دلتاكرون.. سلالة جديدة أم خطأ مخبري؟

37
دلتاكرون.. سلالة جديدة أم خطأ مخبري؟
دلتاكرون.. سلالة جديدة أم خطأ مخبري؟

أفريقيا برس – المغرب. تناولت عدة تقارير إعلامية ظهور سلالة جديدة من كورونا تحمل خصائص مشتركة من سلالتي دلتا وأوميكرون، أطلق عليها اسم “دلتاكرون” (Deltacron)، فما التفاصيل؟ وما مدى صدقية هذا الاكتشاف؟ إليكم الإجابات في هذا التقرير، مع معطيات جديدة حول تأثير أوميكرون على أنظمة الرعاية الصحية.

نقلت وكالة “بلومبيرغ” (Bloomberg) -السبت الماضي- عن ليونديوس كوستريكيس أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة قبرص اكتشاف “تواقيع جينية” (genetic signatures) تشبه سلالة أوميكرون داخل جينومات سلالة دلتا.

وقال كوستريكيس وفريقه إنهم وجدوا 25 حالة مماثلة، وأضاف -في حديث لشبكة سيغما التلفزيونية القبرصية يوم الجمعة الماضي- أننا “سنرى في المستقبل إذا ما كانت هذه السلالة أكثر مرضية أو معدية”، لكنه أضاف أنه يعتقد أن أوميكرون سيظل في النهاية السلالة المهيمنة.

ويعمل كوستريكيس أستاذا للعلوم البيولوجية في جامعة قبرص، ورئيس مختبر التكنولوجيا الحيوية والفيروسات الجزيئية.

ووفقا لتقرير بلومبيرغ، فيظهر التحليل الإحصائي أن التكرار النسبي للعدوى المشتركة أعلى بين المرضى بكوفيد-19 في المستشفى، مقارنة بالمرضى غير المقيمين في المستشفى. وتم إرسال تسلسل 25 حالة من حالات الدلتاكرون إلى قاعدة البيانات الدولية “جي آي إس إيه آي دي” (GISAID) التي تتعقب التغيرات في الفيروس في السابع من يناير/كانون الثاني الجاري.

وقال “سنرى في المستقبل إذا ما كانت هذه السلالة أكثر مرضية أو معدية أو إذا ما كانت ستنتصر” على دلتا وأوميكرون، لكن وجهة نظره الشخصية هي أن هذه السلالة ستحل محلها سلالة أوميكرون شديدة العدوى.

تشكيك

بالمقابل، شكك بعض الخبراء في السلالة الجديدة المزعومة، مشيرين إلى أدلة على أنها من المرجح أن تكون بسبب تلوث معملي بين دلتا وأوميكرون.

بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل جدا أن تكون هذه عدوى مشتركة بين السلالتين، وفقا للدكتور توم بيكوك عالم الفيروسات في إمبيريال كوليدج للأمراض المعدية في بريطانيا.

وغرد بيكوك السبت الماضي “يبدو أن تسلسلات دلتاكرون القبرصية التي أبلغت عنها العديد من وسائل الإعلام الكبرى ملوثة بشكل واضح”.

وأوضح بيكوك كذلك أن التلوث شائع جدا عندما يتم ترتيب المتغيرات الجديدة في المختبرات. وقال إن التلوث يمكن أن يحدث حتى مع وجود “أحجام صغيرة جدا جدا من السوائل”.

قبل تصنيف متغير جديد، يقول بيكوك إنه يجب اكتشاف السلالة المزعومة في العديد من المختبرات الأخرى أولا.

العالم كوستريكيس يؤكد أن سلالة دلتاكرون حقيقية

الأحد، دافع كوستريكيس عن نتائجه، وقال -في تقرير ثان لبلومبيرغ– إن سلالة “دلتاكرون كوفيد” (Deltacron Covid) ليست خطأ.

وأكد العالم وجود السلالة الجديدة من كوفيد-19 التي تجمع بين خصائص متغيرات دلتا وأوميكرون.

