سلطان مريني يحطم رقم مولاي إسماعيل في الإنجاب

0
سلطان مريني يحطم رقم مولاي إسماعيل في الإنجاب
سلطان مريني يحطم رقم مولاي إسماعيل في الإنجاب

أفريقيا برس – المغرب. حكم السلطان مولاي إسماعيل بن الشريف المغرب بين عامي 1672 و1727، كثاني ملوك الدولة العلوية، واشتهر بلقب “أكثر الحكام إنجابًا” في تاريخ البلاد، حيث تُنسب إليه ذرية تُقدّر بـ1.171 طفلًا، أنجبهم من أربع زوجات وحريم يضم نحو 500 محظية. غير أن بعض المصادر التاريخية تلمح إلى احتمال وجود سلطان آخر قد تجاوز هذا الرقم،

بالعودة إلى عهد الدولة المرينية، التي حكمت المغرب بين منتصف القرن الثالث عشر والخامس عشر، يبرز اسم السلطان أبو الحسن (1331-1348) كأحد أبرز ملوكها. وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أن هذا السلطان قد يكون أنجب عددًا من الأبناء يفوق ما نُسب إلى السلطان مولاي إسماعيل، المشهور بإنجابه أكثر من ألف طفل

اشتهر السلطان المريني أبو الحسن، الملقب بـ”السلطان الأسود” و”الأخل”، ليس فقط بسطوته السياسية، بل أيضا بكونه مرشحا قويا للقب أكثر الحكام إنجابا في تاريخ المغرب. فبحسب ما أورده المؤرخ الأندلسي إسماعيل بن الأحمر في القرن الخامس عشر، يقال إن أبو الحسن أنجب ما لا يقل عن 1.682 طفلا، متجاوزا بذلك الرقم المنسوب للسلطان مولاي إسماعيل.

بعد فراره من الأندلس برفقة أسرته، وجد المؤرخ إسماعيل بن الأحمر ملاذا آمنا في المغرب تحت رعاية السلالة المرينية. وقد أولى اهتماما خاصا بتاريخ هذه الدولة في مؤلفه البارز “روضة النسرين في دولة بني مرين”، الذي أتمه عام 1404. ويعد هذا العمل من بين أهم المصادر التاريخية التي توثق فترة حكم المرينيين، حيث يشير فيه بن الأحمر إلى العدد الكبير لأبناء السلطان أبو الحسن، ما يعزز الروايات التي تضعه في مقدمة الحكام الأكثر إنجابًا في تاريخ المنطقة.

حكم دام 20 عاما، عمره 60 عاما، وأب لـ1,862 طفلا

يصف ابن الأحمر السلطان المريني أبو الحسن بأنه ابن لوالدة تقيّة مباركة تُدعى عنبر. ويروي أنه توفي نتيجة إصابته بالتهاب في الجنب ليلة الثلاثاء 27 ربيع الأول عام 752 هـ (مايو 1351 م) بجبل هنطاطة، عن عمر ناهز الستين عامًا، ودفن في مقبرة شالة. وقد امتدّ حكمه لعشرين عامًا وثلاثة أشهر ويومين.

ويورد ابن الأحمر، نقلًا عن المصدر الذي يصفه بـ”الأكبر الموثوق”، وهو علّال بن محمد بن الصمود الحسوري، أن للسلطان أبو الحسن 1,862 من الأبناء والبنات، بما في ذلك حالات الإجهاض. وهي أرقام يصعب التثبت منها، ولا تظهر في أي مصدر تاريخي آخر، ما يطرح تساؤلات حول مدى دقتها، وإمكانية كونها نوعًا من المبالغة أو التوظيف الأدبي لتكريم حاكم أو سلالة حظي المؤرخ برعايتها.

ويذكر ابن الأحمر أسماء عدد من أبناء السلطان، من بينهم: أبو عمر تشفين، أبو عنان فارس، أبو سالم إبراهيم، أبو فارس عبد العزيز، أبو مالك عبد الواحد، أبو عبد الرحمن يعقوب، أبو عامر عبد الله، مسعود، داود، يوسف، عبد الحق، أبو غالب محمد، أحمد، محمد المنتصر بالله، ومحمد المسعود بالله. أما البنات فيعدّد منهن: حضرية، أم العز، تامو، تعزونة، سنا، ريما، زهراء، صفية، وزروة، بالإضافة إلى أخريات لم تُذكر أسماؤهن.

وتعيد هذه الأرقام المبالغ فيها إلى الأذهان ما أُثير بشأن السلطان العلوي مولاي إسماعيل، الذي نُسب إليه إنجاب أكثر من ألف طفل خلال فترة حكمه. وهو ما دفع باحثين في عام 2014، بقيادة الأنثروبولوجية إليزابيث أوبرزاوشر، إلى إجراء محاكاة حاسوبية لفحص إمكانية تحقق ذلك بيولوجيًا، آخذين بعين الاعتبار عوامل مثل دورات الخصوبة، وصلاحية الحيوانات المنوية، وغيرها من المؤشرات. وخلصت الدراسة إلى أن السلطان، إن مارس العلاقة الجنسية بمعدل يومي يتراوح بين 0.83 و1.43 مرة، كان بإمكانه إنجاب هذا العدد، حتى مع عدد محظيات يتراوح فقط بين 65 و110، أي أقل بكثير من الـ500 جارية المذكورات تقليديًا في المصادر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس