أفريقيا برس – المغرب. بات في حكم المؤكد أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، لن تنقل مقر قيادة مقر قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) من قاعدة شتوتغارت بألمانيا حيث يتمركز منذ العام 2007 إلى مدينة القنيطرة بالمغرب.. على الأقل ليس في الأمد المنظور، كما سبق أن طلبت ذلك قيادات كبيرة في الجيش الأمريكي. فعلى الرغم من تعاظم مكانة المغرب لدى الجانب الأمريكي، باعتباره “شريكا مثاليا” كما وصفه الجنرال مايكل لانغلي قائد الأفريكوم، إلا أن اعتبارات وإكراهات كثيرة تفرض على البنتاغون تأجيل فكرة التنقيل، ولو إلى حين…
وجاء اختيار المغرب، في نقاش القيادات العسكرية الأمريكية، انطلاقا من عدة عوامل أهمها موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين أوروبا وإفريقيا، مما يمنح القوات الأميركية قدرة لوجستية أفضل للتحرك والانتشار في مناطق مختلفة من القارة. علاوة على ذلك، فإن الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به المغرب يجعله قاعدة آمنة ومثالية لتوجيه العمليات الأميركية في أفريقيا، وخاصة في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في العديد من المناطق الأفريقية. كما تشكل العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تشمل التعاون العسكري طويل الأمد، عنصرا أساسيا في هذا القرار، حيث يستضيف المغرب بانتظام منذ 21 سنة تدريبات عسكرية مشتركة، مثل “الأسد الأفريقي”. وهي واحدة من أكبر التدريبات العسكرية التدريبية في القارة.
نقل مقر الـ “أفريكوم”
وكانت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، وهي من أكثر وسائل الإعلام ارتباطا بالمخابرات العسكرية في إسبانيا، كشفت الأسبوع الماضي بأن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) تدرس نقل مقرها من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى مدينة القنيطرة المغربية. ويمثل هذا القرار، الذي لم يتم الإعلان عنه رسميا بعد، تحولا استراتيجيا في الوجود العسكري الأميركي في القارة الأفريقية، ويعكس أهمية المغرب المتزايدة كشريك رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
فقد كشف الجنرال مايكل لانجلي، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي بعنوان “الوضع العسكري الأمريكي وتحديات الأمن القومي في الشرق الأوسط وأفريقيا”، قبل أسبوع، بأن الجيش الأمريكي يفكر في نقل مقر قيادته في أفريقيا (أفريكوم) من توغو إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا. وفي كلمة ألقاها خلال جلسة نقاش حول “التحديات الأمنية الوطنية في الشرق الأوسط وأفريقيا” في الكونغرس الأميركي، أضاف الجنرال لانغلي بأن الجيش الأميركي يدرس كذلك نقل مقر القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، من شتوتغارت في ألمانيا إلى مدينة القنيطرة [غرب المغرب]، واصفا المملكة بأنها “الشريك الأكثر موثوقية في القارة الأفريقية”. وشدد الجنرال لانجلي على كون هذا النقل من شأنه تسهيل العمليات، وإدارة الموارد المخصصة لأفريكوم؛ مؤكدا على الدور الهام للمغرب في الأمن القاري، وخاصة في الحفاظ على السلم والاستقرار في منطقة الساحل، والأمن الدولي مع دعم سياسات مكافحة الإرهاب.
وخلال الجلسة، التي استمرت لأكثر من ساعتين وضمت أيضا مسؤولين دفاعيين أمريكيين كبارا آخرين، مثل الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية، وكاثرين تومسون وكيلة وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية، نوه العديد من الأعضاء بـ “العلاقات الجيدة بين إدارة دونالد ترامب والنظام المغربي”.
ومع ذلك، فإن اقتراح نقل قيادة الـ “أفريكوم” إلى المغرب ليس جديدا داخل اللجنة إياها. فمنذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي، طلب الجنرال “لانغلي” مرارا وتكرارا نقل مقر القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) لـ “شكر السلطات المغربية على عملها الجيد”. و خلال فترة ولايته الأولى، سبق وأن أشار في عدة مناسبات إلى ضرورة مناقشة تغيير مقر القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا من أوروبا إلى القارة السمراء. وفي شهر فبراير الماضي، كانت القاعدة البحرية الأمريكية في روتا بجنوب إسبانيا، تعتبر أيضا واحدة من الوجهات المحتملة لقيادة أفريكوم، بحسب الإعلام الإسباني. وفي مناسبات أخرى، كان من المقرر أيضا أن يتم النظر في إمكانية نقلها إلى تونس، وفقا لذات المصادر.
ورغم أن الأمر لا يزال واردا في الوقت الراهن، فإن تأكيد نقل المقر إلى القنيطرة من شأنه أن يعزز رهان الإدارة الأميركية على المغرب، باعتباره الشريك الأكثر موثوقية لإحلال السلام في منطقة الساحل، وفقا للمسؤولين العسكريين الأمريكيين. وهي المنطقة التي شهدت، خلال السنوات الخمس الماضية، هجوما إرهابيا خطيرا واحدا من كل ثلاثة شهدها العالم.
مقر الـ “أفريكوم” خارج أفريقيا
في غمرة النقاش الدائر حول القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، يطرح السؤال المنطقي نفسه: ما دامت هذه القوات موجهة للعمل على الأرض الأفريقية، لماذا يوجد مقر قيادتها في قارة أخرى؟
للتذكير، فقد سبق أن أثار ظهور الـ “أفريكوم” قبل 18 سنة، موجة واسعة من ردود الفعل الرافضة لها في أفريقيا، بدءا بمعارضة شديدة ضد أي وجود عسكري أمريكي إضافي في القارة، خاصةً عندما باشرت وزارة الدفاع عملية البحث عن مقر لـ “أفريكوم”، وهو الأمر الذي أتاح للسياسيين الأفارقة فرصة تسجيل نقاط ضد الولايات المتحدة. وذلك من خلال التعبير علنا عن معارضتهم، ليس على إقامة مَقرّ للقيادة العسكرية الجديدة في القارة وحسب، بل وعلى التواجد العسكري الأمريكي المكثف في حدِّ ذاته. وكانت دولة جنوب أفريقيا في مقدمة المعارضين، حينما عارضت، منذ أواخر أغسطس 2007، قيام قيادة عسكرية أمريكية في القارة، معتبرة أن هذا القرار يتبناه الاتحاد الإفريقي. وقبل ذلك، لكن في السياق نفسه، نفَى وزير الخارجية المغربي في منتصف شهر يونيو 2007 الأنباء التي زعمت بأن بلاده قد عرضت استضافة القيادة الأمريكية الجديدة. كما أعربت بقية دول المغرب العربي بوضوح عن عدم رغبتها في استضافة مقر للقيادة الجديدة في بلدانها.
بَيْدَ أنَّه رغم ردود الفعل الإفريقية السلبية، والتي شكَّلت الأغلبية الساحقة، فقد كانت هناك بعض الحكومات الأفريقية التي رحبت علنا بأفريكوم، ودافعت عن مصلحتها في استضافة مقر القيادة الأمريكية الجديدة. ومن بينها: السنغال، ومالي، وغانا، وناميبيا، وساوتومي وبرنسيب، وغينيا الاستوائية، وكينيا، وجيبوتي، وبوتسوانا، وليبيريا. وهذه كانت الأكثر دعما ورغبة في استضافة مقر أفريكوم على أراضيها، في محاولة لاستعادة علاقات خاصة مع الولايات المتحدة. بيد أن المقررين في البنتاغون لم يستحسنوا ليبيريا كموقع استراتيجي لقيادة أفريقيا. وبعد مشاورات واسعة النطاق، قرَّرت واشنطن أن يكون مقر أفريكوم في مدينة “شتوتغارت” الألمانية، حيث يتواجد مقر القيادة الأمريكية لأوروبا “أوكوم”.
وتوسع الجدل كثيرا داخل الولايات المتحدة،
إلى درجة أن الجمهوريين والديمقراطيين اعتبروا أنه إذا لم يتم إنشاء القاعدة في أفريقيا، فسوف يتعين على القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا ونظيرتها الأوروبية(القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا) تقاسم ميزانيتهما ومرافقهما. لكن الرئيس بوش الابن كان مصرا على أن يقام مقر الأفريكوم بالقارة السمراء، كجزء من خطته لإنشاء ليس قاعدة عسكرية واحدة، بل عدة قواعد في مختلف أنحاء القارة السمراء. لكن التنوع الكبير في بلدانها وحجم القارة الكبير أثار شكوكا جدية حول موقعها. وكان مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر أثناء قيامهم بمهمة مكافحة للإرهاب، هو الذي رجح كفة الميزان لصالح إقامة مقر القيادة الأميركية خارج أفريقيا. وبعد مناقشات طويلة في البرلمان، قررت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي اختيار مدينة شتوتغارت الألمانية كوجهة نهائية لإنشاء القاعدة.
