احذر.. المكالمات عبر الإنترنت قد تكون غير آمنة

1
احذر.. المكالمات عبر الإنترنت قد تكون غير آمنة
احذر.. المكالمات عبر الإنترنت قد تكون غير آمنة

أفريقيا برس – المغرب. انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات المكالمات عبر الإنترنت، وهي التي تتيح للمستخدمين إجراء مكالمات بكلفة أقل من المكالمات الهاتفية المعتادة، وتضم هذه الفئة مكالمات “واتساب” و”فيسبوك ماسنجر” وحتى “فيس تايم”، وغيرها من التطبيقات.

ويظن البعض أن هذه التطبيقات تكون مؤمنة بشكل أعلى من المكالمات الصوتية المعتادة عبر شبكة الهواتف الخلوية، ولكن الحقيقة قد تكون مختلفة عن ذلك قليلا.

فبينما تعد هذه المكالمات أعلى في الأمان من مكالمات الهواتف الخلوية، فإنها ليست منيعة ضد التجسس والمراقبة، خاصة في حالة استخدام تطبيقات غير موثوق بأمنها وخصوصيتها.

أهم الاختلافات بين مكالمات الشبكات الخلوية ومكالمات الإنترنت

توجد عدة اختلافات بين مكالمات الشبكات الخلوية ومكالمات الإنترنت، ويمكن تلخيصها جميعا في نقطة أساسية، وهو نوع الخادم الذي يتم استخدامه لنقل المكالمة وإجرائها.

فبينما تعتمد مكالمات الهواتف الخلوية على أبراج الاتصال المحلية والخوادم المتوفرة في شركات الهواتف المحمولة، فإن مكالمات الإنترنت تعتمد على الخوادم المتوفرة في الشركة المقدمة لهذه الخدمة حتى وإن لم تكن بجوارك.

ويعني هذا أن مكالمات الإنترنت التي تتم عبر “واتساب” تعتمد على خوادم “واتساب”، وكذلك الأمر مع “فيس تايم” وغيرها من التطبيقات، حتى وإن كانت هذه الخوادم غير موجودة في الدولة التي تقطن بها.

كما تختلف جودة المكالمات بين الشبكات الخلوية وتطبيقات الإنترنت اعتمادا على جودة كل اتصال منهما، وإذا كان اتصال الإنترنت أقوى من الشبكات الخلوية، فإن المكالمات التي تتم عبره ستكون أقوى وأفضل والعكس صحيح.

وتقع مهمة تشفير المكالمة وحمايتها على عاتق الخادم الذي يقوم بنقل المكالمة، سواء كان في شبكة الاتصالات الخلوية أو في تطبيقات المكالمات عبر الإنترنت.

وبفضل استخدام تطبيقات الإنترنت بشكل أساسي لخدمات التشفير ثنائي الأطراف، تصبح مكالمات الإنترنت أكثر أمنا من مكالمات الهواتف المحمولة المعتادة، وذلك لأن الشركة المسؤولة عن إجراء هذه المكالمة ونقلها لا تعرف محتويات المكالمة بفضل التشفير ثنائي الأطراف.

ولكن هل يعني هذا أن مكالمات “واتساب” لا يمكن تتبعها وأنها أكثر أمنا من مكالمات الهواتف الخلوية؟

مراقبة المكالمات عبر الإنترنت مقابل تتبعها

قبل الانتقال للحديث عن إمكانيات تتبع مكالمات الإنترنت ومدى أمنها يجب توضيح فارق بين نوعين من أنواع المراقبة، الأول هو تتبع المكالمة، والثاني مراقبة المكالمة.

فبينما يشير مفهوم مراقبة المكالمة إلى معرفة محتويات المكالمة والفرصة لامتلاك تسجيل صوتي لما يقال وكأنك جزء من المكالمة، فإن تتبع المكالمات يتيح لك معرفة موعد إجراء المكالمة ومكانها والجهة التي يتم الاتصال بها وكافة البيانات عنها دون معرفة محتويات المكالمة.

ولا يمكن عادة مراقبة مكالمات الإنترنت التي تكون مشفرة بين الطرفين، إذ إن الشركة نفسها لا تستطيع فك هذا التشفير وتحتاج إلى مفتاح التشفير السري المثبت في هاتف كل طرف من المكالمة.

ولكن تستطيع الشركات تتبع هذه المكالمات ومعرفة أوقاتها وبعض البيانات عنها دون معرفة محتواها على الإطلاق، وذلك وفق ما جاء في تقرير شركة “آيس فون” (Acephone).

ما الذي يمكن اكتشافه من تتبع مكالمات الإنترنت؟

توضح شركة الأمن السيبراني “يو سيبرز” (Ucybers) في حسابها عبر منصة “إكس” أن مكالمات الإنترنت يمكن تتبعها بشكل واضح، ومعرفة العديد من المعلومات منها دون اكتشاف تفاصيل المكالمة نفسها والتجسس عليها.

وفي البداية تستطيع الشركات والحكومات والجهات المختلفة معرفة توقيت بدء المكالمة ومدتها، فضلا عن عناوين الإنترنت التي تمت من بينها المكالمات والخوادم التي تم استخدامها وموقع كل طرف في المكالمة.

كما يمكنها الوصول إلى حجم البيانات التي تم نقلها عبر المكالمة، وهذا يوحي إن كانت المكالمة مكالمة فيديو أو مكالمة صوتية فقط أو حتى مجموعة من الصور والرسائل النصية.

وتستطيع معرفة بعض البيانات عن جهازك المستخدم لإجراء هذه المكالمة، ومن بينها رقم الهاتف ورقم التسجيل في الشبكة واسم الشبكة وموقع برنامج الاتصال الذي يتم التواصل عبره.

وعبر آليات المراقبة والمقارنة يمكن معرفة الجهة الأخرى التي تم استقبال الاتصال بها، وذلك من خلال مقارنة حجم البيانات ومدة نقلها وتوقيت نقلها بين المرسل والمستقبل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس