انعكست احتجاجات التلاميذ في شوارع المغرب ضد استمرار التوقيت الصيفي، على النقاش في مواقع التواصل الاجتماعي. فانقسم المعلقون حول عقلانية خروج التلاميذ للاحتجاج في الشارع من عدمه، وبين مشجع للخطوة ومحذّر منها.
تسبب اعلان الحكومة استمرار التوقيت الصيفي قبل أيام قليلة من العودة إلى التوقيت الشتوي في ضجة كبيرة وسط فوضى في أكثر من قطاع، على رأسها قطاع التعليم الذي صار التلاميذ والأساتذة فيه مهددين أمنياً بسبب الخروج في ساعات الصباح والظلام لا يزال يخيم في الشتاء.
إثر ذلك، انطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة احتجاجاً ضد التوقيت الشتوي، وقاطع الآلاف من التلاميذ الدراسة، وقادوا تظاهرات واحتجاجات أمام مؤسساتهم التعليمية وفي شوارع مدن المملكة.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي التي أشعلت هذه الاحتجاجات، ساحة جدل متواصل بين مؤيدين ومعارضين لخروج التلاميذ إلى الشوارع.
ووصفت صفحة “إكسبانكس آرمي” المحتجين، بأنهم جيل “حار” : “ولاد 2000 الذين كنا نضحك عليهم صاروا رجالاً وتكلموا عن حقهم، هذا الجيل حار”.
في المقابل، علّق علي مازيغ رافضاً الاحتجاج ومدافعاً عن التوقيت الصيفي: “الحق يقال المغاربة كسالى. أذكر كنت أخرج في الظلام وأعود في الظلام أيام الابتدائي. قرأت في الكُتّاب وأكيد هذا أثر عليّ سلباً، لكن حالة الاستيقاظ باكراً تستمر شهرين فقط، العالم كله يستيقظ باكراً، الأكيد أن المغرب يجب أن يصبح متزامناً مع أوروبا”.
وكتب الصحافي والإذاعي رضوان الرمضاني محذراً: “إنكم تبحثون عن إشعال النار”.
وذكّر عزيزة إدامين باحتجاجات التلاميذ المغاربة عبر تاريخه: “أتابع احتجاجات التلاميذ على الساعة الملعونة، ونفسي تستحضر احتجاجات التلاميذ في 23 مارس 1965، على قرار وزير التربية الوطنية آنذاك بخصوص سن الولوج لامتحان البكالوريا، وأستحضر مساهمة التلاميذ في احتجاجات 1981، وأيضاً انخراط المدارس في رفضها للغزو العراقي إبان حرب الخليج الثانية، كلها تؤكد أن احتجاجات التلاميذ في المغرب ليست سلوكاً نشازاً بل جزء من التاريخ السياسي المغربي وجزء من تاريخ الحركات الاحتجاجية المغربية”.
وخلُصت الصحافية ماجدة آيت الكتاوي إلى أنه: “من صغار التلاميذ إلى كبار المتقاعدين… الغضب يأكل قلوب جميع الفئات والطبقات. حذار!”.