أحداث فلكية ونجوم نستقبلها مطلع 2026

1
أحداث فلكية ونجوم نستقبلها مطلع 2026
أحداث فلكية ونجوم نستقبلها مطلع 2026

أفريقيا برس – المغرب. مع إطلالة السنة الجديدة 2026 تتميز سماء الشتاء بكثير من النجوم اللامعة إلى جانب كوكبين من أجمل ما يمكن الاستمتاع به بالتلسكوبات أو بالعين المجردة.

فمع برودة الجو وهطول الأمطار، تتلاشى حبيبات الغبار العالقة في الجو لتسمح برؤية أفضل لسماء زرقاء ونجوم متلألئة.

وكيف لا ونحن في الفصل الذي يظهر فيه ألمع نجوم السماء: الشّعرى اليمانية، ساطعا بلونه الأبيض مميزا عما سواه من النجوم عدا كوكب المشتري الذي يفوقه سطوعا، وهما ليسا ببعيدين عن بعضهما في السماء، مما لا يدع مجالا للعين أن تخطئ أيا منهما.

كوكب المشتري

هو الجرم الألمع في سماء الشتاء 2026، حتى عودة ظهور كوكب الزهرة منتصف شهر فبراير/شباط 2026، إذ هو سيد السطوع، وإذا اجتمع الكوكبان، فالألمع على الدوام هو الزهرة. وهذا سبب تسمية القدماء له نجم المساء ونجم الصباح، والعُزّى وعشتار وأفروديت وفينوس.

أما المشتري، فهو بلا منازع أفضل الكواكب، لأنه لا يخيّب أمل هواة الفلك أبدا، فهو يريك أقماره وأحزمته الغيمية على الدوام. وقد أطلقت العرب عليه اسم المشتري لأنه اشترى الحسن والجمال لنفسه دون الكواكب الأخرى، فلمعانه في السماء لا يتغير تغيرا ملحوظا.

زحل.. بعد أن فقد حلقاته

أما كوكب زحل، فلا شك أنه أجمل من المشتري بحلقاته الرائعة، غير أنه بحاجة إلى تلسكوب أكبر قليلا مما يلزم للمشتري، فالأخير يبعد عنا قرابة 800 مليون كيلومتر، في حين يبعد زحل 1.4 مليار كيلومتر، ما يجعل حظه من السطوع أقل من حظ المشتري.

لكن زحل يميل في مداره حول الشمس مما يجعل لحلقاته دورة ظهور واختفاء بسبب وصولها إلى نفس قيمة ميل مدار الأرض مرة كل حوالي 14 عاما، فتختفي بذلك الحلقات إلا من خيط ضوئي لا يرى إلا بتلسكوب كبير نسبيا، كما تظهر في نهاية 2025 وبداية 2026.

الجوزاء.. أوسط السماء

لا يختلف اثنان من هواة الفلك على أن كوكبة الجوزاء المعروفة -إغريقيا- بالجبار أو الصياد (Orion) هي الكوكبة الأجمل في فصل الشتاء، يقابلها برج العقرب في فصل الصيف.

فقد رأت العرب فيها امرأة مقاتلة تصوّب سهمها نحو الأسد (العربي) الذي يشرق بعدها، وهو أسد كبير جدا، كما في وصف الفلكي عبد الرحمن الصوفي له.

وقد اشتق اسم الجوزاء من الجوز أو وسط السماء لأنها تتوسط السماء حقا، إذ خط استواء السماء يعبر نطاقها الذي هو فقارها، وهو النجوم الثلاثة المميزة في هذه الكوكبة. وقد أطلقت العرب عليه أسماء أخرى مثل المنطقة والنظام، لذلك ستجد تلك الأسماء موزعة في الفلك الحديث على هذه النجوم الثلاثة: النطاق والنظام والمنطقة.

وثمة سبب آخر يجعل الجوزاء وسط السماء، فهي محاطة بـ7 نجوم لامعة تشكل 6 أضلاع تعرف بالسداسي الشتوي، وهي: الشّعرى اليمانية ورجل الجوزاء والدبران والعيوق ورأسا التوأمين المقدم والمؤخر وأخيرا الشّعرى الشامية.

إذا ما الثريا في السماء تعرّضت

يراها حديد العين سبعة أنجم

على كبد الجرباء وهي كأنها

جبيرة درّ رُكّبت فوق معصم

الثريا.. يراها حديد العين سبعة أنجم

لكن المشهد الخلاب في سماء الشتاء والذي لا تخطئه العين خصوصا بعد الليالي الماطرة، هو عنقود الثريا، الذي عرفته العرب باسم “النجم”، وهو تجمّع نجمي من 7 نجوم على شكل علامة استفهام صغيرة جدا. ويمكن لحِداد البصر رؤية نجوم أكثر، حتى 11 نجما.

وقصة الثريا أنها فتاة جميلة طلب خطبتها الدبران، وهو النجم الأحمر في إثرها، لكنها أبت وفرت منه. ولشدة تعلقه بها وصدق حبه لها، ساق أغنامه وقلائصه (صغار النوق) مهرا لها، فهو يَدْبرها أبدا في شروقها وفي غروبها.

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

سهيل وأختاه الشعريان

ولا تنتهي قصص سماء الشتاء دون سهيل اليماني. فهو ثاني ألمع نجوم السماء بعد الشّعرى، وهو شقيق الشعريان (اليمانية والشامية).

والقصة تقول إن سهيلا تزوج يوما بالجوزاء، فاختلفا، فنزل عليها فكسر فقارها، ففر هاربا إلى الجنوب خوفا من الثأر، فلحقت به أختاه الشعريان وكانتا على نفس الناحية من نهر المجرة (درب التبانة).

قطعت اليمانية النهر، فسميت الشعرى العبور، في حين كانت أختها الشامية أضعف، فلم تستطع عبور النهر فجلست عند ضفته تبكي حتى غمصت عيناها، فسميت الغميصاء.

وقد نسب اسم “الغميصاء” (Gomeisa) في الفلك الحديث للنجم المجاور للشعرى الشامية، وعرفته العرب باسم المرزم.