أفريقيا برس – المغرب. أعلنت السلطات الجزائرية توقيف عناصر شبكة دولية مختصة في تهريب المهاجرين نحو الشواطئ الإسبانية. عناصرها تتشكل أساسا من مواطنين يحملون الجنسية المغربية، وذلك في ثاني عملية من هذا النوع في المنطقة الشمالية الغربية للجزائر.
وأوردت مصالح الدرك الجزائرية ناحية وهران غرب البلاد في بيان لها أنها تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية دولية مختصة في تنظيم وتدبير رحلات الإبحار السري انطلاقا من دولة المغرب نحو إسبانيا مرورا بالجزائر. وذكرت أن هذه العملية جاءت بعد تكثيف التحريات، بعد الحصول على معلومات تفيد بوجود جماعة إجرامية بصدد التحضير لمغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية عبر البحر.
وأبرزت أنه بفضل التنسيق المحكم بين وحدات المجموعة، تم وضع حد لنشاط إجرامي دولي يعتمد على نقل المهاجرين غير الشرعيين. وقد مكنت العملية، وفق المصدر نفسه، من توقيف 32 شخصا، 28 منهم من جنسية مغربية و4 جزائريين، وحجز قارب مزود بمحرك و4 سيارات سياحية ومبلغ مالي من العملة الوطنية يقدّر بـ 520 مليون سنتيم، ومبالغ مالية من العملة الأجنبية قدرت بـ 1640 يورو و510 دراهم مغربية و 75 ليرة تركية وجوازات سفر وهواتف نقالة.
وأثبتت التحريات التي قام بها الدرك الجزائري أن هذه الشبكات الإجرامية تقوم بتنظيم عمليات الهجرة من خارج التراب الوطني، وذلك بتهريب وإدخال الأشخاص محل الهجرة إلى الجزائر وتجميعهم في أماكن خاصة إلى حين الإعداد والتدبير والتحضير لتهريبهم عبر البحر.
وينتظر أن يواجه الموقوفون تهما ثقيلة تصل عقوبتها إلى 20 سنة سجنا نافذا، بينها جناية التهريب الدولي للبشر وجناية تبييض الأموال.
وفي عملية شبيهة منتصف حزيران/يونيو الماضي، أعلنت مصالح الدرك في وهران الإطاحة بجماعة إجرامية دولية منظمة متكونة من 7 أشخاص مختصة في تنظيم رحلات الهجرة السرية عبر البحر. وجاءت هذه العملية إثر توقيف شخص تبين أنه من دولة أجنبية دخل إلى التراب الوطني من أجل التحضير لعملية للهجرة السرية عبر البحر رفقة أشخاص آخرين أجانب من بينهم من يقيم بطريقة غير قانونية بالتراب الوطني، يرجح أنهم من جنسية مغربية.
وفي الفترة، لوحظ تحول المنطقة الغربية في الجزائر القريبة نسبيا من إسبانيا إلى مركز عبور حتى لأفراد يحملون الجنسية المغربية. وفي كانون الثاني/يناير، كشفت النيابة الجزائرية في مدينة تنس في الشنال الغربي، عن حبس 12 مغربيا واثنين من دولة بنغلادش، على ذمة التحقيق مع وضع آخرين تحت الرقابة القضائية، بعد أن حاولوا الهجرة نحو أوروبا بمساعدة شبكة مكونة من جزائريين. وأظهرت التحريات الأمنية حينها أن المدبرين الرئيسيين لهذه العملية، هما من جنسية جزائرية، يعملان بالتنسيق مع شبكات أخرى مهمتها تهريب البشر عن طريق الحدود البرية في الجنوب وإيصالهم إلى الولايات الساحلية قصد تهريبهم عبر البحر باتجاه إسبانيا.
وقبل ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر، ألقت مصالح الشرطة بوهران، القبض على عناصر جماعة إجرامية متكونة من سبعة أشخاص من بينهم أربعة رعايا أجانب يمتهنون تنظيم رحلات للهجرة السرية، مع حجز قارب ومحرك وسترتين للنجدة ومركبة كانت تستخدم في عملية المراقبة وتأمين الطريق ومبلغ مالي.
ويعد الطريق الجزائري نحو إسبانيا من أخطر المسالك البحرية التي يتخذها المهاجرون السريون، فقد كشفت منظمة كاميناندو فرونتيراس الإسبانية عن وفاة وفقدان ما لا يقل عن 464 شخصا عام 2022 في أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا انطلاقا من الشواطئ الجزائرية، وهو الثاني من حيث عدد الضحايا بعد الطريق الآخر نحو جزر الكناري في المحيط الأطلسي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس