حي باربيس… المنتوجات المغربية الأصلية في باريس

78

خلال تجوالك في حيّ باربيس الباريسي، الذي عرف حضوراً عربياً كبيراً خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وما زال يحافظ على هذا الحضور على الرغم من محاولات السلطات الفرنسية إحداث تغييرات فيه كما فعلت في أحياء أخرى، لا بد أن يلفتك الحضور الطاغي للذكور على حساب النساء.

الحضور الذكوري الطاغي ينسحب على الشارع، والمحال التجارية، والباعة المتجولين الذين يتنقلون بين الشوارع ومحطات المترو، لعرض بضاعتهم. حتى داخل المحال التجارية، يندر وجود باعة نساء.

لكن تبقى هناك استثناءات. إذ إن بعض النساء يتولين إعداد الفطائر التي يُقبل على شرائها المغاربة في مختلف الأوقات، وخصوصاً في شهر رمضان، وإن كنّ يعملن في أماكن غير ظاهرة في العادة. وحين تدخل متجر سوق “كازا بلانكا” تجد سعاد المغربي في الاستقبال.

المتجر الذي تعمل فيه يعرض بضائع ومنتجات مغربية، من شاي وتمر وزيت زيتون وغيرها من المنتجات الجلدية. وهي تعرف حي باربيس جيداً، فهي تعمل فيه منذ عقدين من الزمن. تبتسم حين تسأل عن طغيان العنصر الذكوري في الحي، فتشرح أن الأمر تغيّر بعض الشيء. “أستقبل الكثير من النساء يومياً، اللواتي يشترين ما يحتجنه للطهي. سابقاً، كان النساء اللواتي عرفتهن محافِظات بمعظمهن. في الوقت الحالي، أستقبل في معظم الأحيان نساء فرنسيّات من أصول عربية”.

وحريّ بالذكر أن لسعاد المغربي رأيها في كلّ ما يحدث في الحيّ، اذ تقول إنّه ثمة رغبة لإفراغه من السكان المغاربة والأفارقة، لافتة إلى أن جشع اللوبي العقاري، خصوصاً في باريس كبير. كما أن البلدية ترغب في تحويله إلى حي سياحي، من خلال دفع أصحاب المتاجر، عن طريق إغراءات مادية وضغوط، إلى الضواحي. كما تضيف مؤكدة “الكثير من هذه المتاجر كانت عبارة عن مشاريع عائلية، أي أنّ الابن يرث الأب، ثم يورث المتجر لمن يأتي بعده. لكن الجيل الجديد، خصوصاً من تخرّج من مدارس عليا أو من هو قادر على العمل في وظيفة أكثر راحة ورفاهية، ليسوا مستعدين للعمل الطويل في هذه المتاجر، ولا يريدون أن يُنظَر إليهم باعتبارهم مرتبطين بالجماعة أو الطائفة أو الجالية”.