اكتشاف مستحاث سحلية بأسنان غريبة في المغرب

20
اكتشاف مستحاث سحلية بأسنان غريبة في المغرب
اكتشاف مستحاث سحلية بأسنان غريبة في المغرب

مصطفى واعراب

أفريقيا برس – المغرب. اكتشف فريق من الباحثين البريطانيين نوعا جديدا من ديناصور الموزاصورس، وهو سحلية بحرية من عصر الديناصورات Stelladens mysteriosus. وبحسب ما أعلنت جامعة باث (جنوب غرب إنجلترا) أخيرا، فإن هذا الاكتشاف يهم نوعا جديدا من ديناصور الموزاصورس، وهي سحلية بحرية تنتمي إلى عصر الديناصورات، بأسنان غريبة ومخططة، تختلف عن أية زواحف أخرى معروفة حتى الآن.

مخلوقات تثير دهشة العلماء

وقد عاش هذا النوع فوق الأرض خلال أواخر العصر الطباشيري في المغرب، بحيث كان حجمه ضعف حجم الدلفين. وكان لديه ترتيب فريد من الأسنان، مع نتوءات على شكل شفرات على طول الأسنان، مرتبة على شكل نجمة، بحيث تشبه مفك البراغي الصليبي، وفقا لتقارير نشرتها مؤخرا مجلة “ساينس دايلي” العلمية المتخصصة.

ووفقا للدكتور نيك لونجريتش، عالم الحفريات في مركز ميلنر للتطور الطبيعي بجامعة باث، الذي قاد الدراسة، فإن «هذه مفاجأة. لا يبدو مثل أي موزاصورس أو زواحف أو حتى أي فقاريات أخرى سبق أن رأيناها من قبل». بينما قالت الدكتورة ناتالي بارديت، أخصائية الزواحف البحرية في متحف التاريخ الوطني الطبيعي في باريس: «لقد كنت أعمل على ديناصور الموزاصورس المغربي لأكثر من عشرين عاما، ولم يسبق لي أن رأيت شيئا كهذا من قبل». قالت الدكتورة ناتالي بارديت، أخصائية الزواحف البحرية في متحف التاريخ الوطني الطبيعي في باريس، معلقة: «لقد شعرت بالحيرة والدهشة».

وبحسب نور الدين جليل، الأستاذ بالمعهد الوطني للتاريخ الطبيعي والباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش، فإن «الحياة البرية تركت لنا عددا لا يصدق من المفاجآت: ديناصور الموزاصورس بأسنان مرتبة مثل المنشار، وسلحفاة بخطم يشبه أنبوب الغطس، والعديد من الفقاريات بأشكال وأحجام مختلفة، والآن ديناصور الموزاصورس بأسنان على شكل نجمة. إن المواقع المغربية تقدم صورة لا مثيل لها عن التنوع البيولوجي المذهل، الذي كان سائدا قبل الأزمة الكبرى في أواخر العصر الطباشيري».

وبرأي الخبراء، يشير هذا الاكتشاف، جنبًا إلى جنب مع الاكتشافات الأخرى الحديثة بالقارة الأفريقية، إلى أن ديناصور الموزاصورس والزواحف البحرية الأخرى قد تطورت بسرعة إلى حدود 66 مليون سنة مضت، عندما انقرضت نتيجة اصطدام كويكب. وهو ما أدى كذلك إلى اختفاء الديناصورات وحوالي 90% من جميع الأنواع الأخرى على الأرض.

ويرى محمد بوتكيوط أستاذ علم المستحاثات والجيولوجيا، من جانبه أن: «المغرب يعتبر جد مميز من ناحية طبيعته الجيولوجية، لوقوعه عند حافة جيولوجية قامت بحفظ جميع الطبقات الأرضية، منذ ما يزيد على ثلاثة مليارات سنة وحتى اليوم». والواقع أن الاكتشاف الأثري لعلماء جامعة باث الإنجليزية الأخير لن يكون الآخر، حيث توالت في السنين الأخيرة الاكتشافات بالمغرب بما سمح بإعادة كتابة تاريخ الأرض والإنسان.

اكتشافات تعيد كتابة تاريخ الأرض

وحتى نقصر حديثنا على العام الجاري، نُذَكِّر بأنه تم اكتشاف مستحاثة لسمك الحفش عمرها 66 مليون عام الشهر الماضي بالمغرب، تعتبر الأولى التي يتم العثور عليها بأفريقيا. وقد اكتشفها البروفيسور ديفيد مارتيل من جامعة بورتسموث في إنجلترا، بالتعاون مع باحثين مغاربة، في موقع حفريات يقع بين مدينتي خريبكة ووادي زم (وسط المغرب). وكشف مارتيل في تصريحات أن الاكتشاف أوضح أن هذا النوع من السمك، الذي كان يقتصر حتى الآن على المياه الباردة لنصف الكرة الشمالي من العالم، كان موجودا كذلك في شمال أفريقيا في نفس الفترة. أي في الوقت الذي عاشت فيه الديناصورات منذ أكثر من 200 مليون سنة. ويمكن أن يصل طوله إلى 7 أمتار ويزن 1,5 طن، على الرغم من أن هذه الأحجام نادرة للغاية اليوم “.

وخلال شهر فبراير/شباط الماضي، أعلنت مجموعة من الباحثين الدوليين في مقال نُشر بـ “المجلة الأفريقية لعلوم الأرض”، عن اكتشافهم لما اعتبروه “جد التماسيح المغربية” بالمغرب، شبيه باكتشاف سابق بالمملكة المتحدة. ثالاتوصوري جوراسي يبلغ طوله حوالي 2 متر مع أطراف قصيرة وذيل طويل وقوي. فهو سلف شبح للحيوانات المفترسة البحرية القديمة التي يشبه خطمها الطويل والرقيق خطم التماسيح الحديثة، مع تضخم عضلات الفك التي ربما سمحت له بالاستيلاء على الأسماك أو الأخطبوط أو الحبار بسرعة وقوة.

بمقارنة مورفولوجيا المستحاثة المكتشفة بالمغرب مع تلك الخاصة بالتمساحيات القديمة الأخرى والثالاتوصورات thalattosauriens، يقدر علماء الآثار أن أسلاف الثالاتوصورات ظهرت منذ حوالي 200 مليون سنة، أي قرب نهاية العصر الترياسي(بدأ العصر الترياسي قبل 252 مليون سنة وانتهى قبل 201 مليون سنة). ويوضح عالم الحفريات الفقارية إريك ويلبرغ من جامعة ستوني بروك في نيويورك قائلا: «تشير تحليلاتنا إلى أن الثالاتوصوريات ربما ظهرت لأول مرة في العصر الترياسي ونجت من الانقراض الهائل [الذي قضى على الديناصورات وأغلب الكائنات الحية على الأرض] في أواخر العصر الترياسي» “. وهي المعلومات التي أكدتها الأبحاث حول أحفورة الثالاتوصوريات التي تم اكتشافها مؤخرا في المغرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس