر عام 2022 أنه سيباع لرجل الأعمال الأميركي المولود في جنوب أفريقيا إيلون ماسك، مقابل 44 مليار دولار.

وفي تحول درامي بعد ثلاثة أشهر، أعلن ماسك سحب عرضه على “تويتر”، مبرّراً ذلك بمخاوف من حسابات الروبوت وخرق لبنود في عقد الشراء، فرفعت “تويتر” دعوى قضائية ضد ماسك لإجباره على شرائها. في سبتمبر/أيلول 2022، صوّت مساهمو “تويتر” لقبول عرض ماسك.

ومنذ استحواذ ماسك على “تويتر” تغيّر الموقع بشكل شبه فوضوي مسّ رمز العصفور الأزرق نفسه. وفي غضون أشهر فقط لم يعد “تويتر” كما كان:

27 أكتوبر/تشرين الثاني 2022: انتهت إجراءات استحواذ ماسك على “تويتر” مقابل 44 مليار دولار، وسرعان ما أقال المديرين التنفيذيين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال والمدير المالي نيد سيغال، وبدأ عمليات تسريح الموظفين التي أثرت على حوالي نصف موظفي الشركة.

12 ديسمبر/كانون الأول 2022: انطلق “تويتر بلو”، خدمة الاشتراك مقابل 8 دولارات شهرياً تمنح المستخدم علامة زرقاء فوراً، بعدما ظلّت العلامة لـ13 سنة حصريةً لمن يستحقها من الشخصيات العامة والمؤسسات.

22 ديسمبر/كانون الأول 2022: بدأ “تويتر” في إظهار عدد المشاهدات التي تحصل عليها التغريدات.

10 يناير/كانون الثاني 2023: لم يعد موجز التغريدات الصادرة من الحسابات المتَابعة هو التايملاين الرئيسي، بل صار ذاك الذي يقترح المنشورات من حسابات لا يتابعها المستخدم على طريقة “تيك توك”.

3 إبريل/نيسان 2023: اختفى شعار العصفور الأزرق الشهير، لفترة وجيزة، إذ استبدل ماسك الطائر بكلب “شيبا إينو”، وهو شعار “دودجكوين”، العملة الرقمية التي ناصرها لفترة طويلة، ثم عاد الطائر بعد يومين.

20 إبريل/نيسان 2023: اختفت العلامة الزرقاء القديمة من الموقع، ولم يعد يملكها إلا من يدفع الاشتراك الشهري. حدث خلط كبير بين الحسابات الأصلية والمنتحلة، وراجت الأخبار الكاذبة على يدها، ولا تزال أضرار القرار مستمرة.

11 مايو/أيار 2023: أعلن ماسك تعيين ليندا ياكارينو رئيسةً جديدةً بدلاً منه لمنصة تويتر وشركة إكس الناشئة التي ستصبح مالكة لها، لكنه واصل بعد ذلك إعلان القرارات المثيرة للجدل من عرش حسابه الشخصي.

1 يوليو/تموز 2023: أعلن ماسك فرض قيود على عدد التغريدات المسموح بقراءتها، عبر حصرها بـ10 آلاف يومياً لأصحاب الحسابات الموثقة، وألف تغريدة لسائر الحسابات، وحتى 500 تغريدة فقط يومياً لأصحاب الحسابات الجديدة، وهي سقوف رُفعت مرتين في بضعة أيام.

21 يوليو/تموز 2023: أعلن ماسك عن قرب فرض قيود يومية على عدد الرسائل في الخاص التي يمكن للحسابات غير المشتركة في الخدمة المدفوعة تبادلها.

24 يوليو/تموز 2023: صار لـ”تويتر” شعار جديد حل محل العصفور الأزرق التاريخي، وهذه المرة لم يستبدله بكلب بل بعلامة X بيضاء، وليس ليومين فقط.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس