إسبانيا تتوقع تكثيف التعاون مع المغرب

3
إسبانيا تتوقع تكثيف التعاون مع المغرب
إسبانيا تتوقع تكثيف التعاون مع المغرب

أفريقيا برس – المغرب. بعدما فنّد، بشكل قاطع، مزاعم “قيام المغرب بالتجسس” على جارته الشمالية، مؤكدا بذلك مكانة شريك إسبانيا الموثوق في منطقة شمال إفريقيا، لفت تقرير الأجهزة الأمنية السنوي للأمن القومي الإسباني برسم سنة 2023 إلى “توقعات بأن يتكثف التعاون العسكري وتتسارع وتيرته في عام 2024” بين الرباط ومدريد.

وشدد التقرير ذاته، الذي طالعته جريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “المغرب العربي” ومنطقة شمال إفريقيا “مجال رئيسي لأمن إسبانيا والدفاع عنها”، مسجلا “عودة دينامية التعاون العسكري وتكثيفه مع المغرب خصوصا، وذلك على إثر تراجع الأنشطة الثنائية في السنوات الأخيرة بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19”.

كما ذكّر التقرير بمد إسبانيا يد المساعدة للمغرب في محنة زلزال الحوز الأليم، مبرزا أن “المديرية العامة للحماية المدنية وحالات الطوارئ” (DGPCE)، التي تعمل كنقطة اتصال وطنية للآلية الأوروبية، تمكنت خلال عام 2023 من تقديم المساعدات من قِبل إسبانيا في سبع مناسبات، خاصة فيما يتعلق بالعديد من الكوارث الطبيعية الدولية، منها زلزال الحوز، في إشارة إلى طواقم الإنقاذ والإغاثة الإسبانية التي ساعدت نظيرتها المغربية ميدانياً.

وتعد هذه المديرية أحد مكونات وزارة الداخلية الإسبانية المسؤولة عن “تعزيز وتخطيط وتنسيق مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في مجال الحماية المدنية، على الصعيدين الوطني والدولي”.

تدفقات الهجرة

أما بالنسبة لأصل الوافدين إلى إسبانيا في عام 2023، فقد رصد تقرير الأجهزة الأمنية الإسبانية أن “ضغط الهجرة وتدفقاتها كان متأتيًا بشكل رئيسي من دول المغرب والسنغال والجزائر”، بالإضافة إلى “أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى مجهولين” (ربما من مالي أو غينيا أو غامبيا، حسب ما ورد التقرير).

وإلى غاية 31 دجنبر الماضي، سجل التقرير الأمني السنوي ذاته وصول ما مجموعه 40 ألفا و403 مهاجرين غير نظاميين (بزيادة 161 في المائة) عن طريق المحيط الأطلسي. وتابع شارحا: “كان 44 في المائة من هؤلاء دون تحديد هوية الجنسية، و17 في المائة من السنغال، و14 في المائة من المغرب، و6 في المائة من مالي”.

وأكد التقرير: “يوجد مع المغرب تعاون مزدوج؛ أحدهما بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومشروع [دعم الإدارة المتكاملة للحدود والهجرة]، الذي يشارك فيه الحرس المدني، فضلا عن القيام بدوريات مشتركة للحرس المدني الإسباني وكذا الدرك الملكي بالمغرب”.

نفي قاطع لـ”مزاعم التجسس”

يشار إلى أنه في سياق حديثه عن العلاقة مع الجار الجنوبي، أكد جهاز مكافحة التجسس الإسباني بوضوح أن “المغرب لا يمارس أي تدخل في الشؤون الداخلية للجارة الشمالية”، بخلاف دول أخرى قال عنها التقرير إنها “تمارس أعمالا عدائية فوق الأراضي الإسبانية”.

كما أفرد التقرير حيّزا كبيرا للمغرب باعتباره الجار الجنوبي الذي يشترك مع إسبانيا في التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، مستحضرا مواجهتهما تصاعد “تحديات أمنية متنامية” تتمثل في الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ومواجهة شبكات الاتجار غير المشروع بالمخدرات، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتهريب المهاجرين، ومختلف أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وتقرير الأمن القومي الإسباني يتضمن سنويا مختلف التحديات الأمنية والجيو-استراتيجية التي واجهتها شبه الجزيرة الإيبيرية طيلة السنة، مع انفتاحها على رهانات وآفاق التعاون الممكنة مع جيرانها ومحطيها الإقليمي والدولي، بهدف “تحييد المخاطر” المستجَدّة والمتنامية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس