فاطمة التامني: المغرب يحتاج إلى سياسات اجتماعية عاجلة لاحتواء الأزمة

25
فاطمة التامني: المغرب يحتاج إلى سياسات اجتماعية عاجلة لاحتواء الأزمة
فاطمة التامني: المغرب يحتاج إلى سياسات اجتماعية عاجلة لاحتواء الأزمة

آمنة جبران

أفريقيا برس – المغرب. أكدت فاطمة التامني، النائبة بالبرلمان المغربي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، في حوارها مع “أفريقيا برس” أن “المغرب يحتاج إلى سياسات اجتماعية عاجلة لاحتواء الأزمة”، وذلك في معرض تعليقها عن موجة الاحتجاجات الشبابية التي تشهدها المملكة في الأيام الأخيرة.

وأشارت إلى أن “فدرالية اليسار الديمقراطي ترفض مواجهة الأزمة بالقمع، حيث أن التضييق والاعتقال لا يزيد سوى في توسيع الهوة وتعميق الاحتقان”.

وللخروج من حالة الاحتقان الاجتماعي طالبت بضرورة “وقف الاعتقالات المرتبطة بالاحتجاجات السلمية وإطلاق سراح من لم تثبت في حقه أي أعمال عنف، وإلى فتح نقاش وطني حقيقي يشارك فيه ممثلو الشباب والنقابات والقوى السياسية والمجتمع المدني حول مستقبل البلاد.”

فاطمة التامني نائبة برلمانية مغربية تمثل الدائرة الانتخابية الدار البيضاء عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عُرفت بمواقفها الجريئة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ساهمت في تقديم مقترحات إصلاحية لتطوير النظام الانتخابي وتعزيز الشفافية والمناصفة.

تُولي اهتماماً كبيراً لقضايا المرأة، وتعتبر تحررها شرطاً لبناء مجتمع ديمقراطي. دعت إلى تنظيم نسائي أكثر جذباً للطاقات النسائية، وتنتقد السياسات الحكومية التي تمس القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل الأزمات. تؤمن بالديمقراطية التشاركية وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتسعى إلى إشراك المواطنين في صياغة السياسات عبر منصات رقمية تعزز المشاركة الشعبية. أخيرا طالبت بتحويل الاحتجاجات الشبابية إلى مرحلة مساءلة ومحاسبة.

يشهد المغرب في الآونة الأخيرة احتجاجات ضد الأولويات الحكومية، ماهي مآخذكم بخصوص أداء الحكومة وأبرز مطالبكم؟

تشهد بلادنا اليوم موجة احتجاجات شبابية سلمية، وهي تعبير صريح عن عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، التي تراكمت بسبب غياب رؤية حكومية واضحة للأولويات. فبدل الاستثمار في الصحة والتعليم والشغل، تمضي الحكومة في توجيه الموارد نحو الانصياع لتعليمات المؤسسات المالية وخدمة اللوبيات وخوصصة الخدمات الاجتماعية وبهرجة إعلامية، تاركةً الأغلبية الساحقة من المغاربة أمام أوضاع معيشية خانقة وارتفاع الأسعار وخدمات عمومية متدهورة وبطالة مرتفعة.

وصفت الاحتجاجات الأخيرة بالاحتجاجات الشبابية حيث يقودها “جيل زد 212″، هل برأيك هذا الجيل الجديد قادر على إيصال صوته والدفاع عن الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة؟

لقد اختار الشباب المغربي، وخاصة جيل “212”، أن يرفع صوته بقوة ضد هذه السياسات. وهذا الجيل الجديد يبرهن على وعي سياسي واجتماعي متقدم، وعلى قدرة على التنظيم الرقمي والميْداني، بما يجعله شريكاً أساسياً في الدفاع عن حقوق الفئات الفقيرة والمهمشة. لكن بدل أن تُفتح أمامه قنوات الحوار والتفاعل الإيجابي، اختارت الحكومة المقاربة الأمنية، بالمنع والتضييق والاعتقال، وهو ما لا يزيد سوى في توسيع الهوة وتعميق الاحتقان.

برأيك كيف ستتعامل الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، هل ستواصل اعتماد المقاربة الأمنية رغم سلمية مطالب المحتجين وتحركاتهم؟

إننا في فدرالية اليسار الديمقراطي نؤكد أن مواجهة هذه الأزمة لا يكون بالقمع، بل عبر حوار وطني جاد يضع الشباب والمجتمع في قلب القرار.

وفق تقديرك، ماهي أبرز إخفاقات وانجازات الحكومة المغربية مع دخول عامها السياسي الجديد والأخير؟

نحن نشدد على أن أبرز إخفاقات الحكومة تكمن في الفشل في محاربة البطالة ووقف نزيف التعليم العمومي وإصلاح المنظومة الصحية، وفي غياب الشفافية والمساءلة في تدبير المال العام. أما ما تحاول تقديمه كإنجازات، فلا يعدو أن يكون مشاريع ظرفية أو وعوداً لم تر النور إلى جانب تهافت مكونات الأغلبية على المواقع والمصالح الخاصة.

ونحن نطالب اليوم بإجراءات مستعجلة أولها:

– وقف الاعتقالات المرتبطة بالاحتجاجات السلمية وإطلاق سراح من لم تثبت في حقه أي أعمال عنف.

– مراجعة أولويات الميزانية المقبلة بتخصيص اعتمادات استثنائية للتعليم والصحة والتشغيل.

– وضع برامج تشغيل ملموسة للشباب بدل الاكتفاء بالخطابات.

– فتح نقاش وطني حقيقي يشارك فيه ممثلو الشباب والنقابات والقوى السياسية والمجتمع المدني حول مستقبل البلاد.

ماهي مقترحاتك كسياسية مغربية للخروج من الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المغرب؟

إن الخروج من الأزمة ممكن، لكنه يقتضي إرادة سياسية حقيقية، وقطيعة مع منطق الترقيع الأمني والوعود الفارغة. المغرب يحتاج اليوم إلى سياسات اجتماعية عاجلة، إلى عدالة في توزيع الثروات، وإلى إشراك فعلي للشباب في القرار، لأنهم ليسوا فقط وقود احتجاجات، بل طاقة قادرة على بناء المستقبل.

علما أن هذه الحكومة لم نعد نأمل في إرادتها ولا قدرتها على التفاعل الإيجابي مع الانتظارات الكبرى للمغاربة، الذين يرفعون شعار ارحل في وجه رئيس الحكومة بالنظر لفشله الذريع في ترجمة وعوده الكاذبة على أرض الواقع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس