فتح رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران النار على الإمارات العربية وركز على بعض الشخصيات المثيرة للجدل مثل الفلسطيني دحلان والمسؤول الأمني خلفان، وذلك بسبب محاولات هذا البلد الخليجي التدخل في الشأن السياسي المغربي عبر قنوات متعددة.
وتفيد الصحافة المغربية يوم الثلاثاء بإلقاء ابن كيران هذه التصريحات في اجتماع مع شبيبة حزب العدالة والتنمية، حيث خصص نقدا مباشرا إلى شخصيات مثل دحلان الفلسطيني وخلفان الإماراتي، وهما من الشخصيات المثيرة للجدل. لكن يعتبران من القنوات أو الواجهة فقط التي تصرف الإمارات العربية سياستها الخارجية تجاه العالم العربي وخاصة بعد الانتفاضات المطالبة بالديمقراطية.
وعمليا، حاولت الإمارات العربية وضمن الدور التي منحته لنفسها بمواجهة الربيع العربي التدخل في شؤون مختلف الدول العربية الذي حاولت التعاطي السياسي البعيد عن العنف المطلق مع هذه الأحداث، ومحاولة خلق فوضى في دول أخرى.
ساهمت الإمارات في التغيير الذي وقع في مصر من خلال الانقلاب العسكري، كما مولت جزء من المواجهات المسلحة الدائرة على السلطة في ليبيا، وحاولت التدخل بقوة في تونس.
وفي هذا الاطار لم ينج المغرب من محاولات التدخل الإماراتي وإن كانت صامتة في معظم الأحيان، وذلك لجعل الدولة المغربية تقيل حكومة الائتلاف التي تزعمها عبد الإله ابن كيران. وكان الضغط عبر التماطل في تقديم المساعدات التي تعهدت بها بعد الربيع العربي، ثم تجميد الاستثمارات في المغرب، وتوظيف إعلامها للهجوم على حكومة ابن كيران. وكان خلفان رأس الحربة خاصة خلال جانفي 2015 عندما كتب مهنئا المغاربة بنهاية “الحكومة الإخوانية”، وكان رد ابن كيران بأنه لا يرغب في الرد على خلفان احتراما للعلاقات مع الإمارات، وكان خلفان مجرد ساعي بريد لإيصال الرسائل السياسية، حسب تعبيره.
ويضاف إلى كل هذا هو محاولة التحكم في المشهد الثقافي والإعلامي المغربي من خلال دفع منابر وصحفيين لتمجيد الإمارات بشكل مثير واستضافة ومنح جوائز لكتاب مغاربة وصحفيين (مع بعض الاستثناءات) بغية شراء صمتهم، وكم من كاتب في المغرب كان ثوريا وتحول لاحقا بعد زيارة الإمارات الى معارض للربيع العربي.