لن يتم نقل المقر حاليا..
سبق للأمريكيين أن أقاموا خمس قواعد عسكرية بالمغرب سنة 1950، باتفاق مع سلطات الاستعمار الفرنسي. واحتضنتها كل من بنجرير، وسيدي سليمان، والنواصر، وبنسليمان، والقنيطرة، وكانت القواعد الأمريكية في المغرب من أكبر القواعد العسكرية في العالم، وضمت بعض تلك القواعد المقنبلات العملاقة من نوع “بـ 52″ و”بـ 47” القادرة على حمل قنابل نووية، فيما كان عدد الجنود الأمريكان بهذه القواعد يتجاوز الـ 16 ألفا. لكن بعد حصول المغرب مباشرة على الاستقلال سنة 1956، سعى إلى الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل سحب قواعدها من المغرب. واتخذت المعارضة من جلاء القواعد الأمريكية عن المغرب، شعارا وهدفا لها، ولم تتأخر المفاوضات كثيرا، حيث توصل الملك محمد الخامس والرئيس الأمريكي إيزنهاور عام 1959 إلى اتفاق يقضي بإجلاء القواعد الأمريكية تدريجيا عن المغرب.
وفي وقت بدأت الولايات المتحدة تخلي قواعدها من أفريقيا كان آخرها عن النيجر، ليس واضحا تماما كيف سيستقبل المغاربة عودة قاعدة أمريكية من جديد إلى بلادهم. وفي انتظار اتضاح الرؤية، استبعد البنتاغون نقل مقر القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا من شتوتغارت إلى القنيطرة، لكون التغيير مكلفًا للغاية وليس ضروريا في الوقت الحالي. فقد أطلع الجنرال مايكل لانجلي قائد الأفريكوم، لجنة الشؤون العسكرية في مجلس النواب الأميركي على الأوضاع الأمنية في أفريقيا. واستبعد، فكرة نقل مقر القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى المغرب في الوقت الراهن، وفقا للإعلام الإسباني.
وأوضح لانغلي في معرض رده على سؤال من النائب الجمهوري أبراهام حمادة بأنه “من الناحية العملية، فإن تحليل تناسب التكلفة مع الفائدة المرجو الحصول عليها يظهر بأن الانتقال إلى المغرب لن يبرر التكلفة”، وستُشكّل تكلفة هذه الخطوة استنزافا كبيرا لميزانيتنا. وأضاف لانغلي قائلا: “بالنظر إلى التكلفة الإجمالية للعملية، لن نستفيد من نقل مقرنا الرئيسي إلى أفريقيا”. ومع ذلك، أكد قائد الأفريكوم، الذي يتولى منصبه منذ أغسطس 2022، بأن “المغرب شريك مثالي. إن ما يحققه في مجال الأمن، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، أمرٌ رائع”.
ما هي الـ “أفريكوم”؟
في 6 فبراير 2007، وفي غمرة حربه “المقدسة” على الإرهاب كما وصفها، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الابن) عن إنشاء قيادة عسكرية جديدة تخص القارة الأفريقية. وتَم إطلاق اسم “أفريكوم” رسميا في الأول من أكتوبر 2007 عليها، وكانت تُسَيَّر بداية تحت القيادة الأمريكية لأوروبا “أوكوم”، قبل أن تصبح مستقلة بذاتها ابتداء من أوّل أكتوبر 2008، باعتبارها القيادة الإقليمية السادسة للبنتاغون، المسؤولة عن القارة الأفريقية بكاملها، بما في ذلك المناطق البحرية التابعة لها في المحيطين الأطلسي والهندي، باستثناء مصر التي لا تزال تحت مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”.
ويشير بعض المسؤولين في وزارة الدفاع إلى أن “أفريكوم” هي قيادة قتالية تتولى جميع الأدوار والمسؤوليات التي تقع على أيِّ قيادة حربية تقليدية، بما في ذلك القدرة على قيادة العمليات العسكرية. لكن هذه القيادة تعمل كذلك وفق منطق “القوة الناعمة” الرامية إلى بناء بيئة أمنية مستقرة، وذلك من خلال إشراك عناصر مدنية في قيادة أفريقيا، وهو ما يعتبر تطورا في استراتيجية البنتاغون المُسَطَّرَة في الوثائق الحكومة الأمريكية. وهو ما أوضحه مسؤول سامي سابق في وزارة الدفاع، بقوله: “نحن نريد المساعدة في تطوير بيئة إفريقية مستقرة، يمكن من خلالها بناء مجتمع مدني، وتحسين نوعية حياة المواطنين”. وضمن هذا المسعى أيضا، نلاحظ أنشطة مدنية موازية للمناورات العسكرية السنوية “الأسد الأفريقي”، حيث تقوم طواقم طبية واجتماعية تابعة للجيش الأمريكي بنشاطات لفائدة سكان القرى التي تجري بالقرب منها المناورات.
رسميا، أعلن البيت الأبيض أن أولويات أفريكوم تتمثل في “الجَمْع بين جميع البرامج الأمنية في القارة، التي تهدف إلى مكافحة الإرهاب، والاتجار في المخدرات، وحلّ النزاعات، والحدّ من الفقر. وكذا العمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي على نطاق أوسع في القارة، من خلال تنمية البُعْد التنموي الذي حاولت واشنطن إضفاءه على قيادة “أفريكوم”، من خلال تضمينها عناصر مدنية في خطوةٍ غير معهودة في القيادات العسكرية الأخرى. ويتبين ذلك في إشراك وزارات كل من الخارجية والزراعة والتجارة والصحة، ووكالات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID في قيادتها.
لكن في الواقع، وباعتراف مسؤولين عسكريين أمريكيين أنفسهم، كان تخصيص قوات عسكرية لأفريقيا عام 2007 تجسيدا لاندفاع واشنطن الاستراتيجي نحو غرب أفريقيا الغنية بالنفط. فمصلحة واشنطن في تأمين الوصول إلى نفط المنطقة هو الذي برر وجودها الاستراتيجي المعزَّز عسكريا من خلال قوات الأفريكوم؛ بحيث أصبح الموقف العسكري الأمريكي منسَّقا ─ للمرة الأولى─ تجاه المنطقة ضمن هيكلٍ قيادي موحَّد. فقد أدلى القائد العام للقوات المسلّحة لقيادة أوروبا آنذاك جيمس جونز، في تعليقه على الأساس المنطقي لزيادة الوجود العسكري الأمريكي، بأنَّ الإمكانيات الواسعة لأفريقيا تجعل من استقرارها ضرورة استراتيجية عالمية. وللتأكيد على أهمية النفط الأفريقي، نُقل عن أنتوني هولمز نائب قائد العمليات المدنية- العسكرية في الأفريكوم قوله في يناير 2011، أن كل ما تصبو إليه الولايات المتحدة هو التأكد من أن نظام الطاقة يعمل دون انقطاع. وهي قضية مهمة جدًّا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وضرورية للغاية لمصلحتها الأمنية. كما كشف نائب الأميرال روبرت مولر في مؤتمر الأفريكوم الذي عقد في يوم 18 فبراير 2008، بأن “حماية التدفق الحُرّ للموارد الطبيعية من أفريقيا إلى السوق العالمية هي أحد المبادئ التوجيهية الأساسية للقيادة الجديدة [يقصد أفريكوم]”. وذكر على وجه التحديد كلا من انقطاع إمدادات النفط، والإرهاب، والنفوذ المتزايد للصين، كتحديات كبرى لمصالح الولايات المتحدة في أفريقيا.
ومنذ ذلك الحين، طُلِبَ من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين تجنُّب الحديث بصراحة حول هذا الموضوع، لتصبح تعليقاتهم أكثر تماهيا مع السياسة الرسمية الأمريكية حول الأفريكوم.
مصادر:
— https://www.larazon.es/internacional/esatados-unidos-descarta-trasladar-sede-africom-stuttgart-marruecos_20250612684ab106687ba4564a961f0c.html
— خيري عبد الرزاق جاسم، “قيادة عسكرية أمريكية جديدة لأفريقيا: فرصة أمريكية ومحنة إفريقية، المجلة العربية للعلوم السياسية، العدد 21، (فبراير 2009م)، ص97.
— Raffenne François et Samaan Jean-Loup, ‘‘Le Débat Stratégique Américain: Lignes de Partage 2006-2007’’, In. Politique étrangère, N°4
— Yves Boyer, ‘‘Le Regain d’Intérêt Américain pour l’Afrique: Quelles Conséquences Militaires et Stratégiques?’’, Fondation pour la Recherche Stratégique, 8 Décembre 2006, p.7.
— Carmel Davis, ‘‘AFRICOM’s Relationship to Oil, Terrorism and China’’, In. Orbis Foreign Policy Research Institute
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس