الهجرة غير النظامية: غرق شبان من الجهة الشرقية قبالة السواحل الجزائرية ومطالب للحكومة بخلق بدائل اقتصادية

20
الهجرة غير النظامية: غرق شبان من الجهة الشرقية قبالة السواحل الجزائرية ومطالب للحكومة بخلق بدائل اقتصادية
الهجرة غير النظامية: غرق شبان من الجهة الشرقية قبالة السواحل الجزائرية ومطالب للحكومة بخلق بدائل اقتصادية

افريقيا برسالمغرب. تنامت موجه الهجرة غير النظامية بالجهة لشرقية خلال الآونة الأخيرة، بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، والتي زادت جائحة كورونا من تعميقها. وخلال الأسبوع الماضي أدى حادث انقلاب قارب للهجرة غير النظامية انطلق من السواحل الجزائرية باتجاه أوروبا، إلى وفاة عدد من الشبان الذين ينحدرون من مدينة وجدة والمدن المجاورة لها.

وأمام هذا الوضع، وجه النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، عمر حجيرة، سؤالا كتابيا، إلى وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، حول ارتفاع معدلات البطالة، وتنامي الهجرة غير النظامية.

وقال حجيرة إن إقليم وجدة “يعرف ارتفاعا كبيرا في نسب البطالة، وانسداد أبواب الأمل في وجه الشباب، خصوصا مع انتشار وباء كورونا، وكل تبعاته الاقتصادية، والاجتماعية”.

وتحدث عن ظهور “موجة جديدة من الهجرة السرية، خلفت في الآونة الأخيرة عدة ضحايا في صفوف الشباب من مختلف الأعمار، بسبب صمت الحكومة، وعدم التعاطي مع مشكل بطالة الشباب بكل جدية، ومسؤولية”، في إشارة منه إلى لجوء عدد من شباب المنطقة إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا عبر قوارب الموت.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال حجيرة إن الفريق الاستقلالي “طالب منذ ثلاث سنوات من رئيس الحكومة أن يناقش معنا المشاكل الاجتماعية بالجهة الشرقية، لكن مع الأسف إلى حدود اليوم لم تتم الاستجابة”.

وطالب احجيرة بعدم التركيز على نفس المدن في خلق وحدات صناعية جديدة، والالتفات إلى الجهة الشرقية، وتابع “نحن اليوم لا نتطلع لتنمية مرتبطة بالجغرافيا أي بالحدود، اليوم همنا هو جلب استثمارات وطنية توفر مناصب الشغل وتنقص معدلات البطالة التي تجاوزت 20 في المائة”.

واعتبر أن حادث وفاة عدد من شبان المنطقة في عرض البحر الأبيض المتوسط، مؤشر لتنبيه الحكومة للتدخل “لكي لا يتسرب اليأس لشباب آخرين، خاصة وأن كورونا خلقت وضعا صعبا”. وختم كلامه قائلا “الكل ينتظر ميناء الناظور وما سيخلق من حركية في الجهة، ولكن العائلات والشباب لا يمكنهم انتظار الميناء وما سيخلقه من رواج”.

فيما قال الصديق كبوري عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالجهة الشرقية، لموقع يابلادي، إن اقتصاد المناطق الحدودية كان يعتمد على التهريب، لكن وبعد إغلاق الحدود “أصبحت إمكانية التهريب صعبة، وفقد عدد من المواطنين مصدر رزقهم”.

وقال “سبق لنا أن أثرنا المسألة خلال الصيف الماضي، في الوقت الذي كان فيه مجموعة من الشبان يتواجدون في مراكز احتجاز تابعة للهلال الأحمر الجزائري، وطالبنا وزارة الخارجية بالتدخل لتسهيل عودة هؤلاء الشباب”.

وأشار إلى أنه بعد حادث غرق مجموعة من شباب المنطقة، أطلقت دعوات عبر وسائط التواصل الاجتماعي لتنظيم وقفة في ساحة 16 غشت بوجدة، وأكد أن “هذه الوقفة كانت ناجحة، رفعت فيها مجموعة من الشعارات التي تطالب بوقف هذا النزيف وتوفير بدائل اقتصادية، وضرورة اعتماد مقاربة حقوقية واجتماعية تلبي مطالب الساكنة”.

وأكد أن “الحكومة يجب أن تستجيب للمطالب، لأن الوضع في الجهة الشرقية شبيه ببرميل بارود قابل للاشتعال في أية لحظة، يجب التفكير في حلول جدرية، المشكل يستفحل أكثر فأكثر”.