تكهن علماء آخرون بأن النتائج التي توصل إليها ليونديوس كوستريكيس هي نتيجة لتلوث المختبر. لكن كوستريكيس أخبر بلومبيرغ -في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني الأحد- أن الحالات التي حددها “تشير إلى ضغط تطوري لسلالة أسلاف لاكتساب هذه الطفرات، وليس نتيجة لحدث إعادة تركيب واحد”، أي أن التطور حقيقي، وليس خطأ.

كيف يهدد أوميكرون أنظمة الرعاية الصحية؟

تتعرض نظم الرعاية الصحية في أوروبا لضغوط مرة أخرى بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون خلال فترة العطلات، مع إصابة أعداد كبيرة من أفراد الطواقم الطبية وعزلهم، في حين يقول الخبراء إن أوروبا لم تصل بعد لذروة الانتشار، وفقا لرويترز.

وعلى الرغم من أن الدراسات الأولية أظهرت انخفاض خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو دخول المستشفيات بسبب أوميكرون بالمقارنة بالمتحور دلتا السابق عليه، فإن شبكات الرعاية الصحية في إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها وجدت نفسها في ظروف شديدة الصعوبة.

وبدأت بريطانيا يوم الجمعة الماضي نشر أفراد من الجيش لدعم المستشفيات التي تعاني من نقص العمالة ومن ضغوط شديدة بسبب حالات إصابة قياسية في البلاد.

وقال المدير الطبي لهيئة خدمات الصحة الوطنية ستيفن بويس -في بيان- “أوميكرون يعني المزيد من المرضى والقليل من أفراد الطواقم لعلاجهم”.

وفي الولايات المتحدة، تؤجل المستشفيات عمليات جراحية لإتاحة الأطباء والأسرة. وفي إسبانيا، تتعرض شبكة الرعاية الصحية لضغوط شديدة لدرجة أن السلطات سمحت في اليوم قبل الأخير من عام 2021 في إقليم أراجون الشمالي الشرقي بالاستعانة بالمتقاعدين من العاملين بالرعاية الصحية وإعادتهم إلى العمل.

ارتفاع حاد في معدلات الإصابة

ترتفع معدلات الإصابة في هولندا ارتفاعا حادا كذلك بين طواقم العاملين بالمستشفيات، خاصة بين الممرضين ومساعديهم، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” (Daily Telegraph) يوم الجمعة الماضي بعد مسح شمل 8 مستشفيات كبرى.

وفي أسوأ الحالات، جاءت نتيجة فحص واحد من كل 4 إيجابية كما هو الحال في مركز تردام الطبي الجامعي؛ حيث أظهرت الفحوص إصابة ربع العاملين بكوفيد-19 قبل عيد الميلاد بالمقارنة مع 5% قبل أسبوع.

وتدرس المستشفيات الهولندية تغيير قواعد الحجر الصحي للسماح للطواقم المصابة بدون بأعراض بالعودة إلى العمل.

وفي إيطاليا، تتفاقم مشكلة الإصابات بين أفراد الطواقم الطبية والتي بلغ عددها أكثر من 12 ألفا و800 إصابة، وفقا لبيانات جُمعت الأسبوع الماضي باستبعاد أفراد الطواقم غير المطعمين الذين يمثلون نسبة 4% من العاملين.

الذروة تلوح في الأفق

وفي أحدث محاولة لسد الفجوة في خدمات الرعاية الصحية، ألغت الهيئات الطبية الإيطالية عطلات العاملين وأحالتها إلى فترات أخرى، وألغت أو أجلت الجراحات التي لا تصنف عاجلة.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد -يوم الجمعة الماضي- إنه مع ارتفاع معدل دخول المستشفيات إلى أعلى مستوياته منذ فبراير/شباط الماضي، من المتوقع أن تعاني هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية من المزيد من الضغوط بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 بين كبار السن.

وقال جاويد -في تصريحات مذاعة- “ما زلنا نشهد زيادة في دخول المستشفيات، خاصة مع ارتفاع الإصابات بين كبار السن. وهذا أمر مثير للقلق، أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون صادقين، عندما نتطلع للهيئة، نتوقع أن يكون الأمر في غاية الصعوبة خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس