المغرب: هل يكون حراك “الساعة” فأل خير؟

21

بعد حراك الربيع المغربي الذي دام شهورا طويلة من سنة 2011 وحراك الريف الذي دام تقريبا نفس المدة والذي لم ينته بعد الوعود والتغييرات الدستورية كما حدث سنة 2011، ولكن باعتقال ومحاكمة الجزء الأكبر من النشطاء القائدين له، جاء حراك جرادة، وقبله حراك العطش بزاكورة وحملة مقاطعة المستهلكين لثلاثة منتجات لشركات يستفيد بعضها من اقتصاد الريع ومن فوائد القرب من السلطة وبعد حركات أخرى اقل زخما ببني ملال وأوطاط الحاج وغيرها، أبتهجت شوارع المغرب في الآونة الأخيرة وبكل مدنه، كبيرة وصغيرة، بحراك قادتُه من الأطفال واليافعين. ملأ هذا الحراك الذي نال على العموم إعجاب وتعاطف الساكنة، الساحات والمحاج بشكل مباغت. لم يتوقعه أحد. لم ينظمه أو يحضر له أحد. برهن الحراك على أن شبيبات الأحزاب في واد والشباب في واد آخر وأن تأطيرها ضعيف أكان تنظيميا أو خطابيا. فشعارات حراك الأطفال، فريدة وتمتح من الثقافة الشعبية ومن أناشيد جماعات الألتراس ومن بعض ما يروج بشبكات الإعلام الاجتماعي ومنها بعض شعارات الربيع العربي. فشعار حراك الأطفال الاكثر شيوعا هو “الشعب يريد إسقاط الساعة”.

ويجدر تذكير أن سبب هذا الحراك هو القرار القاضي بالاحتفاظ بالساعة الصيفية طيلة السنة. الشيء الذي يترتب عنه عديد المساوئ منها الاستيقاظ في الظلام بل والذهاب الى المؤسسات التربوية في الضلام خلال الخريف والشتاء، مما يهدد أمن الأطفال خصوصا بالبادية وبضواحي المدن المهمشة وينقص في ساعات النوم. وحتى بعض الحلول الترقيعية التي اقترحتها الحكومة ومن ذلك أن يكون فتح المدارس في الصباح متأخرا بساعة عن فتح الإدارات والمعامل والأبناك لم تكن مرضية، بل هي قد تزيد في بعض الحالات من الأثار السلبية لتغيير التوقيت، إذ ستربك لا محالة الأجندة الأسروية اليومية التي بنيت على أساس ولوج الجميع، أو على الأقل الأغلبية، إلى مقرات العمل أو التكوين مع الثامنة صباحا.

كل هذا ان دلّ على شيء فهو يدلّ على ترسيخ ثقافة الاحتجاج والمعارضة في أعماق المجتمع المغربي إذ أصبحت تمس كل الفئات العمرية وكل المناطق والطبقات. فهل يكون هذا فأل خير للمستقبل؟