أفريقيا برس – المغرب. عاشت مئات العائلات نهاية أسبوع صعبة يومي 12 و13 يوليوز أثناء عبورها مضيق جبل طارق، حيث وجدت نفسها عالقة لساعات طويلة داخل السيارات وتحت شمس حارقة تجاوزت حرارتها 30 درجة مئوية، بحثا عن ظل نادر في مواقف السيارات بميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر العديد من المسافرين عن غضبهم واستيائهم. يقول أحدهم في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي “وصلنا حوالي منتصف النهار للركوب على متن باخرة كان من المفترض أن تغادر في الساعة 13:30. وبعد ساعتين، لا شيء. وبعد ساعتين إضافيتين، لا جديد. ومرة أخرى، بعد ساعتين، لا شيء”، مضيفا أن “المسافرين المحبطين توجهوا إلى الشرطة المغربية للمطالبة بتفسيرات”.
وقد مرّ هذا الأسبوع بشكل خاص بصعوبة على آلاف العابرين؛ إذ سجل ميناء الجزيرة الخضراء عبور 21 ألف مسافر يوم السبت و24 ألفا يوم الأحد نحو ميناء طنجة المتوسط، في ظروف وصفها الكثيرون بـ”المزرية”. ووفقا لما أوردته صحيفة EuropaSur، فإن بعض الرحلات الصباحية التابعة لشركة FRS/DFDS تأخرت حتى سبع ساعات، واستمر هذا الوضع إلى غاية يوم الاثنين. واعترف متحدث باسم الشركة لوسائل إعلام إسبانية بأن “العدد الكبير من المسافرين لم يكن متوقعا، وحدث خلل حقيقي في التنسيق، خصوصا مع خدمات شرطة الحدود”، مشيرا إلى نقص في عدد الموظفين المغاربة المكلّفين بمراقبة جوازات السفر.
التزام بالتذاكر لتفادي الاكتظاظ
وتؤكد السلطات المينائية وشركات النقل البحري أن من بين أسباب الاكتظاظ عدم احترام مواعيد التذاكر المحجوزة، مشددة على أن نظام العبور صارم وواضح: لا يُسمح للمسافرين بولوج الميناء إلا في التاريخ المحدد على التذكرة. وعلم يابلادي من مصادره أنه “في السابق، كان من الممكن تقديم أو تأخير موعد الرحلة حسب توفر الأماكن. اليوم، هذا لم يعد ممكنا”. وأن “الأمر ليس تقييدا، بل ضرورة لضمان انسيابية العبور”.
ولتفادي أي التباس، تبث هذه التعليمات على نطاق واسع وقبل الوصول إلى الميناء، توجد لوحة إلكترونية كبيرة مرئية من الطريق، تذكّر المسافرين بالقواعد باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية. كما أُطلقت حملات توعية موجهة للمغاربة المقيمين بالخارج، خاصة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
إزعاج يمكن تفاديه
وتعود الاضطرابات غالبا إلى مسافرين يصلون دون تذكرة أو بتذكرة ليوم آخر، علما أن كل المعلومات متوفرة على منصة Tangermed Passengers التي تحدّث يوميا، إلى جانب محطة إذاعية تبث باستمرار حالة حركة المرور داخل الميناء.
مرحلة العودة في غشت تحت المراقبة
والمرحلة الأكثر حساسية لم تبدأ بعد. إذ يُتوقع أن تشهد فترة العودة، الممتدة من 1 إلى 31 غشت، ازدحاما أكبر. ويؤكد ميناء طنجة المتوسط أن الولوج إلى الميناء خلال هذه الفترة سيكون مشروطا بشكل صارم بالتوفر على تذكرة مؤرخة في نفس اليوم، دون أي استثناء. وقالت الوكالة المشرفة “إنه إجراء منطقي، وليس عقابيا. يهدف إلى تفادي الاختناقات وضمان ظروف عبور كريمة”.
? من 1 إلى 31 أغسطس، الوصول إلى ميناء طنجة المتوسط محجوز للركاب الذين لديهم تذكرة لنفس اليوم. الهدف: تنظيم حركة المرور وتأمين عودة المغاربة المقيمين بالخارج??⛴#TangerMed #MRE #Marhaba2025 #Maroc pic.twitter.com/cuwWU8E9Io
— Yabiladi.com (@yabiladi_fr) July 7, 2025
من جهتها، ذكّرت السلطة المينائية الإسبانية ببعض القواعد المعمول بها، من بينها أنه يُسمح للمركبات في ميناء الجزيرة الخضراء بالوصول بحد أقصى قبل ست ساعات من موعد مغادرتها. وتم تفعيل منطقة الوقوف Llano Amarillo لتسهيل حركة الدخول إلى الميناء. ومع ذلك، ورغم هذه الإجراءات، ما تزال التأخيرات تتراكم.
وفي تصريح لصحيفة Europa Sur يوم الاثنين، عبّر أحد مسؤولي السلطة المينائية الإسبانية عن قلقه، قائلا “الأرقام المسجلة تفوق تلك المسجلة خلال عام 2024، كما أن وتيرة رحلات السفن تراجعت. الضغط كبير بالفعل”. وأشار إلى أن ما يفوق 590 ألف مسافر و146 ألف مركبة عبروا خلال شهر واحد، مسجّلين زيادة بنسبة 8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
