صحافيون: ميثاق مهنة الصحافة يتعارض مع مبدأ حرية الإعلام

18

نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية لقاءا تشاورياً حول أخلاقيات مهنة الصحافة، بمشاركة عدد من الإعلاميين والإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام المحلية، وذلك في أفق الوصول إلى توافق حول ميثاق لأخلاقيات المهنة بتشارك بين الصحافيين المحترفين ونقابتهم والمجلس الوطني للصحافة حديث العهد بالتأسيس.
وجاء تنظيم هذا اللقاء في ضوء التطورات الحاصلة في المجال، خاصة بعد الانتشار الواسع للصحافة الإلكترونية، وكذا الدور الذي أصبحت تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام.
وبهذه المناسبة استحضر المشاركون الخطوات التي قطعها هذا الموضوع في المغرب منذ بداية التسعينيات، حيث شكلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية لجنة لآداب المهنة عملت على صياغة ميثاق للأخلاقيات، ونظمت حوله ندوات مختصة. ومع مطلع القرن الحادي والعشرين، أنشئت هيئة مستقلة لأخلاقيات المهنة وحرية التعبير، اعتمدت على ما تراكم من تجارب دولية في هذا المجال، كما قامت بإشراك هيئات حقوقية في صياغة مشروع ميثاق.
وتجدر الاشارة الى أن مشروع ميثاق أخلاقيات المهنة ينصّ على أن حرية الصحافة المضمونة بمنطوق الدستور المغربي حق سام يعمل الصحافيون، باستمرار، على الدفاع عنه وتعزيزه باسم الجمهور الذي يستمدون منه شرعيتهم. كما يبرز المسؤولية ازاء المجتمع اذ أن حق المواطن في الإعلام هو الذي تتفرع حقوق الصحافيين وواجباتهم بالأساس في إطار المسؤولية الاجتماعية، لضمان إعلام حر وصادق ومتعدد ومسؤول ومهني. كما ينصّ كذلك على مراعاة الكرامة الإنسانية واحترام الحياة الخاصة للأفراد وحماية القاصرين وعدم تقديم المرأة في صورة استهلاكية أو تمييزها أو التسبب في إهانتها… وغيرها من المبادئ الأساسية.
هذا ويتطرق المشروع كذلك إلى شرط الاستقلالية والنزاهة بالتأكيد على أن الصحافي الجدير بهذه الصفة لا يجب أن تكون له ارتباطات مصلحية مع مصادر الخبر ولا مع صانعي الأحداث ولا أطرافه، ولا يجب أن يكون طرفاً في ما يتناوله، لأن الاستقلالية هي عماد الحق في الخبر النزيه.
كما يركز المشروع في النهاية على حماية الصحافي وحقه في استعمال بند الضمير، وأيضاً على حقه في التمتع بشروط تعاقد كريمة داخل مؤسسته، تكون في مستوى الدور المجتمعي الذي يقوم به.