عواصف جديدة تدفع ضحايا زلزال الحوز إلى الشارع

1
عواصف جديدة تدفع ضحايا زلزال الحوز إلى الشارع
عواصف جديدة تدفع ضحايا زلزال الحوز إلى الشارع

أفريقيا برس – المغرب. في الوقت الذي تتصاعد فيه التصريحات الرسمية المتفائلة في المغرب، بشأن تقدّم عملية إعادة إعمار المناطق المنكوبة بسبب “زلزال الحوز” قبل أكثر من سنتين، كشفت الأوضاع الجوية المتقلبة والعاصفة عن واقع مختلف تماما، واقع يعيشه مئات المتضررين في قرى جبال الأطلس كـ “أغبار” و”إيغيل” و”إمي نتلا” و”أدسيل”، وفي قرى أخرى في إقليمي “الحوز” و”شيشاوة”، حيث ما تزال الخيام البلاستيكية المهترئة ملاذا للعديد من الأسر.

المعاناة لا تنتهي، فقد عاشت عشرات الأسر أخيرًا ليلة قاسية جراء الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي مزّقت الخيام وأغرقت محتوياتها، بينما دفعت شدة العواصف بالسكان إلى مغادرة البيوت المتنقلة خوفا من تكرار المأساة.

مصادر محلية أكدت لـ”القدس العربي” أن منطقة “أجناتن” شهدت واحدة من أسوأ الليالي، حيث انقطع التيار الكهربائي بالكامل، فيما ظل البرد القارس يفاقم وضعا إنسانيا بالغ الهشاشة.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، أعلنت “التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز”، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية (مبنى المحافظة) بجهة مراكش آسفي يوم الجمعة المقبل، مطالبة بتسوية الملفات العالقة للمتضررين، وتعميم التعويضات على جميع الأسر المقصاة، مؤكدة في بيان رسمي أن الوقفة تأتي رفضا لـ”الحيف الذي طال الضحايا” الذين ما يزالون يعيشون في خيام بلاستيكية بعد سنتين من الزلزال دون أي حلول مستدامة.

وأشار البيان إلى أن “معاناة الأسر المنكوبة بلغت حدا غير قابل للتحمل”، داعيا جميع الفاعلين المدنيين والحقوقيين والإعلاميين إلى دعم الوقفة وإسماع صوت الضحايا. كما طالبت التنسيقية وزارة الداخلية بفتح تحقيق شامل ونزيه في ما وصفته بـ”الخروقات والتلاعبات” التي شابت ملف التعويضات، محمّلة عددا من المسؤولين المحليين مسؤولية الاختلالات التي أضرت بحقوق المتضررين.

وسط هذا الحراك الاحتجاجي، قام عامل (محافظ) إقليم الحوز، مصطفى المعزة، بزيارة ميدانية مهمة شملت مناطق “إيغيل” و”ثلاث نيعقوب”، مصحوبًا بوفد إداري. وخلال زيارته، عقد اجتماعا داخل أحد المنازل المتضررة، في خطوة اعتبرها متابعون جزءا من مقاربة جديدة تعتمد على القرب من السكان والاستماع المباشر لمشاكلهم. وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة جولات ميدانية باشرها المحافظ منذ تعيينه حديثا، بهدف متابعة الوضع وإيجاد حلول عاجلة لتداعيات التقلبات المناخية الأخيرة.

هذه الجولة لقيت صدى واسعا لدى عدد من الفاعلين المدنيين، وقال الناشط منتصر إثري: “من كان جزءا من المشكل لا يمكن أن يكون سببا في الحل”، في إشارة إلى عدد من المسؤولين المحليين الذين رافقوا الوفد رغم الانتقادات الموجهة إليهم خلال العامين الماضيين. لكنه في المقابل أشاد بالمنهجية الجديدة للمحافظ الجديد، واصفا زياراته المكثفة خلال أيام قليلة بكونها “تفوق ما قام به بعض المسؤولين منذ الزلزال”، مُثمِّنا اعتماد المسؤول الإقليمي على الاستماع المباشر للسكان، وهو ما أعاد الأمل لعدد من المتضررين الذين يشعرون بأن صوتهم بدأ يجد طريقه إلى المؤسسات.

الناشط المدني والإعلامي المغربي شدد على أن ضحايا الزلزال يأملون أن تكون هذه الزيارات “بداية حقيقية لطي صفحة الألم”، مؤكدا أن أكبر معاناة اليوم تأتي من الإقصاء من التعويضات الملكية ومن بطء معالجة الشكايات العالقة داخل مصالح المحافظة. واختتم رسالته بمطالبة العامل (المحافظ) بالتفاعل السريع مع التظلمات “التي ما تزال حبيسة المكاتب” رغم استعجال الوضع الإنساني.

في المقابل، كانت الحكومة المغربية قد أعلنت، في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عن تقدّم ملموس في تنفيذ برنامج إعادة الإعمار، حيث جرى استكمال أشغال إعادة بناء وتأهيل 51.154 مسكنا، فيما بلغت القيمة الإجمالية للدعم المالي 6.9 مليار درهم، منها 4.5 مليارات درهم خصصت لإعادة البناء، و2.4 مليار درهم كمساعدات استعجالية للأسر المتضررة.

كما أشارت الحكومة إلى تقدم الأشغال في مشاريع البنية التحتية، من بينها تأهيل الطريق الوطنية رقم 7 التي وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى ما بين 35 و80 في المئة، بميزانية تناهز 665 مليون درهم، إضافة إلى 118 كيلومترا من الطرق التي توجد في طور الإنجاز. وفي قطاع التعليم، تم تأهيل وإعادة بناء 306 مؤسسات تعليمية، مع استمرار الأشغال في 34 مؤسسة أخرى، وإطلاق طلبات عروض لإعادة تأهيل 186 مؤسسة موزعة على أقاليم الحوز وأزيلال وشيشاوة وورزازات وتارودانت.