عائلات المهاجرين السريّين ما بين شوق وألم

12

معاناة عائلات المهاجرين السريّين في المغرب كبيرة. بعضها لا يعرف مصير أبنائه، وينتظر أي خبر على الرغم من مرور سنوات، في وقت عرف آخرون معنى الموت. وأولئك الذين نجح أبناؤهم في الوصول إلى أوروبا، يتعبهم الفراق.

مشاعر تتراوح بين الشوق والألم تلك التي تعيشها عائلات مهاجرين شبان مغاربة، اختاروا الهجرة السرية إلى أوروبا، خصوصاً إلى إسبانيا القريبة من المملكة، من خلال قوارب سرية عبر البحر الأبيض المتوسط. بعضهم نجح في بلوغ الضفة الأخرى، في وقت قضى آخرون نحبهم وسط أمواج البحر العاتية وآخرون لا يزالون مفقودين الى الآن.

وتختلف قصص عائلات المهاجرين السريّين الذين يسمّون في المغرب بـ”الحراكة”، لأنهم يتعمدون حرق وثائقهم الشخصية بمجرد وصولهم إلى أوروبا، بهدف تلافي احتمال تعرّف سلطات البلد الأوروبي على هوياتهم، ثم ترحيلهم. وهناك قصص عائلات تعلم بمصير أبنائها المهاجرين، وأخرى تجهل تماماً ماذا حلّ بفلذات أكبادها. بعض العائلات ما زالت تجهل مصير أبنائها، في وقت تعاني أخرى من غرق أولادها في البحر.

وزادت محاولات الهجرة غير الشرعية من سواحل المغرب، خصوصاً مدن الشمال، خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، حتّى باتت تؤرق السلطات المغربية، خصوصاً بعد تسجيل عشرات المحاولات خلال فترة زمنية قصيرة أسفرت عن حوادث مأساوية، أبرزها مقتل الشابة حياة بلقاسم بعد إصابتها برصاص أفراد البحرية المغربية حين ضبطوا قارباً لم ينصع لتحذيرات البحرية.