“تريسي تشارلز: كندية تستكشف المغرب بدراجتها”

1
"تريسي تشارلز: كندية تستكشف المغرب بدراجتها"

أفريقيا برس – المغرب. خلال رحلتها الفردية عبر المغرب، استوقفت المتقاعدة الكندية تريسي تشارلز لحظة عفوية مع رجل مسن من قرية على جانب الطريق. كانت تريسي تسافر برفقة كلبها رو، وتوقفت للتحدث مع الرجل الذي حاول التواصل معها بالفرنسية ومازحها قائلاً: «هل يدفع رو أجرة الرحلة؟».

رغم أن تريسي والرجل لم يفهما بعضهما بشكل كامل في تلك اللحظة، إلا أن هذا التفاعل القصير لاقى ترحيبًا واسعًا على الإنترنت. حيث تمت مشاركته على إنستغرام، واستحوذ الفيديو على قلوب العديد من المغاربة الذين ساهموا في ترجمة الحوار في التعليقات.

قالت تريسي لموقع يابيلادي: «لقد كان الأمر مضحكًا حقًا، ولم أدرك ذلك»، معترفة بأنها شعرت بالأسف لعدم فهمها له في ذلك الوقت. وأضافت: «بقينا هناك ربما عشر دقائق فقط نتحدث، دون أن نفهم تمامًا ما يقوله كل منا، لكن بطريقة ما، كنا نتواصل، وكان ذلك ممتعًا للغاية». تقول إن لحظات كهذه هي ما يميز تجربتها في المغرب. «اللطف هنا ببساطة ساحق».

امرأة، دراجة نارية وكلب

زارت تريسي العديد من الأماكن، أكثر من 20 دولة، حتى أنها فقدت حسابها. قبل ست سنوات، باعت هذه الموظفة الكندية السابقة كل شيء في منزلها، بما في ذلك منزلها وسيارتها، لتجوب العالم على دراجة نارية.

قالت: «منذ ذلك الحين، أسافر على الدراجة النارية». «كل ما أملكه هو على دراجتي النارية». قبل وصولها إلى المغرب عن طريق البحر من أوروبا، قضت تريسي سنوات في السفر عبر أمريكا الوسطى والجنوبية. وفي كولومبيا، خلال فترة جائحة كوفيد، التقت برو.

تتذكر: «كنت على الشاطئ، ووجدت هذا الكلب الصغير. ربما كان عمرها حوالي خمسة أشهر، حسب رأي الطبيب البيطري. ووجدنا بعضنا البعض، وبقيت بالقرب مني». منذ لقائهما الأول، أظهرت رو اهتمامًا بالدراجة النارية. قالت تريسي: «كانت تقفز وتجثو على الدراجة». ما بدأ كخطة مؤقتة تحول بسرعة إلى رابطة دائمة. كانت تريسي قد خططت في البداية لعلاج رو وتعقيمها ثم وضعها في عائلة. لكن الانفصال أثبت أنه مستحيل.

قالت: «وقعت في حبها». «إنها حارستي. إنها تحميني». بعد سنوات من التجوال في الأمريكتين، شحنت تريسي دراجتها النارية إلى إنجلترا لبدء فصل جديد في أوروبا. لكن السفر داخل الاتحاد الأوروبي أثبت أنه صعب. «كان مكلفًا للغاية، وشعرت بضغط كبير. لديك فقط 90 يومًا في 29 دولة»، شرحت.

المغرب: الطبيعة، اللقاءات واللطف

أعادها ذلك إلى المغرب، البلد الذي زارته لأول مرة قبل 13 عامًا. وصلت تريسي قبل حوالي شهر، وبدأت من طنجة، ثم شفشاون، ثم رحلة جبلية خلابة من طنجة إلى فاس.

ثم توجهت جنوبًا إلى الصحراء، وصولاً إلى مرزوكة، قبل أن تتوقف في «بعض المدن الصغيرة الأخرى في طريقها إلى الساحل». وهي حاليًا في الصويرة. قالت: «سأستمر في النزول على طول الساحل. إنه جميل جدًا».

بينما كانت تتأمل في التغييرات منذ زيارتها الأخيرة، لاحظت تريسي أن بعض الأشياء تبقى كما هي. «الناس لا يزالون لطفاء، ودودين وفضوليين كما كانوا قبل 13 عامًا».