طرق تقليدية للرعي تحمي شجر الأركان وفق دراسة

5
طرق تقليدية للرعي تحمي شجر الأركان وفق دراسة
طرق تقليدية للرعي تحمي شجر الأركان وفق دراسة

أفريقيا برس – المغرب. تُعرف شجرة الأركان، التي تعتبر رمزا بيئيا واقتصاديا للمغرب، بمرونتها وقدرتها على التكيف مع المناخ القاسي في منطقة سوس. ولكنها تواجه اليوم تهديدا خطيرا بسبب ظاهرة معروفة: تسلُّق الماعز لأغصانها بحثًا عن الطعام. فبينما تُظهر بطاقات بريدية سياحية شهيرة هذه الصورة الخلابة، يكشف الواقع أن الرعي المفرط يهدد بقاء هذه الشجرة النادرة.

لفهم هذا التهديد، أجرى باحثون من جامعة القاضي عياض في مراكش ومؤسسات شريكة دراسة علمية حديثة في غابة “بوتازارت” بمنطقة الصويرة، ونُشرت نتائجها في موقع “Science Direct”. ركزت الدراسة على سيناريوهات للرعي.

الرعي المكثف، حيث كشفت الدراسة أن الأشجار التي تعرضت للرعي المفرط عانت من تدهور في وظائفها الحيوية، حيث انخفضت كفاءتها في عملية التمثيل الضوئي وتناقصت مساحة أوراقها، مما يدل على مستويات إجهاد عالية.

الرعي المعتدل (أكدال)، حيث أظهرت الأشجار في هذا النظام أداءً أفضل بكثير، حيث حافظت على صحتها، وأفادت الدراسة بأن هذا النظام يوازن بين احتياجات الماعز واستدامة الغابة.

تُسلط الدراسة الضوء على نظام ” أكدال” التقليدي، الذي يُعد شكلًا من أشكال الرعي المُدار والمُستدام في المغرب. يقوم هذا النظام على تقييد الرعي خلال فترات نمو الشجرة الحرجة، مما يسمح لها بالتجدد والتعافي.

يُعد هذا النظام نموذجا ناجحا يجمع بين الحفاظ على البيئة وتوفير الموارد للمجتمعات المحلية، حيث أثبتت الدراسة أن جودة التربة تحسنت أيضًا في المناطق التي تُدار بالرعي المعتدل، مع زيادة الرطوبة والمادة العضوية.

تُعاني غابات الأركان، التي تُعرف بكونها محمية بيئية من قبل اليونسكو وتدعم سبل عيش أكثر من 1.3 مليون شخص، من تراجع خطير. حيث تُقدر الخسائر السنوية بحوالي 610 هكتارات بسبب الاستغلال المفرط.

في ظل هذه المعطيات، تُوصي الدراسة بتبني أنظمة تقليدية مثل “الأجدال” لضمان مستقبل هذه الشجرة الرمزية، التي لا تُعتبر مصدرًا لزيت الأركان الثمين فحسب، بل هي أيضًا جزء أساسي من التراث الطبيعي والاقتصادي للمغرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس